رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الضربات الأمنية الاستباقية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يمكننا أن نلتفت عما يقوم به جهاز الشرطة المدنية من ضربات أمنية متوالية والنجاحات التي يحققها هذا الجهاز الوطني لحماية الدولة المصرية، ولا نملك إلا توجيه الشكر والثناء لرجال وزارة الداخلية الذين استطاعوا أن يضبطوا العديد من الخلايا الإرهابية والتي كانت تستعد لتنفيذ عمليات ضد المواطنين والمنشآت الحيوية ودور العبادة والشخصيات العامة ورجال الدولة.
المؤكد أننا لن نستطيع أن نوفي هؤلاء الرجال حقهم حتى لو استخدمنا كل عبارات الشكر والعرفان والتقدير المتاحة لغويا، فما قاموا به هو واجبهم وعملهم، بل هو صلب عملهم وهى العمليات الاستباقية لضبط العناصر الإرهابية، ولكن الشكر سيظل موصولا لهؤلاء الرجال المجهولين الذين قاموا بواجبهم وعادوا إلى منازلهم مرة أخرى يطمئنون على أسرهم آمنين كأى مواطن صالح داخل هذا المجتمع أدى واجبه واطمأن على نفسه وأسرته ووطنه.
إن العملية الأخيرة التي قام بها رجال الداخلية كانت ضخمة ومتنوعة وكانت مناورة بين الإسماعيلية وشمال سيناء والعاشر من رمضان، ووقع خلالها عدة اشتباكات وتم القضاء فيها على أحد عشر إرهابيا مسلحا، وتم ضبط ستة آخرين فى وكر آخر للإرهابيين.
الأمر الملفت فى هذه العملية ليس فقط فى الاشتباك مع كل هذا العدد من الإرهابيين ولا كمية الأسلحة التى استخدموها وضبطت معهم، ولكن فى كميات أجهزة اللاسلكي المتطورة التى ضبطت وبطارياتها وقطع الغيار الخاصة بها، وقطع غيار الدراجات البخارية التى ضبطت خلال المداهمات، ولا شك أن كل هذه الكميات تعيد علينا السؤال الذي يتكرر دائما، مَن يمول ويدفع كل هذه الأموال لتوفير كل هذه الكميات من الأسلحة والمعدات وقطع الغيار لتصل إلى الإرهابيين فى الداخل.
إن رجال الداخلية قد استطاعوا بكل احترافية أن ينقلوا مسرح العمليات للقضاء على تلك الجماعات والتنظيمات ليتجاوز دحض شر وسموم تلك التنظيمات من خلال الضربات الأمنية الاستباقية القائم على جمع المعلومات عن خطوط الدعم التي تمكن تلك العناصر الإرهابية من الاستمرار فى تنفيذ عملياتهم وتسهل عليهم التواصل داخليا وخارجيا، وإن قل عددهم، ولا شك أن هذه الضربة الاستباقية الموجعة تعد واحدة من أهم الأسلحة التي يمكننا أن نواجه بها هذا الطوفان، ولكن الأهم أن نتوصل لشبكة المهربين التى تعمل على تهريب هذه الأجهزة والمعدات لتوصيلها للعناصر الإرهابية فى الداخل، ولعل الثلاثة مهربين الذين تم ضبطهم هم أكثر تأثيرا ويكونون سببا فى تعطيل عمليات إرهابية أخرى كانت تعتزم هذه العناصر تنفيذها.
فالقائمون على تمويل الإرهاب لا تعنيهم الكميات التي ضُبطت، فهم يوفرون المليارات لدعم هذه العناصر لتنفيذ مخطط إسقاط الدولة المصرية ووضعه فى موقف الأزمة بشكل مستمر، مع العمل على استمرار حصارها اقتصاديا وقدر المستطاع عدم عودة السياحة إليها مرة أخرى، وهناك دائما مَن يوفر التمويل الضخم لتنفيذ هذه الأهداف والحد من استعادة الدور المصري الريادي إقليميا.