الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

سهير شلبي في حوارها لـ"البوابة ستار": نصف عمالة "ماسبيرو" عالة.. وأطالب بتفعيل الرقابة للحد من تجاوزات الفضائيات

سهير شلبي
سهير شلبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مذيعة من طراز خاص.. اشتهرت بطلّتها المميزة وصوتها الفريد، قدمت لشاشة التليفزيون المصرى العديد من البرامج الهادفة، والتى تناولت جغرافيا مصر من خلال برنامجها الشهير «سواح»، كما وثقت فى برامج أخرى أجزاء من تاريخ الوطن من خلال حواراتها مع أهم الشخصيات العامة المصرية خلال حقب زمنية مختلفة، هى الإعلامية سهير شلبى التى عادت للشاشة مجددا، ولكن من خلال التمثيل، والتى تحدثت لـ«البوابة» عن رؤيتها للإعلام حاليا وأسباب بعدها عنه، كما حدثتنا بصراحة عن الكثير من الجوانب فى حياتها الشخصية، فإلى نص الحوار..


■ هل تفكرين فى العودة للشاشة؟
- طبعا.. أتمنى العودة للشاشة، فالإعلام فى دمى، ولكن لن أعود إلا من خلال عمل يليق بتاريخى المهنى، وأنا حريصة على تقديم شىء قيم، يظل الجمهور يذكرنى به للزمن، وليس لمجرد الظهور أو التسلية، فأنا لا أفكر فى المادة والفلوس مطلقا، فعمرى كله وهبته للإعلام، فأنا دخلت المجال وعمرى ١٩ سنة. وعرض عليّ خلال الفترة الماضية أكثر من عرض، لكنها كانت غير مناسبة، وتعرضت فى أحدها للنصب، لذلك اتجهت للتمثيل، لأنه هوايتى الأولى والمفضلة، ودخلت التمثيل على سبيل الهواية وليس الاحتراف، لأنى بحب التمثيل منذ طفولتى، ووقفت على المسرح خلال مراحل دراستى المختلفة، وظهرت فى أكثر من فيلم سينمائى، فى دور مذيعة، ولكن دخولى الإعلام وانشغالى بالمناصب الإدارية المزعجة والمتعبة أبعدانى عن هذه الهواية المفضلة، رغم أننى فى بداية حياتى تلقيت عرض احتكار فنيًا من حسن الإمام لمدة ٣ سنوات، ولكن الإعلام أخذنى واندمجت مع برامجى بالتليفزيون، بالإضافة لتدرجى فى الوظائف الإدارية ككبيرة مذيعات، ثم وكيل وزارة، ثم رئيس قناة الدراما، وأخيرا إشرافى على ليالي التليفزيون.
■ هل نفتقد البرامج التى تهدف لتنشيط السياحة؟
-طبعا نفتقدها بشدة، خاصة خلال هذه المرحلة التى تمر بها مصر، فأين مصر فى الإعلام حاليا، كنا نبذل مجهودا ضخما ونشعر بالتعب والإرهاق خلال عملنا فى برنامج «سواح»، لكنى وفريق العمل كنا فى قمة المتعة، فالسفر كان يمكن أن يصل لـ٩ ساعات بعربية التليفزيون غير المكيفة، وتصوير بالنهار وباليل، ووقت حادثة الأقصر الشهيرة فى التسعينيات كنت متواجدة قبلها بيوم واحد فى مكان الحادث، وتانى يوم لفيت مصر تانى عشان ننشط السياحة الداخلية والخارجية، لأن البرنامج يذاع كذلك على الفضائية المصرية التى تبث خارج مصر.
■ ما رؤيتك لحفلات «ليالى التليفزيون» حاليا؟
- ليالى التليفزيون كانت من أروع ما قدمه التليفزيون المصرى على مدى تاريخه، وكانت عرسا إعلاميا ليس فى مصر فقط، ولكن فى الوطن العربى أيضا، وهى ما قدمت جميع المطربين الذين نراهم على الساحة حاليا، منهم كاظم الساهر ونانسى عجرم، ومعظم المطربين اللبنانيين، وحزينة على عدم استمرارها وانقطاعها مدة طويلة وعودتها الضعيفة.


