بملامح أصيلة ووجه مضيء، يدل على خبرات عميقة في مجالات عدة، أبرزها تخصصها بعلم نفس التربية الموسيقية، تجلس الدكتورة غادة عبدالرحيم علي، عضو هيئة التدريس والكاتبة الصحفية، تتابع كل كبيرة وصغيرة بالمجتمع المحيط بها، يعرف جميع القريبين منها أنها شخصية قوية متماسكة كسد منيع يأبى أن ينكسر أو يتشقق فيتسرب إليه الضعف، تذهب إلى عملها في الصباح الباكر، في رحلة كفاح امرأة مصرية تتجدد كل يوم.
واثقة من نفسها، وتتحدث وتتحرك بخطى ثابتة هنا وهناك، فهي المرأة التي لعبت دورًا بارزًا في مواجهة، الظواهر الغريبة بالمجتمع، وتميزت في دعم الشباب والمرأة؛ لم تبهرها مقاعد المسئولية بقدر ما كان يشغلها تنفيذ ما تكلف به على أكمل وجه إرضاء لضميرها أولا، وسعيًا بجهد حميد للنهوض بالعملية التعليمية، قدمت فى ذلك رسالة دكتوراه ناجحة، وعميقة، من ضمن قلة أثروا مجالها البحثي بخبرات كان لها مردود إيجابي على جميع المستويات.
غادة عبدالرحيم من أشد المؤمنين بثورتي 25 يناير و30 يونيو، في توجهاتهما القومية، اتحدت مع صوت الغالبية من الشعب المصري في مسارهما، أطلقت مبادرات في حب مصر، وأسست "ولادها سندها"، وهي مبادرة تسعى للوصول للمتفوقين علميا والموهوبين بمختلف المجالات العلوم والتكنولوجيا والعلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية والفنون، من خلال المدارس والمعاهد والجامعات ودور الأيتام"، لدعم الاقتصاد المعرفي وتعزيز البحث العلمى والارتقاء بالقدرات البشرية لبناء بيئة تعتمد على اقتصاد المعرفة.
فضلا عن عملها في مجال دعم أطفال مرضى السرطان والأيتام ودور المسنين، وعملها في حملة ضد التحرش الجنسى، ونبذ العنف ضد المرأة والطفل تحمل عنوان "ستات مصر بميت راجل".
استطاعت "غادة"، المدرس المساعد بكلية التربية النوعية جامعة القاهرة التي تعشق الهدوء وتعمل في صمت، أن تناقش رسالة الدكتوراه في فترة وجيزة، ونالت إشادة وإعجاب الخبراء والأكاديميين، في الرسالة المقدمة عن "برنامج مقترح في التربية الموسيقية لمعالجة عسر القراءة وتحسين جودة الحياة للأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة"، وهي أول رسالة دكتوراه في القسم وبذات التخصص وهو علم نفس التربية الموسيقى، ومنحت درجة الدكتوراه مع طبع الرسالة على نفقة الجامعة وتداولها بين الجامعات.
دائما ما تعلن عبدالرحيم، أن لديها رسالة تريد أن تنجزها وتستكمل باقي جزء مهم في المنظومة التعليمية، وتوسيع دائرة البحث، والإسهام في تفعيل دور البحث العلمي.
حصلت غادة عبدالرحيم على بكالوريوس التربية النوعية، شعبة التربية الموسيقية جامعة القاهرة، بتقدير ممتاز عام 2005.
وحصلت على درجة الماجستير في 2013 بتقدير ممتاز، وناقشت الدكتوراه بذات الكلية اليوم الثلاثاء، ومنحت الدرجة لأول رسالة علمية في علم الموسيقى.
تقلدت العديد من المناصب، منها مدير عام مؤسسة البوابة، وأسست العديد من المبادرات؛ حازت على العديد من الجوائز منها، اختيارها من قبل جريدة الخليج الكويتية في عددها الصادر في أكتوبر 2017، شخصية العدد.
وقالت الجريدة: إن الدكتورة غادة عبدالرحيم "سفيرة السعادة والمرأة الأهم المهمومة بمستقبل المرأة المصرية والعربية"، وسفيرة النوايا الحسنة لعام 2005.
سافرت إلى العديد من الدول العربية والأوروبية للمشاركة في مهمات علمية وصحفية.
بكلمات ترددها دائما من كل قلبها: بحلم بعمل مشروع كبير ومبنى مجهز لاستيعاب الشباب المبدع والمبتكر، والهدف الأسمى يأتي في المعاني والقيم، التي يتطلبها العمل التطوعي، وتحسين جودة الحياة واقعيًا للأطفال ذوي الاضطراب، ودعمهم بكل الوسائل؛ وما زالت المصرية المثقفة، والمحبة للعمل والمخلصة من كل قلبها، تحلم بتحقيق إنجازات أكثر من ذلك، تخدم أبناء مصر المتفوقين من جهة، وأبناء مصر عموما من جهة أخرى، لذلك استحقت أن تنال لقب "أشطر باحثة في مصر".
