الجمعة 24 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

التحرش بـ"زميلات العمل".. حكايات من الواقع

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بينادينى بـ«حبيبتى» و«شكلك حلو النهاردة».. وحجاب طويل لمنع نظراته المخترقة لصدرى» أبرز الوقائع
أستاذ علم النفس: الحفاظ على لقمة العيش والسمعة وراء صمت النساء

تخرج صباح كل يوم من منزلها، وهى تعرف أنها ستقابله، وكالعادة ستسمع منه نفس كلمات الأمس، أو ربما أسوأ، تمر فى أى غرفة من المبنى وهى تتلفت وتلاحق نظراته التى تخترقها، خوفًا من أن يجد فرصته للاعتداء عليها.. هذا هو ما يعنيه أن يكون لقاؤك بالمتحرش هو حقيقة تتعرضين لها يوميًا.
يبدو أن دور الفنانة هند صبرى، فى فيلم «عمارة يعقوبيان» له صلة كبيرة بما يحدث داخل مؤسسات العمل، حيث كانت تعول أسرتها وهو ما جعلها تصمت عن تحرش صاحب العمل الدائم بها من أجل حاجتها للراتب الذى تتقاضاه.
بسبب الفضيحة تصمت الكثيرات على التحرش اللفظى أو الجنسى، خوفًا من أن ينظر لها باقى زملائها نفس النظرة، وخوفًا من تبريرهم لذلك بأنها من شجعته على التحرش بها، وحفاظًا على سمعتها، فإذا فُضح الأمر وساءت سمعتها ولم تعد تقوى على مواجهة الإهانات، والبعض الآخر يصمت بسبب حاجتهن للراتب.
«شكلك حلو النهاردة»
كانت البداية «شكلك حلو النهاردة».. كنت أعتبرها مجاملة، ثم بدأ يغازلنى ويحكى لى تجاربه العاطفية، ويقارن بينى وبين محبوباته من حيث الإمكانيات الجسدية، ثم تطور به الأمر ووجدته يمسك يدى، هربت مسرعة خارج المكتب وغادرت العمل، ثم فى اليوم التالى وجدته يتصرف معى وكأنه لم يحدث شىء، تجنبت الحديث معه تمامًا، ولكنه لم يكف عن مضايقتى وأصبح ينتظر الفرصة المناسبة لنكون بمفردنا ليعبر لى عن مدى إعجابه الشديد بأنوثتى.. فقررت حينها أن أخرج عن صمتى وتقدمت بشكوى ضده لصاحب العمل الذى اكتفى بلفت نظره بألا يكرر هذا مرة أخرى، شعرت حينها بالظلم وقررت أن أترك العمل فى هذه الشركة نهائيًا.. 
«نهى.م» أثناء عملها بإحدى الشركات.
«كنا نعتبره بمثابة أب لنا»
كنا سعيدات أنا وصديقاتى بقبولنا فى العمل.. وأخيرًا قد وجدنا مكانا يقبل أن نعمل فيه سويًا، لأننا لا نستطيع الافتراق، كان مديرنا رجلا كبيرا فى السن، وكنا نعتبره بمثابة أب لنا، وهو كان يردد دائمًا أنه مثل أبينا، ولكننا مع الوقت شككنا فى أمره، فهو لم يترك فرصة عند مجيئه إلى العمل لتقبيل هذه وضم هذه، بحجة أنه يلقى السلام، وقالت إحدانا إنها لم تشعر أبدًا بأن قبلاته أبوية، كنت أتهرب دائمًا منه وأختبئ فى أى مكان عند موعد مجيئه ومغادرته، إلى أن قررنا أنا وصديقاتى أن نضع حدًا لتصرفاته بدلًا من أن نفكر فى ترك العمل، وفعلنا ذلك دون أن نحرجه حتى توقف عن لعبه دور أبينا. 
«علياء» وصديقاتها
«متزوجة ولم أسلم من تحرش مديري»
بعد عام من المعاناة تركت عملى، بسبب مديرى الذى لم يخجل من تصرفاته معى، رغم أننى امرأة متزوجة، إلا أن كان يحاول دائما أن يلقى على مسامعى الكلمات المليئة بالإيحاءات الجنسية، تحملت كل هذه المدة أملًا فى أن يشعر بالملل من معاملتى الجافة معه أو أن يبحث عن فريسة أخرى، ولكن ازداد الأمر سوءًا فى شهور حملى الأولى، فأخذ يسألنى عن أمور خاصة أخجل أن أتحدث فيها مع زوجى، فقررت أن أترك العمل وأبحث عن آخر، وعقابًا لى على فعلتى تلك، رفض أن يعطينى راتب الشهر الأخير لى فى العمل. 
