السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

العذراء مريم.. خير نساء العالمين

العذراء مريم
العذراء مريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العذراء مريم لها وضع خاص فى فكر الله ومكانة عظيمة فى كل من اليهودية والمسيحية والإسلام، ومكرمة جدا عند المليارات من البشر، أما عند المصريين فهى تعيش فى وجدانهم وقد تسمى الكثير من المصريين مسلمين ومسيحين باسمها، ومازالت زيارة العائلة المقدسة إلى مصر لها بصماتها فى كل ربوع مصر وقد وصفها القرآن بأنها خير نساء العالمين وأفرد لها سورة كاملة باسمها (٩٨ آية)، وأيضا سورة ثانية باسم آل عمران (٢٠٠ آية) هذا بخلاف ٣٤ آية أخرى تتحدث عنها، والحقيقة أن سمو ورفعة العذراء مريم نجده فى سورة آل عمران «وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ. إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ».
أما مكانتها فى المسيحية، تتلخص فى أنها أم المسيحيين ومطوبة الأجيال والعذراء مريم تجملت بالفضائل التى أهلتها لهذه المكانة السامية، ومن هذه الفضائل على سبيل المثال الإيمان. ونرى هذا الإيمان فى قول اليصابات للعذراء «طُوبَى لِلَّتِى آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ». لأن العذراء امتلكت إيمانا فاق جميع البشر، فحين بشرها الملاك بميلاد السيد المسيح آمنت على الفور، بالرغم من أنه منذ الدهر لم يسمع قط أن عذراء تحبل أو امرأة يأتيها الحمل دون بذرة رجل، ولكننا نرى العذراء تقبل البشارة بقلب ممتلئ بالإيمان وبلا وعى بشرى أرضى بل بوعى روحانى بكل خضوع وتسليم لمشيئة الله. 
لقد فاقت العذراء الكثير من القديسين والقديسات، فهوذا سارة عندما سمعت ببشارة الملائكة بميلاد إسحق ضحكت، وقالت «أَبَعْدَ فَنَائِى يَكُونُ لِى تَنَعُّمٌ، وَسَيِّدِى قَدْ شَاخَ؟». وهناك الكثير من أنبياء العهد القديم قد طلبوا من الرب علامات. فمثلًا موسى النبى حين أرسله الله وأعطاه علامات تحويل العصا إلى حية وتحويل يده السليمة إلى برصاء. وكذلك زكريا الكاهن وجدعون وحزقيال وغيرهم. أما العذراء مريم فلم تطلب لا من الرب ولا من ملاك الرب أى علامة. ونجد أن كثيرين من الذين رأوا الرب أو تكلموا معه أصابهم الخوف، مثل أشعياء النبى، ومنوح وزوجته. أما العذراء فلم تؤمن، لأنها خافت بل آمنت وهى فى كامل ثباتها وقوتها. 
ونرى أيضا الإيمان فى حياة العذراء، حيث إنها أول من آمنت بالسيد المسيح، فقد ذكر عنها بأنها «فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِى قَلْبِهَا». وكمال الإيمان هو ليس الحفظ فقط بل العمل أيضًا، وهكذا كانت أمنا العذراء تحفظ وتتأمل فى قلبها كل حركة وكل كلمة يقولها السيد المسيح، وبهذا كانت أول من أخذ الطوبى التى قالها الرب «طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ». كما كانت تتبعه فى معظم رحلاته «وَبَعْدَ هذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتَلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّامًا لَيْسَتْ كَثِيرَةً». 
أما عن إيمانها بقدراته المعجزية فنجدها فى رحلة طويلة بدءًا من المعجزات التى صاحبت الولادة والهروب لأرض مصر وعرس قانا الجليل حتى إلى الصليب والقيامة. ويعوذنا الوقت أن نتكلم عن التواضع والتجرد والألم والاحتمال والطاعة والطهارة والصمت... إلخ فى حياة العذراء مريم مطوبة الأجيال.