الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ما زال ناقوس الخطر يدق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما قلنا: إن مصر دولة مستهدفة من جهات عديدة ظن البعض أن هذا الطرح هو بمثابة تسويق وترويج لنظام السيسى، البعض وجد أن فى نشر تلك الأفكار يعنى نشر مزيد من الخوف، ما يمنح النظام مزيدا من الالتفاف الشعبي.. لكن بمرور الوقت تتأكد نظرية أن هناك دولا عظمى منزعجة مع كل خطوة مصرية نحو تعافى المجتمع وزيادة وحدته ومع قطع أى مسألة فى سبيل تحقيق التنمية بشكل عام.
المنزعجون من مصر لن يغفروا لمصر والرئيس السيسى والجيش تحديدًا بأنهم أفشلوا المشروع العالمى الملقب بالربيع، والذى بدأ فى أوروبا الشرقية فى الاتحاد السوفييتى وبولندا ورومانيا ويوغسلافيا وكرواتيا وغيرها كمرحلة أولى، حيث كانت تلك الكتلة أكثر خطورة على الحياة الأمريكية.. نجح مجلس إدارة العالم برئاسة أمريكا من خلال خطته بحرق الدول الشرقية وتمزيقها أن أعاد تقسيم أوروبا وفقا لرؤيته ومصالحه، وأعتقد أن تلك العملية جرت لإزالة ما تمثله الدول الشرقية السابقة من خطر على أمريكا وتهديد لمصالحها والغرب والحلفاء بشكل عام والحلفاء بشكل خاص.. المرحلة الثانية من خطة أمريكا لإعادة تقسيم العالم كانت العالم العربى بإعادة تقسيم وترسيم الحدود والثروة بما يقضى على الفوضى فى امتلاك الثروات والإمكانيات، وهو التهديد الذى كانت تعانى منه أمريكا والغرب بشكل عام.
وكانت الخطة أن يبدأ ذوبان مصادر القوى من المجموعة الأشد خطرا تدريجيا، وكانت العراق هى الأولى، وبعد نهاية إتمام تطبيق السيناريو الأمريكى لإخضاع الدول وحصرها وتمزيقها إن أمكن جغرافيا وشعبيا بخلق كيانات وزرع الفرقة والقضاء على كل عوامل الوحدة والتعايش السلمى وغيرها، وأعتقد أن التعمق فى الحرب على العراق وتداعياته سيوفر علينا الوقت لفهم ماذا حدث، وماذا سيحدث فى المنطقة، وجاء الدور على ليبيا وأمطروها بكل أنواع أدوات الدمار وكانت الحلقة الأخيرة لمصر وبداية الشوارع تونس.
سيناريو إعادة تقسيم العالم العربى لمصر كان مختلفا، حيث أرادت أمريكا أن تخلق مشاكل بين المصريين وإشعال حرب بينهم، وقد يؤدى ذلك إلى تمزيق البلد وإشعال فتيل الحرب الأهلية مع تدمير قدرات البلد، وهو ما يؤدى إلى تغييب تام لمصر عربيا وعالميا.
ما حدث أن الجيش المصرى تحديدا فهم أبعاد اللعبة ولخبرته والمعلومات المتوافرة لديه تحرك وانحاز لوحدة التراب المصرى ووحدة الشعب والنتيجة أن مصر نجت من السقوط فى فخ السيناريو الأمريكى، حيث حافظ المصريون على بلدهم ومقدراته، بل زاد من غضب أمريكا أن مصر لم تنكفئ على نفسها، بل خرجت من التجربة المؤلمة أكثر قوة وتاثيرًا.
المصريون أدركوا أن مصر السادات غير مصر مبارك وتختلف عن مصر السيسى وأن هناك أخطارا تختلف وفقا للظروف.
السيسى تعلم من تجارب الآخرين، والجيش تعلم من دروس العراق وليبيا وتونس وأعتقد أن رغبة المصريين تلاقت فى ضرورة تقوية الدولة حيث لايحترم العالم إلا الأقوياء والقوة هنا بأنواعها، وهى ضمانة مع كل خطوة للأمام لن ينسى محور الشر أن مشروع إعادة توزيع القوة بالعالم العربى قد أفسده المصريون وزادوا من معاناة مجلس إدارة العالم لسنوات، وهم الذين أرادوا الانتهاء من خطة التقسيم الآن.
مصر الآن تبنى جسورا لربط سيناء بالوطن أو بقية جسد الدولة عن طريق مجموعة أنفاق تتيح تنمية حقيقية تحمى سيناء، وهو سلوك قوى لحرق مجرد فكرة حل قضية فلسطين على حساب سيناء، إنه رد عنيف أو صفعة لمحور الشر بقيادة أمريكا. بالطبع لن تنسى أمريكا وإسرائيل ما سببه لهما السيسى من إزعاج، ولن يتركونا نجنى ثمار جهود التنمية وتحرير القرار، بل يسعون الآن إلى صناعة أجواء ١٩٦٧ ومحاولة توريطنا بخلق صراعات من الجيران وأعتقد أن الجميع يعلم علاقات أمريكا وإسرائيل بتركيا وقطر وما يحدث من السودان الآن ضد مصر يجرى برعاية أمريكية وإسرائيلية، إنها أدوار قسموها بينهم، سوف تزداد الحرب ضد مصر تباعا وفقا لما تحققه بشأن القضاء على الإٍرهاب أو مساندة الدول ضد رغبة أمريكا، كما هو موقفنا تجاه سوريا أو اليمن وليبيا وجنوب السودان.
على مصر أن تنتبه بأن قوتنا فى وحدتنا وأن هناك ملفات قد تفرح وفقا لبرنامج أمريكى مثل حقوق الإنسان شلاتين وحلايب الاقتصاد والتمويل وءرس الأموال الأجنبية.