الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية.. أبو الغيط يحذر واشنطن من تداعيات قرار نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس

جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حذر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الإدارة الأمريكية، من خطورة إقدامها على قرار نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس، أو الاعتراف بالقدس كعاصمةٍ لها،مؤكدا ان اتخاذ مثل هذا الإجراء الخطير ستكون له عواقب وتداعيات، ولن يمر من دون تبعاتٍ تتناسب ومدى خطورته.
جاء ذلك، اليوم الثلاثاء، في كلمة أبو الغيط، التي القاها امام الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين التي عقدت بمقر الامانة العامة لبحث التطورات التي تمس بمكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي.
وأكد أبو الغيط اهمية الاجتماع كونه يعقد في ظرف بالغ الدقة يُحتم اتخاذ مواقف واضحة لا لبس فيها، منوها بما تواتر من انباء بشأن اعتزام الإدارة الأمريكية نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس، أو الاعتراف بالقدس كعاصمةٍ لها.
وقال: "نظرًا لخطورة هذا الأمر – إن حدث، وهو ما لا نرجوه- ونظرًا لتداعياته السلبية المحتملة، ليس فقط على الوضع في فلسطين، ولكن على الإقليم بأسره، فقد تقرر عقدُ هذا الاجتماع لتوجيه رسالة واضحة للإدارة الأمريكية بأن إقدامها على اتخاذ مثل هذا الإجراء الخطير ستكون له عواقب وتداعيات، ولن يمر من دون تبعاتٍ تتناسب ومدى خطورته".

وأضاف: "لقد سبق لهذا المجلس، ولي شخصيًا، تشجيع جهود الإدارة الأمريكية الحالية لإحياء مسار التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل إننا رأينا في الاهتمام الأمريكي بهذه القضية المحورية بادرة إيجابية تستدعي المؤازرة وتستلزم التأييد والدعم". 
وتابع أبو الغيط: "لقد عبر عددٌ من الدول العربية عن ذلك الدعم لجهود إدارة الرئيس ترامب، كما تجاوبت السلطة الفلسطينية مع هذه الجهود بكل انفتاح وبروح إيجابية، غير أن هذا الانفتاح وتلك الإيجابية لم تُقابل سوى بسياسة إسرائيلية تُمعن في البناء الاستيطاني، وتسعى إلى توتير الأجواء واختلاق المشكلات كما حدث في أزمة البلدة القديمة بالقدس في يوليو الماضي، وغيرها، مضيفا "ومع ذلك فقد ظل الطرف الفلسطيني، ومن ورائه الدول العربية، حريصًا على تجنب التصعيد، بل وعمل جاهدًا على تهيئة البيت الداخلي عبر المُضي قُدمًا في مسار المصالحة وإنهاء الانقسام، الذي طالما اتخذته إسرائيل ذريعة من أجل التنصل من الالتزامات والتحلل من المسئوليات".
وأشار إلى أن هذه السياسة الفلسطينية والعربية العاقلة قابلها الطرف الإسرائيلي بالتعنت خلف مواقفه المُتطرفة، ولن يكون هناك دافع أو مبرر كاف لاستمرار هذه السياسة لو أن الإدارة الأمريكية أقدمت على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وحذر من خطورة هذا القرار والذي سيكون من شأنه القضاء على الدور الأمريكي كوسيط موثوق لرعاية التسوية بين الفلسطينيين والقوة القائمة بالاحتلال، ومن ثمَّ القضاء على أية فرصة حقيقية لإحياء عملية سياسية ذات معنى بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وقال أبو الغيط: "لا بد أن يكون واضحًا للجميع أن نقل أي سفارة إلى القدس، وبالذات السفارة الأمريكية، سيُسهم في تغيير الوضعية القانونية والسياسية للمدينة، ويضرب الأساس الذي تقوم عليه التسوية المنتظرة وفي حالة السفارة الأمريكية سوف يضع علامة استفهام كبرى حول التزام واشنطن بحل الدولتين كصيغة لهذه التسوية".
وأكمل: " هذا المجلس يضع الأمور في نصابها من دون تهوين أو تهويل، وليس لإثارة مشاعر وإنما للتحذير من العواقب الخطيرة للإقدام على خطوة طالما عرف الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون منذ 1980 مغزاها ومدى تهديدها للاستقرار في المنطقة، فتجنبوا اتخاذها.. إننا ندعو الإدارة الأمريكية أن تتمسك بهذا النهج الثابت، وأن تمتنع عن أية مبادرات من شأنها أن تُفضي إلى تغيير وضعية القدس القانونية والسياسية، أو المس بأيٍ من قضايا الحل النهائي".
وأردف: "يخطئ من يظنُ أن القضية الفلسطينية، وفي القلب منها مسألة القدس، يمكن أن تكون مسرحًا للتلاعب أو مجالًا للعبث من دون عواقب خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة.. إن العبث بمصير القدس – بما لها من مكانة في قلب كل العرب- من شأنه تأجيج مشاعر التطرف ونعرات العنف والعداء والكراهية بطول العالمين العربي والإسلامي".
واختتم أبو الغيط: "ننتظر من الإدارة الأمريكية اتخاذ القرار السليم الذي ينسجم مع دور الولايات المتحدة التقليدي في رعاية العملية السلمية".