الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

شينخوا: "بريكس" على مشارف عقد جديد تشارك فيه مصر بفعالية

دول بريكس
دول بريكس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنعقد فعاليات القمة التاسعة لقادة دول بريكس في الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر، حيث سيرسم الزعماء مسار نمو المجموعة في عقدها الثاني الذي عقدت فيه الصين العزم على دفع التعاون بين جميع الدول النامية والاقتصادات الناشئة قدما.
ودعت الصين -التي ستستضيف هذه القمة في مدينة شيامن بجنوب شرقي البلاد- خمسة اقتصادات ناشئة في العالم من بينها مصر للمشاركة في حوار إستراتيجي يتم تنظيمه على المستوى الرئاسي على هامش القمة.
ونشرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا تقريرًا، اليوم الخميس، تحت عنوان "بريكس على مشارف عقد جديد..تشارك فيه مصر بفاعلية" تحدثت فيه عن مشاركة مصر بالحوار الاستراتيجي، حيث قالت إن هذه القمة، التي تحمل عنوان "بريكس: شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقا"، ابتكرت ترتيبات جديدة، حيث ستجرى الصين حوارا إستراتيجيا مع خمس دول نامية غير أعضاء بمجموعة بريكس لجعل هذا التكتل الاقتصادي منصة جديدة للتعاون بين بلدان الجنوب.
ونوهت الوكالة بإعراب الرئيس عبدالفتاح السيسي -خلال لقاء مع وسائل الإعلام الصينية مؤخرا- عن تقديره للرئيس الصيني شي جين بينج لدعوته إلى حضور قمة بريكس في شيامن.
وسلط التقرير الضوء على ما ذكره وزير الخارجية الصيني وانج يي -خلال الاجتماع الأخير لوزراء خارجية دول بريكس- حول أن الصين مستعدة -بصفتها الدولة التي تتولى رئاسة مجموعة بريكس لهذا العام- لتحمل مهمة استهلال العقد الثاني من التعاون بين دول بريكس في المجالات الرئيسية وتوسيع مجالات التعاون، وتوسيع نمط حوار "بريكس بلس" بهدف إنشاء شراكات أوسع لكي تنمو شجرة تعاون بريكس وتطرح ثمارا أوفر.
كما اهتمت الوكالة بتأكيد الوزير على أن مجموعة بريكس ستكون دافعا للتعاون بين الاقتصادات الناشئة والدول النامية، وأن بريكس ليست تابعة لأعضاء بريكس فقط بل أنها تابعة لجميع الاقتصادات الناشئة والدول النامية، وكذا أنها ستتمسك بروح الانفتاح والتسامح والتعاون والفوز المشترك لدعوة مختلف الثقافات إلى اتخاذ نمط تعاوني يتمثل في التسامح بين الأنظمة والثقافات المختلفة وتحقيق الفوز المشترك لأنماط التنمية المختلفة من أجل توسيع دائرة أصدقاء تعاون بريكس ونطاق المستفيدين منها لحماية وتعزيز المصالح الكلية للدول النامية.
وفي هذا الصدد، قال عادل صبري الخبير المصري المتخصص في الشؤون الصينية إن قمة بريكس هذه تركز على آلية "بريكس بلس" لتوسيع التعاون إلى تعاون مع الدول غير الأعضاء في بريكس، وهذا التغير سيحقق الفوز المشترك، إذ إنه من خلال تعاون بريكس مع الدول غير الأعضاء فيها، ستحصل دول بريكس على دعم هذه الدول على المسرح السياسي الدولي، وإذا اتسع نطاق التجارة الدولية، فسوف تستفيد الدول المشاركة بصورة أكبر.
ومن جانبه، قال فانج نينج مدير مركز الدراسات السياسية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إن نطاق التعاون سوف يتسع في العقد الثاني من تعاون دول بريكس، معربا عن اعتقاده بأنه سيكون مختلفا عن العقد الأول بعدما أصبحت دول بريكس تشكل مفهوما للدول الصناعية الناشئة.
وأضاف أن الدول الأعضاء الخمس الأصلية ببريكس، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا هي دول رائدة، ومن المتوقع أن تنضم دول أخرى إلى المجموعة لكي تصبح هذه الآلية أكثر شمولا.
وفي نفس السياق، قال الدكتور فخري الفقي المستشار السابق لصندوق النقد الدولي -معلقا على كون مصر تأتي ضمن عدة دول وجهت لها الدعوة للمشاركة كضيف شرف في فعاليات قمة بريكس- إن دعوة الصين للرئيس عبدالفتاح السيسي للمشاركة في هذه القمة تعكس اعتراف الصين بالإمكانات الاقتصادية المصرية، كما أن مشاركة مصر تعكس اهتمام الحكومة المصرية بتعزيز التجارة والاستثمار مع دول بريكس.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي اتخذ في الواقع سلسلة من الإجراءات الإصلاحية منذ توليه مهام منصبه، إجراءات استقى في بعضها خبرات من الإصلاحات الصينية والهندية، وأكد أن مشاركة السيسي في هذه القمة من شأنها أن تسلط الضوء على تجربة مصر في الإصلاح الاقتصادي وتشجيع الاستثمار، لاسيما وأن الصين تستثمر في المنطقة الاقتصادية بشمال غرب خليج السويس وروسيا تدرس أيضا الاستثمار في منطقة شرق بورسعيد.
