السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

انتخابات الرئاسة.. نازل ولا متنازل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدار خمس سنوات مضت تغنى المصريون بأنشودة" تسلم الأيادي" كدعم للدولة الوطنية وإجلال لمجهوداتها في الحفاظ على أركان الحياة، والتي كادت أن تدخل نفق المجهول الواصل بالهاوية لولا إنحياز المؤسسة العسكرية المطلق للشعب وحماية رغباته، فصار هذا الهتاف نشيداً مخلصاً وملخصاً لما هو في نفوس المواطنين الذين اصطفوا جميعاً خلف قواتهم المسلحة وتفويض القيادة السياسية لمحاربة الإرهاب المدعوم من كافة القطاعات المعادية للإنسانية.
واليوم في التاسعة صباحاً تبدأ عملية الإقتراع الحر المباشر لإنتخابات رئيس الجمهورية، أحد أهم الإستحقاقات التي كفلها الدستور للشعب لإختيار من يتوافق مع أفكاره ويلبي طموحاته، ولأن الإنتخابات تعتمد على عنصرين رئيسيين، أولهما يتمثل في إلتزام الدولة بالتجهيزات الخاصة لهذه العملية، والثاني هو مشاركة الجمعية العمومية لجموع الشعب فيها، وبالفعل قامت الدولة بما عليها في تجهيز اللجان الرئيسية والفرعية البالغ عددها ١٣ ألفا، ويشرف عليها ١٨ ألف قاض، لتبقى الخطوة الثانية وهي الذهاب لصناديق الإقتراع ممن لهم حق التصويت والبالغ عددهم ٥٩ مليون مواطن جميعهم أحرار في حرية الإختيار، وعليهم أيضا مسؤلية المشاركة في حماية الحياة السياسية من خلال ترسيخ المبدأ الأول كحق مكتسب يجب الحفاظ عليه.
على مر التاريخ صارت مصر وطناً تستظل به الشموس، فمواطنيها يتمتعون بوعي فطري وحس وطني منقطع النظير، وهو ما تستمد منه المحروسة شعاع نورها على مر الزمان، لذلك لن يستجيب هذا الشعب الكريم للدعوات المشبوهة والتي تنادي بالمقاطعة، لأن التخلي يعني الكسوف والخسوف، وهو ما يتعارض مع سمات هذه الأمة التي يهوى أبناؤها النور، وهو ما سيجعلهم يشاركون في الإنتخابات لدعم حرصهم على الحياة وما حققوه من مكاسب كانت مجرد أحلام في الماضي بات الآن واقعا نحياه، إلا أن طبيعة الحياة تعلمنا أن الأمنيات تفقد بريقها عندما تصبح جزء من ممارساتنا اليومية، وهو ما يستند عليه المعسكر الآخر، لكن هزيمته محسومة بفعل تحمل المسؤلية الوطنية من جانب كل منا.
وعلى مدار الأيام الثلاثة التي تنتهى في ٢٨ مارس، علينا جميعاً رفع شعار " تسلم الأيادي التي تزينت بالحبر الفسفوري" فمن ضوئها يستمد المستقبل طاقته ليتحول فيما بعد إلى واقع يولد خلاله تطلعات جديدة في رحلة بناء الدولة، وما يتطلبه ذلك من نزولنا ليضع كل منا صوته، كتوقيع منا وإقرار لوثيقة ملكيتنا للحياة، والتي حقاً أن تستمر، لكن الإختيار أصبح رفاهية نمتلكها ونستمتع بها، لذلك سوف أشارك وأنت كذلك حتى نتشارك في تحقيق أسطورة الانتصار والانحياز لمصر.