بطون تلاميذ مصر في خطر.. (ملف)

استعدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، للدخول في مغامرة مع الطلاب، بعد التأكيد على توزيع الوجبات المدرسية على تلاميذ المرحلتين "رياض الأطفال، والابتدائية"، بدءا من الفصل الدراسي الثاني، والذي يبدأ السبت المقبل. 

ويأتي تنفيذ هذا القرار بعد عدة اجراءات، وتدابير اتخذتها الوزارة لتجنب كوارث ما حدث في السنوات الماضي، وكان آخرها إصابة 3305 طلاب، بالتسمم، في مارس الماضي، بعدد من المحافظات وهم: "السويس، والقليوبية، والمنوفية، أسوان، وسوهاج، الشرقية، والمنيا، البحر الأحمر"، وتزايدت نسب الإصابات للأطفال بشكل كبير. 

وعقب ذلك أوقف الدكتور طارق شوقي توزيع الوجبات، ليعود التحدي مجددًا ببرنامج جديد ومحتوى مختلف. 

وقال مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم، إن عدد الوجبات تصل إلى 11 مليون وجبة، توزع يوميا، مؤكدًا أنها لكل طلاب رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية فقط من دون استثناء. 

وأوضح المصدر لـ"البوابة" أن الوجبة تشمل "الباتيه والبسكويت والفطيرة"، أهم الأصناف المقدمة للطلاب، وإيقاف "الوجبات الجافة"، السابقة، وتخصيص الوجبة المطهية لطلاب المدارس الداخلية، لافتا "5 شركات سيقومون بتوريد الكميات". 

وتابع المصدر: "تقوم الهيئة الحكومية لسلامة الغذاء، التابعة لرئاسة الجمهورية، الفني، وكذلك وزارات "الصحة، والتضامن، والتموين" للإشراف والمراقبة على الشركات والمصانع التي تتولى تصنيع الوجبات، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والتأكد بمدى الالتزام بالمعايير الصحية، والمواصفات القياسية، قبل التوزيع على التلاميذ". 

فيما يواجه أولياء الأمور القرار بالرفض، وقالوا إن "الوجبات المدرسية"، تمثل لنا قلقًا، خاصةً بعد تكرار حوادث الإصابة للطلاب خلال السنوات القليلة الماضية، والتي ازدادت العام الماضي. 

وأضافوا أن الوجبات ليست بها تنوع غذائي وصحي بالشكل الكامل، فضلًا عن عدم الحرص على رعاية ابنائنا، بالطرق الأمنة، وظهر جليًا في حوادث تسمم الطلاب العام الماضي. 

وأوضح عدد من أولياء الأمور "أن العناصر الغذائية المتكاملة التي يحتاجها جسم هؤلاء الأطفال، غير موجودة في الوجبات التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم. 

فيما أكد آخرون إنهم شدد على أبناؤهم عدم استلام الوجبة من الأساس، لتخوفهم من جودتها وصلاحيتها. 

ففي فبراير الماضي، أصيب 30 من التلاميذ، بمدرسة العباسة الكبيرة بأبو حماد بمحافظة الشرقية بأعراض تسمم نقلوا على إثرها إلى المستشفى وارتفع عدد المصابين إلى 45 تلميذًا وتلميذة. 

وأرجع الأهالي السبب وراء إصابتهم إلى تناول التغذية المدرسية والبسكويت الذي يتم توزيعه عليهم في المدرسة. 

وشهد شهر مارس من العام الماضي، والذي على إثر الإصابات الكبيرة، صدر قرار بإيقاف الوجبات المدرسية، حيث أصيب 19 تلميذًا في إحدى مدارس رأس غارب، بالبحر الأحمر، بحالة تسمم نتيجة تناولهم وجبات فاسدة. 

وفي الشهر نفسه، أصيب 179 من لتلاميذ بمدرستي نجع العقولة، والشيخ شبيكة الابتدائية، التابعتين بمحافظة المنيا، بحالات تسمم، بعد تناولهم التغذية المدرسية التي تضمنت فطيرة. 

وأصيبت 3 تلميذات بمدرسة السلطان حسن الابتدائية بمركز أبو كبير في محافظة الشرقية بأعراض تسمم بعد تناولهن الوجبة المدرسية، وهي عبارة عن بسكويت بعجوة، وتم نقلهن إلى مستشفى أبو كبير المركزي. 

كما أصيب أيضًا في مارس 2017، 45 تلميذًا وتلميذة بمدرسة الشهيد محمد عبد الجواد الابتدائية بمركز طما بمحافظة سوهاج بحالة تسمم، عقب تناولهم وجبتهم المدرسية التي تضمنت قطعة حلاوة طحينية وقطعتي جبن مثلثات. 

الكارثة الأكبر كانت في سوهاج حيث أصيب أكثر من 300 تلميذ وتلميذة بمجمع مدارس قرية الصوامعة، بمركز أخميم في محافظة سوهاج، بحالة تسمم جماعي عقب تناولهم وجبات التغذية المدرسية التي تضمنت قطعة حلاوة طحينية وقطعتي جبن مثلثات ورغيفين. 

شهدت جامعة القاهرة هذا العام الدراسي مشكلة إلغاء عقود جميع الكافتيريات والكافيهات، وإنشاء مبنى كبير مساحته 1300 متر مربع مكون من دورين ليكون مجمع كافتيريات، إلا أن هذا المجمع تزاحم عليه الطلبة بسبب قلة عدد الكافتيريات وكثرة أعداد الطلاب، هذا ما أكده باسل حسام، طالب بكلية الإعلام، قائلًا إن عدد الطلبة في الجامعة أكثر من 100 ألف طالب، فكيف يخدم عليهم خمس كافتيريات فقط. 

