الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

لما يموت الصوت والصورة تتكلم... «حبيبة» أم لشقيقتها وعمرها 10 سنوات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«قلب الشوارع بوابات وحديد، وعيال كتيرة تايهة مادة الإيد، وابكى يا عينى على اللى ماله أم، تفهم شكوته وتضم»، هذه الكلمات من تتر مسلسل «أولاد الشوارع» للفنانة حنان ترك، نذكرها كلما رأينا أطفالا مشردين بالشوارع، لا مأوى لهم ولا عائلة، يمتزج بوجههم البؤس مع براءة الأطفال، يتسولون كسرة الخبز، وتوافق تلك الكلمات حال الطفلة «حبيبة» البالغة من العمر ١٠ سنوات، التى اعتادت يوميا منذ الصباح الباكر افتراش جوانب الطرق العامة لبيع المناديل الورقية للمارة، علها تربح بضعة جنيهات، تعود بها لوالدها المريض فى نهاية كل نهار، بعضها ينفق على طعام الأسرة، والبعض الآخر يدخر للإنفاق على مشوار أختها العروس.
حبيبة طفلة تكاد لا تراها، فجسدها نحيل، تجلس مستندة إلى إطار سيارة ملاكى، ركنها مالكها بالطريق، وأمامها قفص خشبى محمل بعلب مناديل ورقية لبيعها، تداعب لعبتها، وتلتقط بعضا من رقائق الشيبسى، قاطعتها بحديثى إليها وطلبت التقاط صورة لها إلا أنها رفضت بابتسامة علت وجهها المبقع بغبار الشارع قائلة: «هتكلم معاكى علشان تحكى للعيال الصغيرة ويتعلموا منى، لكن متصورنيش أنا مش بشحت، دا أنا فى سنة خامسة وشاطرة كمان، أنا مش من الشارع، لكن باساعد أهلى علشان ناكل ونجوز أختى الكبيرة، وأشارت بأناملها الملوثة تجاه الجانب الآخر من الطريق، لأجد سيدة فى العقد الرابع من عمرها تبيع الذرة المشوى والفول الحراتى، فحيتنى وقالت أنا أمها، وقطعت الطريق وأقدمت على قائلة: (احنا عرب وماينفعش تتصور وتطلع كأنها بتشحت كدا، احنا بنكسب بعرق جبينا، لى ٣ عيال وبنت بجهزها، واللى فيه النصيب ربنا بيبعته مع حبيبة وهى بتبيع المناديل، وهتكمل علامها كمان)».