"سِبت المدرسة عشان بحب الحلاقة" ربما تكون الجملة غريبة قليلاً، وغير منطقية أيضًا، إلا أن الحلاق الموهوب الذي يعيش في منطقة خرطة عاصم في فيصل، أثبت صدق هذه الجملة التي لخص بها ولعه بمهنته "الحلاقة"، فقد وصل به عشق هذه المهنة التي تحتاج إلى عينين يقظتين وتركيزٍ عالٍ إلى ممارستها دون استخدام عينيه، حتى أطلق عليه "حلاق الظلام".
يضع عصابة على عينيه يكمل قَصَةً كاملة دون استخدامها، يجلب أدوات الحلاقة بالترتيب من الأدراج دون أي خطأ، ويسير متحسسًا قاعدة كرسي الحلاقة، يستخدم يديه وإحساسه وحبه للحلاقة ويقودهما بلا عينين فينهي حلاقة كاملة بكل مهارة ودقة وإتقان، والأغرب أن السبب والبداية لكل هذا محمد مرسي وحكم الإخوان الذي تكرر فيه قطع الكهرباء في عهدهم، فلجأ عمرو إلى الحلاقة بلا عينين كنوع من الاحتجاج والتمرد المعهودين عن المصريين ضد الظلم والجهل.