«سمر» أثناء عملها بشركة أجهزة كهربائية
ينادينى بـ«حبيبتي»
بعد أن انتهيت من دراستى الثانوية، كنت بحاجة إلى العمل لأدبر مصاريف دراستى الجامعية، فوجدت لى إحدى صديقاتى فرصة عمل مؤقتة فى محل ملابس، لكننى لم أستمر فيه سوى بضعة أشهر، وذلك بسبب صاحب المحل الذى كان ينادينى دومًا بـ«حبيبتي» ويعبر لى عن افتقاده لى بـ«وحشتيني»، لاحظت أنه لم يفعل مع زميلاتى مثلما يفعل معى، وعندما طلبت منه بألا ينادينى مرة أخرى هكذا.. برر لى ذلك بأننى لى مكانة عنده دون كل زميلاتى، ومع استمراره بذلك ظنت زميلاتى أن هناك علاقة عاطفية تربطنى به، ولكن لم يقف الأمر عند ذلك، لكنه كان يطلب منى يوميًا بعد انتهاء العمل، أن أركب سيارته بحجة إيصالى فى طريقه، سئمت من كل هذا وقررت أن أترك العمل وأجلس فى المنزل أكرم لى.
«أسماء» أثناء عملها بمحل ملابس
«حجاب طويل.. لمنع نظراته المخترقة لصدري»
«لابسة حجاب طويل ليه».. هذا التعليق قاله زميلى والمشرف على عملى، بعد أن تضايق من ارتدائى لحجاب طويل، والذى أصبحت ارتديه بعد أن لاحظت نظراته المخترقة لصدرى، فكنت كلما تحدثت معه لم ينظر إلى وجهى، بل إلى صدرى، فقررت أن ارتدى حجابا طويلا يغطى تلك المنطقة، رغم أنى أتجنب الحديث معه، وحتى لو تحدثت يكون كلامى مختصرا وجافا، غير أنه لم يكف عن النظر إلى حتى لو من بعيد.
«نسمة» خلال عملها كموظفة
الحفاظ على لقمة العيش والسمعة
تقول الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن الحفاظ على لقمة العيش من جانب، وعلى السمعة من جانب آخر، هو ما دفع الكثير من النساء العاملات إلى تقبل التحرش فى العمل، خوفًا من مواجهة الوقاحة التى من الممكن أن يفعلها المتحرش بإلقاء اللوم عليها والافتراء بأنها هى من فعلت ذلك، وقتها ستدخل فى حرب معه لإنقاذ سمعتها، والذى فى الأغلب سينتج عنه فصلها من العمل.
وأوضحت أن غالبية النساء تعرضن للتحرش داخل عملهن، سواء بنظرات أو تلميحات أو سماع ألفاظ خادشة للحياء، وأن قدرة المرأة على التصدى للتحرش الذى تتعرض له صعبة جدا، لأنه عادة ما يكون المتحرش زميلا أو مشرفا أو مديرا، مشيرة إلى أن التحرش ليس مرتبطا بفئة عمرية أو حالة اجتماعية أو ارتداء ملابس معينة.
ورأت أن المشرفين والمدراء هم الأكثر جرأة على ارتكاب أفعال التحرش، وهم الأكثر عنفا فى ردة فعلهم عند تصدى المرأة لهم، فغالبًا يلجأ المدراء والمشرفون إلى «قطع عيش» المتصدية لهم أو إضافة أعباء زائدة عليها فى العمل أو التهديد بالفصل حتى تخضع لرغباتهم. وأكدت ضرورة رفع وعى النساء بطرق الحماية القانونية والإجراءات التى تلجأ لها عند تعرضها للتحرش، ومعرفة الجهات التى تتوجه لها للإبلاغ.
فتاة فى العمل.. مشروع لعلاقة
فيما رأت الدكتورة سامية قدرى، أستاذة علم الاجتماع، أن فتاة فى العمل يعنى ذلك لدى الكثيرين أنها مشروع لعلاقة جديدة، وأن المجتمعات الشرقية ذكورية، وبالتالى تنصف الرجل على المرأة، وتبرر بأن المرأة هى من تشجعهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال طريقة كلامها أو ملابسها، والمهم دائما البحث عن مبرر للمتحرش سواء فى العمل أو فى مكان آخر.