رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

البطل الحايس.. وروح الفداء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يزال حادث الواحات يبعث بنفحاته إلى أفئدتنا، ويشع روح الفداء إلى أفئدتنا، والثأر الذى بدأ من يوم الجمعة الماضية وحتى تحرير البطل الحايس كان استجابة لنداءاتنا.. تصوروا أنهم حطموا معنوياتنا لكن درس الجمعة «حى على الفداء» حى على الكفاح.. حى على الاستشهاد أكد كذب إحساسهم وقوة عزمنا.. الصلابة القتالية صناعة مصرية صاغها إيماننا.
هؤلاء المجرمون.. نسوا أو تناسوا
إن شهيد الواحات سليل مدرسة الفداء من حطين إلى فلسطين هو حفيد حرب السويس وابن جبال اليمن وحرب يونيو هو الذى صنع نصر أكتوبر بشجاعته.. وصيحته.. وانطلاقاته بإيمانه كان يتحدى المدرعة الحديدية بجسده.. فتحولت الدبابة أمام فدائيته.. مجرد ذبابة!
احتار فيك المفكرون العسكريون، والمحللون، والاستراتيجيون بالمعاهد العسكرية فى العالم.
أذهلت العالم أيها البطل.. ورغم تقديراتهم.. ورغم الغارات وشراسة السلاح فإنك تقف شامخًا ثابتًا فى مكانك.. محتضنًا سلاحك.. والذى يتصور أنه قام بغارة.. يفاجأ بعد ثوان أن قلاعهم منهارة!
أى سر فيك يا ابن مصر.. يا عاشق ساحات البطولة.. يا صانع تعريفًا جديدًا لمعنى الرجولة والفحولة!
قالوا إن السر فى مياه النيل مدرسة الحضارة التى تفوقت فيها ورسخت فى وجدانك أن الأرض هى العرض.
ليس عندك استعداد لفكر التفريط لسنتيمتر.. أو حفنة قراريط.
كوب من ماء النهر المقدس يحول داخلك إلى مادة فعالة تفوق قدرتها الوقود النووي.. يتحول إلى معجزات.. وبسالة وبطولات.
أصبح صوت مدفعك يقتلهم.. ويطربنا، قصف الطائرات تفزعهم.. وتنعشنا، وعندما راية النصر.. تروعهم وتسعدنا، صيحتك فى الرحاب الفسيحة.. تزلزلهم وتثبتنا.
الملائكة تحارب معك.. جنود لا ترونها
تدافع عن رسالة.. لا يقرأونها
مدافع العدو كانت وستظل خسيسة وجبانة أمام صمودك.. تتحول إلى رماد.. وكرامتهم تصبح مهانة.
نحن ننام.. وأنتم ساهرون.
أنتم فى حالة يقظة.. ونحن فى سباتنا آمنون.
فى ظل صحوتكم.. أطفالنا يلعبون ويمرحون.
عيونكم ساهرة.. ساهرة.
عيونك لا تغمض.. وإشعاع ضوئها باهرة.
لم يكتشفوا حتى الآن.. جوهر شخصيتك أو مجرد معالم!
يا حافظ سر النصر الذى يعيش داخل وجدانك.. ساحة النصر دائمًا ميدانك.. لأن الهدف دائمًا واضح أمامك.. إذا تعرضت لنكسة فى معركة لكن الحسم بيدك لأن الفداء برهانك.
د. جمال حمدان لخص عبقرية المكان وعبقرية الإنسان.. وأكد أن هناك سرًا لم يكتشفه بعد العلماء وأعظم الجنرالات.. فأنت رقم صعب فى المعادلة الإنسانية بكل الحسابات.
لا تعرف معنى الاسترخاء.. فرسالتك اليقظة وتلبية النداء.
لا تعرف التخاذل والتغيب.. ولا تبالى بالافتراء والأكاذيب.
الشعب منذ فجر التاريخ يحيطكم ويفخر بكم لأنه منذ القدم بلغ سن الرشد.
شعب لا يعرف لغة الاستسلام، ولا يعترف إلا بشارع النصر وطريق المجد.
الشعب فى مقدمتهم الفقراء والبسطاء يحيطكم بالرعاية الوجدانية.. وصادق الدعاء، قلوب طاهرة لم يلوثها خبيث لأنها مستودع الطهارة والنقاء... أفئدة لا ينفذ إليها المكر لأن بداخلها حائط صد يصعب على اختراقه من الأعداء.
يا أيها الأبطال.. لا تبالوا بالإعلام الكسيح الذى لا يعرف قيم سيد محمد صلى الله عليه وسلم والسيد المسيح.
لا تبالوا كما يقول الإخوة الفلسطينيون «يا جبل ما يهزك ريح»
لا تبالوا بإعلام البغايا.
الذى أطلق عليه الشهداء.. اصطلاح الضحايا
شعارنا أن ننظر إلى الأمام
لا نلتفت إلى دعاة التخاذل والانهزام
لا تشاهدوهم.. لا تسمعوهم.. لا تقرأوا لهم.. تجاهلوهم
فقدوا معانى الشرف والمصداقية
أصبحوا موضع اختصار الأنام
وبيننا وبينهم الليالى والأيام
يا أيها الغلمان...
يا من تحملون الكمان وتعزفون للإرهاب الألحان... يا من تريدون تحويل كل مقدس إلى جبان.. يا من تنافسون الكلاب الضالة الذين لا يعرف لهم عنوان.. سوف يأتيكم الطوفان بدون استئذان.. بيعوا أعراضكم فى الميدان.. بيعوا شرفكم بالشيكل والدولار والدرهم واليورو كمان.
يا أيها الجرذان...
المصيدة جاهزة لكم أيها الفئران.. 
يا أيها الجرذان.. إن الجحور فى انتظاركم لن تفيقوا من غفوتكم إلا على صوت الشهيد الذى صورت له غيبوبتكم أنه قتل على أيدى الإرهاب سوف تكتشفون الحقيقة المؤلمة لكم.. إنه «ما قتلوه.. ولكن شبه لهم»