الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

مقتطفات من مقالات كتاب الصحف ليوم الأحد 29 أبريل 2018

الصحف المصرية- صورة
الصحف المصرية- صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
واصل كبار كتاب صحف القاهرة الصادرة، اليوم الأحد، استعراض الملحمة البطولية التي تخوضها القوات المسلحة والشرطة المدنية في سيناء في ذكرى تحريرها الـ 36، وأبرزوا كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذه المناسبة وما تضمنته من دلالات، كما استعرض كتاب الصحف المسألة السورية وتداعيات أحاديث الغرب عن استخدام جيشها الوطني لأسلحة كيماوية لتبرير ضربها عسكريا.
ففي مقاله بعنوان (تضحيات المصريين على أرض الفيروز، تأكيد بأننا شعب لا ينسى ثأرا ولا يرضخ لهزيمة)، نوه الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة (الجمهورية) بكلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي في الذكري الـ 36 لتحرير سيناء، التي قال إنها جاءت معبرة تماماً عن عقيدة المصريين في الماضي والحاضر والمستقبل، مشيرا إلى ما أكده الرئيس بأن تحرير سيناء ملحمة وطنية خالدة، وأن الإنسان المصري لا ينسي ثأراً ولا يرضخ لهزيمة مهما كانت التحديات والتضحيات، وأن جيش مصر العظيم قادر دائماً على الحفاظ على أرض مصر وحقوق شعبها، وأنه لا يمكن أن يفرط المصريون في أرضهم وهم قادرون على حمايتها.
وأبرز الكاتب تحذيرات الرئيس من أن الأطماع في سيناء ما زالت موجودة وتتصاعد وتغيرت طبيعتها إلا أن صلابة الجيش والشعب قادرة على الحفاظ عليها، وأن هناك محاولات ومخططات من قبل تنظيمات إرهابية مدعومة للنيل من سيناء وتنفيذ ما يريده الأعداء.
واستعرض الحرب المقدسة التي تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية ضد جماعات الإرهاب والضلال المدفوعة والمأجورة والممولة من أعداء مصر لتنفيذ مخططات وسيناريوهات تسعى لاستقطاع سيناء من الجسد المصري، وقال: إن بطولات الرجال وتضحياتهم وانتصاراتهم حالت دون ذلك إنفاذاً لإرادة هذا الشعب الذي اختار طريقه، ورفض أن تحكمه جماعة إرهابية خائنة وعميلة للخارج ومجرد أداة في أيدي المتآمرين. 
ووصف الكاتب، العملية الشاملة (سيناء 2018) بـ"الملحمة الجديدة التي تضاف لرصيد البطولات والتضحيات والتقدير للجيش المصري العظيم"، مضيفا أنها تطهر سيناء من رجس ودنس الإرهاب، وتبعث برسالة واضحة لأعداء مصر مفادها بأنه "لن نفرط في سيناء أو أي أرض مصرية حتي لو كان الثمن أرواحنا.. نموت ولا نفرط في أرضنا".
واعتبر الكاتب أن تزامن البيان الـ 20 لقواتنا المسلحة مع الذكرى الـ36 لتحرير سيناء هو رسالة عبقرية، خاصة وأن ما تضمنه البيان من انتصارات ونجاحات يؤكد أن هذه الأرض تنبت كل يوم رجالاً وأبطالاً لن يستطيع أحد إيقافهم أو إجبارهم على التنازل عن أرضهم أو الركوع لغير الله، عقيدتهم النصر أو الشهادة ومن خلفهم شعب عظيم يؤيدهم ويساندهم ومستعد لتقديم الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على أرضه.
وأكد الكاتب أن ما يحدث في مصر - الآن - يجعلنا نقف في شموخ ونتفاءل بما هو قادم، فالخطر والطوفان الذي ابتلع دولاً في 2011، وسقطت الدول الوطنية، وأصبحت مجرد "رتوش"، على الخريطة، تسكن أوطاناً أخرى في مخيمات اللاجئين، والمصريون ينعمون بالوطن وأمنه واستقراره وازدهاره ورخائه والمستقبل الواعد لأبنائه.
وقال: هذا الشعب يستحق أن يفاخر بما حققه وأنجزه، وأن يزهو بتاريخه ونضاله وتضحياته، فقد ذهب الأعداء ودفنتهم رمال سيناء الطاهرة وبقيت مصر شامخة تروي لأبنائها جيلاً بعد جيل حكايات الأبطال والفرسان والرجال والشهداء الأبرار فلولاهم ما كنا لنحيا بكرامة وعزة مرفوعي الرأس والمهمة.
