"ضربنى وبكى.. وسبقنى واشتكى".. هذا المثل الشعبي نفذه الزوج الخمسينى مع زوجته التى لم تفعل شيئًا سوى أنها تخلصت من الطعام الفاسد المتبقي، لكنه اعتبره جريمة لا تُغتفر وتستحق العقاب، حيث قام بضربها حتى فقدت عينها اليمنى، ولم يكتفِ بذلك، بل عاقبها على هروبها لمنزل ابنتها وأسرع وأقام دعوى نشوز بمحكمة الأسرة بزنانيرى، والسبب تبذيرها وتخلصها من "الأكل البايت".
تحملت الزوجة طوال 24 عامًا ادعاء الفقر من أجل أولادها، واكتفت براتبها كمدرسة؛ حتى لا تحتاج لأحد، فهو يشعرها بوجوده دائمًا بصوته العالي وأسلوبه الفظ، لكن عندما يأتى وقت الإنفاق يتهرب، حتي يقضوا احتياجاتهم بعيدًا عنه، ثم يعود لمواصلة إهانته لهم من جديد.
لم تكن الزوجة تعلم أن محاولتها فى تنظيف الثلاجة والتخلص من الطعام الفاسد ستكون كارثة لزوجها الذى تشاجر معها عند فتح الثلاجة ووجدها خالية من الطعام، وسألها عن سبب تخلصها منه، فقالت: إنه طعام فاسد، فاتهمها بالتبذير وتعدَّى عليها بالضرب المبرح حتى فقدت الوعي ثم اتصل بابنته لتسعفها.
وبعدما نقلتها ابنتها للمستشفى واستردّت وعيها، تبين فقدانها عينها اليمنى، حينها قررت ابنتها أن تأخذها معها لمنزلها، مما أثار غضبه، فتوجه لمحكمة الأسرة بزنانيرى، وأقام دعوى نشوز غير مُبالٍ بما فعله بها، وإحالة الدعوى للمحكمة، وبعد ثبوت الضرر الواقع على الزوجة قضت المحكمة برفض الدعوى رقم 1187 لسنة 2018.