وأضاف أن مصر تسعى منذ خمس سنوات إلى أن تصبح عضوا في مجموعة دول بريكس، مشيرا إلى أن هذه المجموعة مهمة جدا لأنها تمثل سوقا كبيرة خاصة أن عدد سكان دولها يمثل حوالي 40% من سكان العالم، وتمثل قوة شرائية ضخمة، لافتا إلى أنه إذا نجحت مصر في الانضمام لبريكس، فسوف تستفيد من هذه السوق الضخمة من خلال تصدير منتجاتها لهذه الدول.
وقال إنه إذا ما استطاعت مصر الحصول على عضوية بريكس، فسوف يمثل ذلك حافزا لها لزيادة طاقتها الإنتاجية بما يساعد في تلبية احتياجات أسواق الدول المشاركة في بريكس، وهو ما سيدفع مصر إلى مواصلة سياسة الإصلاح الاقتصادي من خلال اعتماد برامج للإصلاح تجعل الاقتصاد مؤهلا لأن يكون عضوا مع دول كبرى.
واستطرد أن مصر ممثلة في الرئيس السيسي تستطيع أن تقدم لدول بريكس المزيد من الفرص الاستثمارية، ولاسيما أنها تمتلك فرصا استثمارية ضخمة وعديدة في وقت تُبذل فيه جهود للإصلاح الاقتصادي، كما أنها تعد بوابة لإفريقيا وعضوا في تكتلات أفريقية كبيرة، مثل الكوميسا التي تضم 19 دولة أفريقية.
ويرى الدكتور فخري ضرورة أن تعمل مصر من خلال آلية "بريكس بلس" على تعزيز تعاونها مع الدول النامية لدفع مسيرة الإصلاح والتنمية، قائلا إن الهدف الرئيسي من رغبة مصر الانضمام إلى بريكس يكمن في الاستفادة من تجارب دولها، ولا سيما في مجال جذب الاستثمار وتوسيع التجارة الخارجية.
وأعرب جمال بيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب عن تطلعه إلى حصول مصر على عضوية بريكس، مشيرا إلى أنه "إلى أن يتم ذلك يجب أن يكون هناك تواصل بين دول بريكس ومصر لنقل الخبرات من هذه الدول إلى مصر، على أن تنقل القاهرة لهم التطورات على الصعيد الاقتصادي والسياسي المصري، كما ينبغي أن تكون هناك آلية مثل وجود مجلس مشترك يعقد مرة كل عام على المستوى الوزاري لتبادل المعلومات".
يذكر أن مجموعة بريكس تأسست في عام 2006 على خلفية العولمة الاقتصادية والتعددية القطبية في العالم، لتفتح بذلك عصرا جديدا للتعاون بين الأسواق الناشئة. وعلى مدار السنوات العشر الماضية، حقق التعاون بين دول بريكس إنجازات هامة وملموسة في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والمالية والتبادلات الشعبية.
وتشير إحصاءات صندوق النقد الدولي إلى أنه خلال السنوات العشر الماضية، ارتفعت نسبة الاقتصاد الكلي لدول بريكس في الاقتصاد العالمي من 12% إلى 23%، وزاد نصيبها من التجارة الدولية من 11% إلى 16%، وتجاوزت إسهاماتها في نمو الاقتصاد العالمي 50%، كما أسست دول بريكس آلية تعاون تسير في جميع الاتجاهات وتشمل العديد من المجالات.
وفي ظل انتعاش اقتصادي عالمي أبطأ من المتوقع وحالة عدم يقين تجاه سياسات الدول المتقدمة وتصاعد موجة مناهضة العولمة وتزايد الحمائية التجارية العالمية، تعلق الأسرة الدولية آمالا كبيرة على الطريقة التي ستمضى بها مجموعة بريكس في عقدها الثاني من التعاون، ووصف الرئيس الصيني دول مجموعة بريكس مثل أصابع اليد الخمس منها أصابع قصيرة وأخرى طويلة حال بسط اليد، ولكنها تشكل قبضة قوية عند ضمها لبعضها البعض.
ومن المتوقع أن تلعب قمة بريكس في شيامن دورا في توسيع علاقات شراكة المجموعة مع الدول النامية وإتاحة فرص للاقتصادات الأخرى وضخ زخم في العولمة الاقتصادية، ما يساعد على جعل هذه المجموعة منصة رائدة للتعاون بين بلدان الجنوب.