واستطرد: "يجب أن نحكي لأولادنا وبناتنا قصص الفداء والبطولات للمقاتل والمواطن الشريف والدبلوماسي الوطني ليتعلموا معنى كلمة وطن، معنى الولاء والانتماء والفداء، نحتاج هذه الدروس والملاحم الوطنية ليتعلم الجيل الحالي أسمى معاني الوطنية وحب الأوطان وعدم التفريط في أرض مصر والتضحية من أجلها، علينا أن نعلمهم في البيوت والمدارس والجامعات والأندية. لا يجب أن نتركهم".
وحث الكاتب المصريين إلى الوحدة والتماسك، وأن يكونوا دائماً على قلب رجل واحد، وقال: "هنا لا تستطيع أي قوة أن تهزمنا أو تنتصر علينا أو تسلب حقنا أو أرضنا.. كلنا مع بعض نحمي بلدنا هي مسئولية كل وطني وشريف ومصري بجد".
وعن ملحمة سيناء، تحدث أيضا الكاتب الصحفي محمد بركات، في عموده المنشور بصحيفة (الأخبار) تحت عنوان (بدون تردد) عن (ذاكرة التاريخ .. وبوابة مصر الشرقية)، قائلا: "ذاكرة التاريخ ومجريات الأحداث وتوالي الوقائع عبر بوابة الزمن الماضي والحاضر، ومن خلال النظرة المستشرفة لآفاق المستقبل وارهاصاته المتأهبة للقدوم، تؤكد لنا في كل لحظة من الأمس واليوم وغداً، بأن سيناء كانت دائما وستظل أبداً البوابة الشرقية لأرض الكنانة".
وأضاف: هكذا كانت بطول الزمن الماضي وصولا إلى الحاضر وهكذا ستظل في المستقبل، مسرحاً وميداناً لكل الحروب والغزوات التي استهدفت مصر، منذ الفراعنة الأوائل وما تلاهم من الرومان والإغريق، وما بعدهما من المغول والتتار، وصولاً إلى العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦، ثم نكسة ١٩٦٧، التي استطاع جيش مصر البطل محو آثارها في معركة العبور العظيم عام ١٩٧٣، وما تلاها من تحرير كامل تراب سيناء وعودتها للوطن الأم في أبريل من عام ١٩٨٢".
واستطرد قائلا: تؤكد لنا جميع الأحداث والوقائع في التاريخ القديم والوسيط والحديث والمعاصر، أن سيناء كانت وستظل هي المدخل والمعبر لمصر، وهي الطريق والمنفذ الذي يمر منه من يسعى للوصول إلى قلب الوطن حيث وادي النيل الممتد من الدلتا للصعيد؛ لذلك فإن سيناء كانت وستظل الموقع والمكان المتقدم للدفاع عن مصر ودحر أعدائها، وإحباط مساعيهم ومؤامراتهم الإجرامية للمساس بمصر.
ورأى الكاتب الصحفي أن ما يجري في سيناء - الآن - من حرب مقدسة ضد جماعات الإرهاب وعصابات القتل والتخريب والتكفير، هو الترجمة الطبيعية والصادقة لإيمان المصريين وإدراكهم الكامل بأن أمن مصر القومي لا يتحقق بدون تطهير سيناء من الإرهاب ولا يكتمل دون اقتلاع جذوره النجسة من أرضها الطاهرة".
واختتم الكاتب الصحفي عموده بالقول "إذا كنا نحتفل هذه الأيام بعيد تحرير سيناء، الذي تحقق في الخامس والعشرين من إبريل ١٩٨٢، فإننا واثقون بعون الله بأننا سنحتفل قريبا بدحر وهزيمة قوى الشر والإرهاب وتطهير سيناء بالكامل منها، وتنفيذ الخطة القومية لتعمير سيناء وتحويلها إلي واقع قائم على الأرض".
وعن المسألة السورية، كتب عبد المحسن سلامة مقالا في صحيفة (الأهرام) بعنوان (من نووي العراق إلى كيماوي سوريا) أبرز فيها موقف مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي إزاء سوريا، وقال إن الرئيس كان واضحا - منذ البداية - في التعامل مع الملف السوري، وبخبرته الطويلة يعلم حجم المؤامرة التي تحاك ضد العالم العربي، لذلك فمصر مع وحدة الأراضي السورية، وعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، وأن الشعب السوري هو وحده صاحب الحق الأصيل في تقرير مصيره".
