الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رجالة مسعورة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرض السعار أو داء الكلب، هو مرض فيروسى يسبب التهابًا حادًا فى الدماغ، ومن أعراضه الرئيسية ظهور حركات عنيفة وتهيج غير إرادى وينتاب المريض فى النهاية نوبات من الجنون وهيجان وسلوك شاذ.
تعانى مصرنا العزيزة من أزمة الرجال المسعورة، رجال ضالة تعوى كلما مرت أنثى أمامهم، رجال الكلاب المسعورة الضالة المشردة الباحثة عن أى قطعة لحم لنهشها سواء كانت قطعة لحم لطفلة رضيعة أو عجوز متهالكة.
ظاهرة أو جريمة التحرش الجنسى فى المجتمعات العربية، ينظر إليها على أنها وسيلة ترفيهية للتخفيف عن النفس العناء، لكنهم أجهل من أن يدركوا الآثار السلبية التى يتركها التحرش الجنسى على ضحيتهم والغريب أيضًا أن هناك أطفالًا مراهقين متحرشين ينظرون إلى التحرش علي أنه نوع من أنواع الرجولة.
فى السنوات القليلة الماضية سجلت الدول العربية ارتفاعًا مخيفًا فى عدد حالات التحرش الجنسى، وخاصة مصر التى تحتل المركز الثانى عالميًا فى التحرش الجنسى عامة، ومؤخرا سجلت مصر أول حالة اغتصاب جنسى كامل لرضيعة. المخيف أكثر أن جريمة التحرش أصبحت فى أماكن عامة وأمام أعداد كبيرة من الناس الذين لسبب غير معلوم قرروا الوقوف على الحياد. وفى الجامعات والمدارس والعمل والبيت.. فأين نذهب؟.
معظم رجال هذا الوطن أصبحوا مخيفين أكثر من الكلاب الضالة سواء فى فعل التحرش أو الصمت عليه، فأصبح التحرش بنا نحن معشر النساء يقام فى حفلات جماعية مخيفة.
لا أمان فى الشارع المصرى للأنثى اليوم، فالضالون المسعورون لا يفرقون بين متبرجة ومنتقبة ولا رضع أو مسنات. 
هناك خلل ما أصاب جينات الرجل المصرى. اختفت تمامًا النخوة والرجولة، اختفت معها صفة ابن البلد الشهم الغيور على عرضه وشرفه وكرامته، فأصبحت دماؤهم باردة إلا من رحم ربى.
والأعجب من المتحرش المريض السافل عديم الدين والأخلاق والإنسانية هو المتفرج الأخرس. 
بالتأكيد كل أنثى مصرية هى شرف رجل مصرى.
فإن اجتمع جزء من رجالنا على تدنيس شرفنا، والجزء الآخر وقف بالصمت العاجز المهين، ضاع الشرف وضاعت كرامتنا جميعًا.
رجال مصر.. ألا يخطر ببالكم يومًا كيف ينظر لكم العالم ويتهمكم فى شرفكم ونخوتكم ورجولتكم ودولتكم أم الدنيا تسجل أعلى معدلات التحرش الجنسى والتعدى على شرف النساء والعنف ضد المرأة.
أيها الصامتون الخانعون، لن يتم القضاء على التحرش، إلا من خلالكم أنتم، عليكم بإحياء نخوتكم ورجولتكم وقوامتكم، العلاج من نفس الجسد المريض.
مولانا وشيخنا صاحب الجلباب والعمائم وكلمات التدين العقيم، عليكم بالتوقف فورا عن مخاطبة المرأة بهذا الشكل الهستيرى، ومطالبتها بالتحشم فقد أثبتت التجرية العملية أن لا علاقة بين ملابس المرأة واستباحتها، فلتوجه خطابك الدينى إلى بنى جنسك وتأمرهم بالتعفف وغض البصر ولا عجب من فعل هؤلاء إن كان خطابكم الدينى ينظر للمرأة هذه النظرة الدونية وكأن خلق الله لها خطأ فادحًا هى معاقبة عليه إلى يوم الدين.
وعلى الدولة المحترمة فورًا أن تضع حدًا لهذه المهزلة والإهانة والسبة فى جبين وطن بأكمله.
فى الحادثة الفريدة للرئيس عبدالفتاح السيسى فى بداية توليه منصب رئيس الجمهورية، ذهب للضحية بباقة من الورود، لتخفيف الصدمة عنها.
تدنيس الشرف لا يطهر بالزهور يا سيادة الرئيس فى مصر، هل من تفعيل وتغليظ للعقوبة؟ هل من أى فعل يشعرنا أننا تحت رعاية رجال محترمين يصونون شرفنا؟.