وأضاف محمد محمود، طالب بكلية الآداب، "بعد ما كنت بجيب الوجبات بسهولة وقت ما كان في كافتيريات في الجامعة كلها دلوقتي باضطر أذهب إلى بين السريات حتى أشتري أكل من المطاعم، فرغم أنها خارج الجامعة إلا أني بذلك أوفر الوقت الذي انتظره في طابور الذي سوف اقف فيه بمجمع الكافتيريات داخل الجامعة لأحصل علي سندويتش". 

ولم يختلف الحال قليلًا في جامعة حلوان، فكان يوجد داخل الجامعة بالقرب من المكتبة المركزية مركز به مجموعة من الكافتيريات والمطاعم ومكاتب تصوير تم إغلاق هذا السنتر بحجة صيانته، وأصبح عبارة عن "خرابة"، ولم يجد الطلاب أمامهم سوى كشك في أول الجامعة يبيع كل شيء بأسعار زائدة عن أسعار أي "سوبر ماركت خارجي"، هذا بالإضافة إلى أن تمت إزالة جميع الكافتيريات والمكتبات التي كانت توجد عند أول سلم الجامعة أمام باب محطة مترو الجامعة. 

ومن جانبه، قال سامح أحمد، رئيس اتحاد الكلية الصناعية وطالب بالفرقة الرابعة، إن كلية التعليم الصناعي توجد خارج حرم جامعة حلوان، مقرها بمنطقة كبرى القبة، إلا أننا نعاني نحن أيضًا من عدم وجود كافتيريا أو مطعم يخدم علينا كطلبة، فلا يوجد غير الساعي الذي بيبع تحت بير السلم لنا سندويتشات سعر السندوتش بـ 2 جنيه وكوباية القهوة بـ 3 جنيهات.. وأضاف عرضت على الاتحاد فكرة عمل كافتيريا داخل الكلية، ولكن اعترضوا علي الفكرة بسبب قلة الفلوس بالكلية التي لا تمكنا من فعل ذلك. 

بينما عند التجول في حرم جامعة عين شمس، فإنك ستجد الكافيهات والمطاعم منتشرة في حرم الجامعة على الجانبين، وبمحيط قصر الزعفرانة مقر إدارة الجامعة وكلية الحقوق والحاسبات والمعلومات والألسن والتي تقدم المأكولات والمشروبات المختلفة للطلبة أثناء العام الدراسي، وفي هذا العام طورت إدارة الجامعة تنسيق هذه المطاعم حتى لا تختلف مع التنسيق الحضاري والشكل الذي تخرج به الجامعة، وتعتبر المناقصات هي الأداة الوحيدة لأصحاب المطاعم لتأجير كشك أو مطعم داخل الجامعة، ومع زيادة الأسعار عامة زادت الأسعار على الطلبة بشكل كبير. 

وقال طارق عبد النبي الطالب بكلية التجارة جامعة عين شمس السنة الرابعة، إن الأسعار تزداد كل عام بنسبة 30% على جميع المنتجات سواء المأكولات الجاهزة أو منتجات الشركات على الرغم من وجود هامش ربح كبير لهم يصل إلى 150%. 

وقالت شذا أشرف، الطالبة بكلية الآداب، إن الخدمة التي تقدمها هذه الأكشاك تعتبر لحد ما مميزه عن الخارج، فالمنتجات جيده والزيادة في السعر بسيطة ولا تعتبر كبيرة. 

قال الدكتور محمد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إن القطاع يهتم بالطلاب فى جميع المراحل الدراسية، لافتًا إلى أن توجيهات الدكتور شيخ الأزهر، تشدد على توفير الوجبات المدرسية للطلاب وتوصيلها لهم بأمان. 

وأشار الأمير، إلى أن الوجبات تتكون من "بيضة مسلوقة، وقطعة حلوى طحينية تزن 50 جرامًا وعدد 2 رغيف فينو وبرتقالة لا يقل وزنها عن 150 جرامًا، وقد تستبدل بعدد موزتين وزنهما 150 جرامًا، بالإضافة إلى تغليفها في كيس بلاستيك. وأكد أن جميع الوجبات المدرسية المقدمة للطلاب تتسم بالانضباط والجودة، مشيرًا إلى أنه رغم عدم حصول منظومة التغذية بالأزهر على أي دعم من برنامج الأغذية العالمي، الإ أنها الأكثر جودة بين وجبات وزارة التربية والتعليم. 

رغم ارتفاع الأسعار الفلكية خلال الشهور الماضية، وأزمة توريد الأغذية في المدن الجامعية بمختلف الجامعات، وقرار المجلس الأعلى للجامعات بزيادة أسعار التغذية في المدن الجامعية، في محاولة للخروج من مأزق رفض الكثير من الموردين للسلع الغذائية بسبب ارتفاع الأسعار، غير أن سعر الوجبة المدعمة داخل 154 معهدًا فنيًا، التابعين لوزارة التعليم العالي مستمرة كما هي بسعر ربع جنيه. 

تجولت "البوابة" داخل بعض المعاهد الفنية، للتأكد من أن وجبات التغذية متوافرة في المعهد ويستمر توزيعها لساعتين متواصلتين، وتتكون الوجبة من بيضة، جبن نستون، عدد 2 أرغفة، قطعة حلاوة طحينية، ومربى. 

لكن عانى طلاب معاهد شمال سيناء، الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الماضي 2016-2017، من انقطاع الوجبات المدعمة في هذه المعاهد، في ظل غياب الأمن في المنطقة، وارتفاع أسعار المواصلات والتوريد، ولكن سرعان ما انتهت هذه الأزمة، وعاود طلاب المعاهد في الانتفاع من هذه الوجبة المدعمة.