الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

سعد مكاوى.. المنسي

سعد مكاوي
سعد مكاوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سعد مكاوى الذى ولد عام ١٩١٦ بإحدى قرى المنوفية، يعد واحدا من المصريين القليلين الذين درسوا الآداب فى جامعة السوربون بباريس، بل يعتبر ثانى من درسوا الآداب بهذه الجامعة بعد عميد الأدب العربى طه حسين، وقد بدأ بنشر باكورة قصصه عقب عودته من باريس، ولاقت استحسانا كبيرا من نقاد كبار، أبرزهم سيد حامد النساج.
ومنذ عمل «مكاوى» بجريدة الجمهورية فى فترة الستينيات، تبارى إنتاجه الأدبى مع نتاج يوسف إدريس وعبدالرحمن الشرقاوى، فقد نشر على صفحات الجريدة القومية العريقة، ابتداء من يناير ١٩٦٣م، رائعته فى الرواية التاريخية «السائرون نياما»، التى بلور فيها، بتقنية فنية عالية، رؤيته الواقعية والتاريخية للمجتمع المصرى فى العصر المملوكى.
ولسعد مكاوى منتج أدبى ضخم، إذ تتنوع أعماله ما بين الرواية والقصة والمسرحية والترجمة، فله ما يقرب من ٤ روايات أبرزها «السائرون نياما» و«الرجل والطريق»، وما يقرب من ١٥ مجموعة قصصية و٤ مسرحيات يغلب عليها الطابع الفلكلورى الريفى ممزوجا بفلسفة صوفية.
«مكاوى» تقلد عددا من المناصب منذ بداية عمله بوزارة الثقافة، حيث مشرفا على لجنة النصوص السينمائية، ورئيسا لهيئة المسرح حتى ١٦ أغسطس ١٩٧٦، وهو تاريخ بلوغه سن الستين، أما آخر أعماله الوظيفية فكان مقررًا للجنة القصة بالمجلس الأعلى للفنون والآداب، وقد لازمه هذا العمل حتى وفاته فى ١١ أكتوبر ١٩٨٥.
ومن خلال هذه المرحلة الخصبة من العمل فى الصحافة ووزارة الثقافة، فقد كانت لديه الفرص المتاحة للوصول إلى عالم الشهرة، وفرض الذات، لكنه كان عازفًا عن كل هذا، ولعل هذا يرجع إلى حساسيته المفرطة وميله إلى العزلة والابتعاد عن «الشللية» والمجتمعات والأندية الأدبية.
معرض الكتاب تجاهل هذا العام الاحتفاء بمئوية الأديب الراحل سعد مكاوى، خصوصا أن المعرض لديه برنامج مخصص هذا العام للاحتفاء بمئويات عدد من الراحلين أبرزهم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، كما امتد التجاهل إلى قطاعات وزارة الثقافة المنوط بها الاحتفاء بقامات الإبداع فى مصر. 
تجاهل المؤسسة الرسمية للاحتفاء بمئوية «مكاوى» قد يدفع البعض للتساؤل عن الآلية التى تدار بها ندوات واحتفاليات المجلس الأعلى للثقافة، فما الذى يجعل المجلس يكرر احتفاليات لعدد من المبدعين ويتجاهل آخرين طوال الوقت، خصوصا أن سعد مكاوى واحد ممن أثروا الحياة الأدبية بأعمالهم.