رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

اختفاء "المريلة الكحلي" في أول أسبوع دراسي.. الطلبة يواصلون الهروب من المدارس.. أولياء الأمور: المنظومة الفاشلة هي السبب.. خبير تربوي: فتش عن "الدروس الخصوصية"

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كعادة السنوات الأخيرة، اختفت "المريلة الكحلي"، في أول أسبوع دراسي، الذي مر بمشكلاته المزمنة، وعود وزارة التربية والتعليم بالبحث عن حلول تبخرت، لاسيما مشكلة الهروب من المدارس، اذ باتت أخطر العقبات التي تواجه العملية التعليمية، ولم يجد الطلبة أى رادع يمنعهم عن "سنة" كل عام، في ظل ترهل المنظومة التعليمية، وسيطرة مافيا الدروس الخصوصية، في ظل تدنى جودة التعليم بالمدارس الحكومية، وفشل أي قوانين في وضع نهاية لدروس تنفيض الجيوب.

"البوابة نيوز" رصدت مشكلة هروب الطلبة من المدارس على أرض الواقع في السطور التالية.
عبدالرحمن عوض، أحد أولياء أمور الطلاب في منطقة "المرج" قال:" دور المدارس تراجع بشكل كبير، لدرجة أن أولادنا بيهربوا عن طريق أسوار المدارس في الأسبوع الأول، متسائلا "أين دور المدرسين وارتباط الطلاب بهم واتخاذ المثل والقدوة منهم".
وقال آخر: "تبدأ المدارس ويبدأ معها كابوس الدروس الخصوصية التى تمثل السبب الرئيسى في عدم انتظام الطلاب في مدارسهم، وذلك يرجع لأنهم يحصلون المواد التعليمية بالأجر من "فزاعة الدروس الخصوصية".


وفي هذا السياق قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي: "الدروس الخصوصية في مصر أصبحت ظاهرة خطيرة للغاية لأنها تقتل التعليم، وتدمر العملية التعليمية بطرق كثيرة منها أن الطلاب لا يعتمدون علي المدارس ويهربون منها كما شاهدنا في الأسبوع الأول من الدراسة لاعتمادهم بشكل كامل علي الدروس الخصوصية، والمدرس فيها لا يعلم الطالب ما تحتويه المادة العلمية، ولكنه يعلمه أسلوب وطريقة حل الامتحانات، لذا محاربة الدروس الخصوصية لابد وأن تأخذ طرقا أخرى".
وأضاف: "العملية التعليمية في مصر تحتاج إلي نظرة سريعة لأنه لا يتم القضاء على الدروس الخصوصية إلا بعد إصلاح منظومة التعليم بأكملها، والمنظومة كلها تحتاج لإعادة هيكلة وبرمجة لأن سيستم التعليم في مصر متأخر جدا عن جميع دول العالم.
وأوضح مغيث أن الإحصائيات تشير الى أن الأسر تتكلف سنويا أكثر من خمسة مليارات جنيه تلتهمها الدروس الخصوصية، وهو ما يشير الى أزمة خطيرة ستظهر في القريب العاجل بالإضافة الي التداعيات الاجتماعية التي يكون لها أثر سلبي في المستقبل القريب.


ومن جانبه، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية :"ظاهرة الدروس الخصوصية ليست جديدة في مجتمعنا ولا ظاهرة ترفيهية، أو ظهرت في مجتمعنا مرة واحدة، ووجدت لدوافع حقيقية مثل عدم كفاءة المعلمين في المدارس الحكومية وعدم قدرتهم على توصيل المعلومة بشكل واضح للطلاب، أو بسبب اعتماد الطلبة بشكل كامل علي الدروس الخصوصية وإهمال الحضور الى المدرسة، فضلا عن دور ولي الأمر الذي يدفع ابنه للحصول على الدروس الخصوصية في جميع المواد وعدم الاهتمام بالمدرسة لا من بعيد أو قريب"
وشدد صادق على ضرورة تدريب المعلمين وتقييمهم ووضع خطة للسير عليها للارتقاء بالمنظومة التعليمية، والوضع في الاعتبار الحالة المادية السيئة للمدرسين، مؤكدًا أنه يرفض فكرة الدروس الخصوصية، لكنه يرى أن المنظومة مازالت تحتاج لوقت حتى يتم إصلاح العملية التعليمية بأكملها إلخ.