وأضاف الكاتب الصحفي البارز أن "موقف مصر ينبع من شعور الشعب المصري بمعاناة الشعب السوري، وحجم تضحياته التي فاقت كل التوقعات منذ اندلاع أعمال الفوضى والعنف هناك وحتى الآن".
وقد استهل الكاتب مقاله بالقول: "حتى الآن لم تظهر أي علامات تشير إلى احتمال تورط النظام السوري في ارتكاب جرائم تتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية في دوما والغوطة الشرقية، كما زعمت أمريكا في تبريرها الضربة الجوية التي أقدمت عليها بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا، فالمشكلة ليست في الضربة التي حدثت فقد كانت ضربة (فشنك) محدودة الأثر والفعالية، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في العقلية التي لا تزال مسيطرة على أمريكا، وبعض حلفائها في التعامل مع المنطقة العربية والتدخل الدائم في شؤون بلدانها، ومحاولة تغيير أنظمتها بالقوة العسكرية، في وقت استبشرنا فيه خيرا بقدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أن أعرب عن غضبه من سلوك الإدارات الأمريكية السابقة، وتدخلها في شئون الدول العربية، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك حينما قام بتحميل تلك الإدارات السابقة مسئولية الفوضى التي تعانيها المنطقة، وما آلت إليه من سوء الأوضاع، وانتشار الخراب والدمار فيها".
واستعرض الكاتب الصحفي، أزمة الفوضى في العالم العربي بداية من غزو العراق عام 2003 بعد أن قامت أمريكا وحلفاؤها باستصدار القرار رقم 1441 في الثامن من نوفمبر عام 2002، والخاص بالتفتيش على الأسلحة في العراق وتحذير العراق من عواقب وخيمة نتيجة استمرار انتهاك التزاماته. وقال: "إن الأمر كان يتعلق بقرار معد سلفا، وسابق التجهيز لضرب العراق وغزوه، وتدميره، وسقوط دولته".
وواصل استعراضه لأوضاع المنطقة، قائلا "الحال نفسها حدثت في ليبيا حينما قامت أمريكا وحلفاؤها باستصدار القرار 1973 من مجلس الأمن، الذي قضى بفرض منطقة حظر جوى فوق ليبيا، ويجيز استخدام كل الإجراءات اللازمة، ضد نظام الزعيم الراحل معمر القذافي لمنع قواته من شن هجمات على المدنيين.
ورأى الكاتب أن سيناريو العراق وليبيا يتكرر في سوريا بنفس الآليات، والهدف واحد، وهو سقوط النظام السوري، وتفتيت سوريا، وتدميرها لعقود طويلة قادمة، والإجهاز على ما تبقى منها إلى الأبد.
وأبدى أسفه لما آلت إليه الأمور في سوريا حيث بات الوضع معقدا للغاية بعد أن تحولت إلى منطقة صراع دولي وإقليمي بالوكالة، "فالقوتان الكبريان في العالم (أمريكا وروسيا) تستعرضان قوتهما على الأراضي السورية، فهناك أكثر من 13 قاعدة عسكرية أمريكية تنتشر في العديد من المناطق السورية، وتسيطر تقريبا على ما يقرب من 25% من مساحة سوريا بشكل مباشر أو من خلال الدعم والحماية لقوات سوريا الديمقراطية وبعض فصائل الجيش الحر، في حين أن روسيا تقوم بدعم الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته، وتقوم بدور كبير في استعادة المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة التي تتبع التنظيمات المتطرفة".
واستطرد: القصة لا تتعلق بالرئيس بشار الأسد، لكنها تتعلق بوحدة دولة، ومعاناة شعب آن أن يجد بريقا من أمل لنهاية تلك المعاناة.. دروس قاسية ومريرة عاشتها الشعوب العربية، ولا تزال المؤامرة مستمرة، سواء في الدول التي وقعت فريسة للفوضى أو التي نجت منها.
واختتم الكاتب الصحفي مقاله بالقول: "المشكلة لا تتعلق بالدول الكبرى والإقليمية التي تتآمر على الشعوب العربية وتريد للعالم العربي أن يتحول إلى ركام، لكنها تتعلق بالشعوب العربية ذاتها التي ينساق بعض من أبنائها للأسف الشديد إلى أداة لتنفيذ تلك الخطط التآمرية اللعينة التي نجحت في العراق وسوريا واليمن وليبيا، ولا تزال تتربص بباقي الدول العربية، ولن تفشل تلك المخططات الشريرة إلا بإعادة ترتيب أوراق العقل العربي من جديد وعودة الوعى بأهمية الدولة الوطنية والحفاظ عليها مهما تكن الصعاب والتحديات".