الجمعة 24 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

مستشار "بارزاني": واشنطن لم تحذرنا رغم استخدام بغداد لأسلحتها بالهجوم على كركوك

رئيس إقليم كردستان
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ألمح كفاح محمود، المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، إلى احتمالية معرفة الولايات المتحدة بتوقيت الهجوم، الذي شنته القوات العراقية فجر الإثنين، على كركوك، والذي اعتمدت فيه بدرجة كبيرة على ما سلم لها مؤخراً من أسلحة أمريكية

وأوضح محمود، بالقول: "الطيران الأمريكي منذ يومين أقام مظلة فوق كركوك، وكان بإمكانه أن يرصد بالعين المجردة وعبر طائراته المروحية، التي لم تكن مرتفعة كثيرة، وجود الأسلحة الأمريكية من دبابات وعربات وضمن الاستعدادات العسكرية للهجوم، الذي شنته بغداد على كركوك فجر اليوم".

ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة قد حذرت قيادة إقليم كردستان من احتمالية عمل عسكري في كركوك، أجاب بقوله: "لم يتم تحذيرنا بشكل واضح، رغم استخدام بغداد لأسلحتهم في الهجوم.. التحذير كان على شاكلة أنه ستكون هناك عواقب سيئة في حال الإصرار على الاستفتاء، وإجراءه بكركوك.. ولكنه لم يشر إلى عملية عسكرية تشترك فيها قوات إيرانية وبأسلحة أمريكية بالتعاون مع أحد أجنحة حزب الاتحاد الكردستاني.. لا استطيع أن أجزم بالتأكيد أن الأمريكان كانوا على علم بكل هذه الحقائق.. هم فقط حذروا من مغبة الاستعجال بإجراء الاستفتاء بهذه المناطق لأنها مناطق متنازع عليها".

وأضاف مشدداً: "لا يمكنني أن أقول أن هناك تواطؤاً أمريكياً أو حتى ضوء أخضر.. ربما بغداد استخدمت هذه الأسلحة دون علم الولايات المتحدة الأمريكية، بالرغم من أن الأخيرة عندما تبيع أسلحتها، تضع جملة من الشروط على استخداماتها. كل ما نقوله إن الأسلحة الأمريكية، التي سلمت لبغداد بهدف محاربة تنظيم داعش، وليس لمحاربة إقليم كردستان وشعبه وهذا ما لا يجوز مطلقاً، وخاصة وأن الدستور العراقي يحرم بشكل مطلق استخدام القوات المسلحة بأي شكل من الأشكال في حل النزاعات الداخلية، ورغم ذلك فوجئنا أنه تم فجر اليوم استخدام الحشد الشعبي والقوات المسلحة والشرطة الاتحادية".

مؤامرة

أما فيما يتعلق بدلائل اتهام القيادة العامة لقوات البيشمركة في كردستان العراق بأن الهجوم، الذي تم شنه على كركوك صبيحة اليوم من جانب القوات العراقية والحشد الشعبي، كان بقيادة وإشراف الحرس الثوري الإيراني، قال: "الإيرانيون كانوا واضحين جداً، كان هناك العديد من جنودهم من عناصر ما يسمى بالحرس الثوري، بل أن أغلب هذه العناصر كانوا يتحدثون بالفارسية". 

وتابع مشدداً: "ما حدث مؤامرة شاركت بها إيران بالحشد والتغطية الجوية وبالطبع هناك موافقة تركية، وهناك أيضاً صفقة مع جناح من أجنحة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يرأسه الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، وخاصة وأن هذه المحافظة تقع تحت نفوذ الحزب، وبالتالي سلمت المواقع الاستراتيجية بكركوك من قبل هذا الجناح الذي كان معادياً للاستفتاء وللرئيس مسعود بارزاني".

ونفى محمود وجود خلافات معمقة بين قيادات الإقليم وقيادات الحشد الشعبي، وقال: "بالعكس تماماً ولكن يبدو أنهم غيروا مواقفهم، معظم قياداتهم كانوا لاجئين لدينا بكردستان أيام حكم صدام حسين وما قبله، ولكن أعتقد أن الحشد الشعبي بات مسيطراً عليه من قبل الإيرانيين، فالحشد يتبع عقائدياً وفنياً ومالياً الحرس الثوري الإيراني".

صراع طويل

ورفض مستشار رئيس الإقليم التطرق للحديث حول آخر التطورات على الأرض، وحجم ما تسيطر عليه القوات العراقية من مساحات أو قواعد عسكرية ومواقع نفطية بكركوك بدعوى عدم إلمامه بكافة المستجدات العسكرية، مكتفياً بالقول: "نحن في صراع طويل مع الحكومة في بغداد لم يبدأ اليوم أو الأمس، نحن في صراع معها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وحتى يومنا هذا، وأرى أن ما يحدث مجرد صفحة، وستعقبها صفحات أخرى، ولكن دائماً أؤكد أن الطريق الأقصر والجدي لهذه المشكلة هو الحوار".

تضليل

وفي تعليقه على قرار العبادي بضرورة رفع العلم العراقي في المناطق المتنازع عليها، قال: "هذا نوع من التضليل تستخدمه الحكومة الاتحادية ببغداد، العلم العراقي أصلاً مرفوع في كل هذه المناطق فوق المؤسسات الرسمية، كل ما حدث أنه بكركوك رُفع العلم الكردستاني إلي جواره بصفتها منطقة متنازعة عليها بين بغداد وكردستان ومن هنا قامت الدنيا ولم تقعد".

واستبعد محمود احتمالية استغلال داعش للحرب بين الإقليم وبغداد على كركوك، والقيام بتوجيه ضربات أو عمليات في ذات التوقيت ليعيد سيطرته على بعض الأراضي أو على الأقل يؤكد استمرار تواجده بالعراق "لا.. أسطورة داعش انتهت على يد قوات البيشمركة"، إلا أنه عاد، وقال: "نحن نجحنا في تحطيم الكيان العسكري لداعش، ولكننا لم ننجح في تحطيم بنيته العقائدية".

وفي رده على تساؤل حول مدى استعدادهم للحوار في التوقيت الراهن، أجاب: "نحن دائماً على استعداد للحوار والتفاوض ولكن ما حدث اليوم أكدنا لنا أن بغداد قد اختارت طريق الحرب".

من جانبه، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، صبحي مندولاي، إن تواجد القوات العراقية بكركوك لم يأت نتيجة مواجهات عسكرية مع قوات البيشمركة، وإنما جاء على خلفية تفاهمات واتفاقيات داخلية تمت ضدنا.

وأشار مندولاي، إلى وجود حركة تطوع كبيرة ليس فقط من أعضاء حزبه، بل من جانب أغلب أبناء الإقليم للذهاب والدفاع عن كركوك.

كان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد وجه فجر أمس الإثنين، القوات الأمنية العراقية لفرض الأمن في محافظة كركوك، فيما أعلنت قيادة العمليات المشتركة، فيما بعد عن سيطرة القوات الأمنية على عدد من مناطق كركوك، مؤكدةً استمرار القطعات بالتقدم.