■ ماذا تقولين عن الأوضاع فى ماسبيرو حاليا؟ وما سبب تراجعه؟
- صراحة.. ربنا يكون فى عون من يعملون بماسبيرو، لأننى أعتبرهم أبطالا لأنهم بيشتغلوا بأقل الإمكانيات، وبعدين العدد كبير جداـ فأعتقد أن نصف عدد العاملين بماسبيرو عبء على النصف الآخر، وأطالب الدولة بمساندة ودعم التليفزيون، لأنه صرح عريق ورمز للدولة، وكذلك ممتلئ بالأكفاء، فجميع القنوات الفضائية تعتمد على أبناء ماسبيرو، وهناك عدد من البرامج الجيدة يقدمها التليفزيون، ولكن الإثارة التى تقدم ببعض القنوات الخاصة سحبت البساط من تحته، لذلك أطالب بدعمه ماديا ومعنويا.
ومن الجيد أن تنشأ قنوات خاصة قوية، ولكن ما المانع من دعم قنوات التليفزيون الموجودة، وفى رأيي الشخصى أن أكبر غلطة لماسبيرو هى إطلاق عدد كبير من القنوات المحلية والمتخصصة، فكان من الأفضل تقليص العدد والتجويد، لتحصل القنوات على اهتمام ودعم أكبر، فمثلا: «ليه عندنا ١٢ قناة متخصصة، كفاية ٢ أو ٣؟ وأيضا بالنسبة للقنوات الإقليمية والإذاعات كتير جدا، فلو كان هناك توسع أفقى ما كانت الأزمة.
■ كيف ترين الإعلام الخاص؟
- أكثر ما يصدمنى أن أى شخص أصبح يظهر على الشاشة، لذلك أرى أن مهنة المذيع قد «ضاعت»، لأنها مهنة «سامية» لها أصول وقواعد، وقديما كانت مهنة صعبة المنال، فمثلا فى دفعتى تقدم ألفان ونصف الألف نجح منهم ٨ فقط، بعد عدد كبير من الاختبارات والتصفيات، فللأسف أصبحنا نفتقد الاحترافية وأسس المهنة وقواعد الحوار، فكل ذلك ضاع فى «الوبا»، كل من هب ودب بقى بيطلع على الشاشة، وللأسف أيضا مافيش حد بيحاسب وبيقول «عيب»، ومؤخرا بدأت نقابة الإعلاميين تتخذ موقفا.
فكثير مما نراه فى القنوات الخاصة منافٍ لطبيعة مجتمعنا الشرقى، فأصبحنا نفتقد أدب الحوار، وكذلك نفتقد «ما الذى يقدم وما الذى لا يقدم»، فالتليفزيون المصرى ملتزم، ولكن فى بعض القنوات الخاصة نشاهد مذيعات بتردح وبتشوح أو طالعة بفستان عريان، وأعتقد أن الناس زهقت وانصرفت لمشاهدة الدراما والأفلام، والجمهور أصبح يحن لإعلام زمان، لذلك أرى أن قناة «ماسبيرو زمان» فكرة عبقرية، وأعتقد أنها ملجأ لكثير من الأسر خاصة فى رمضان، لما تشهده المسلسلات من عنف وجرائم ومخدرات وغيرها، ومع انتشار المسلسلات «+١٦» و«+١٨»، التى أعترض عليها لأن التليفزيون يدخل البيوت، فإزاى نكون قاعدين نتفرج على التليفزيون وبعدين أطلب من ابنى يدخل ومايتفرجش.
■ هل وجود النقابة حاليا سوف يحسن من أحوال المهنة؟
- طالبنا كثيرًا بالنقابة، وأتمنى أن يكون لها دور فاعل، وأتمنى عودة الرقابة من كثرة ما أشاهده من «تسيب وفوضى»، لأنى بسمع ألفاظ وبشوف مشاهد خارجة، لذلك أطالب بعودة الرقابة وبتفعيلها لحذف أى مواد غير لائقة قبل عرضها وليس بعد العرض. زمان كان عندنا رقابة داخلية وذاتية، وكان فى توجيهات من رؤساء العمل، فعندما كنت رئيس مذيعين حولت مذيعة للتحقيق عشان قالت للضيف «أنت» مش «حضرتك»، فكل كلمة محسوبة، لأن هناك جمهورًا من الأطفال والشباب بيسمعنا، وعلى فكرة ممكن نواجه ونحاسب المسئول بشكل مهذب ومحترم وراق.
■ ما أسوأ الفترات التى مر بها الإعلام المرئى من وجهة نظرك؟
- خلال السنوات العشر الماضية، وخاصة فترة ما بعد ثورة يناير، لدرجة أننى كنت «بتحسبن» فيما يقدمه الإعلام الخاص، فكل البرامج كانت تبحث عن الإثارة والنكد والبلبلة، وامتلأت بالضرب والشتيمة، وللأسف أيضا كانت لا تعرض الحقائق بوضوح، فكنا بنلاقى القنوات فاتحة شاشتها بالساعات على شوية ناس بترمى طوب على الكبارى ٨ ساعات على الهواء، فهذا أثر على سمعة مصر بالخارج، ولكن حاليا بدأ الوضع والأمور تهدى نسبيا بالرغم من وجود السطحية والإثارة.


■ هل أنت نادمة على ترك موهبتك الفنية بداية حياتك؟
- لا.. لم أندم لأننى خدمت بلدى، ولى تاريخ إعلامى محترم، وعملت برامج هادفة، منها برنامج «سواح» الذى لفيت من خلاله مصر، وساهم فى تنشيط السياحة، أيضا برنامج «دردشة» الذى يعاد حاليا على قناة «ماسبيرو زمان»، وغيرهما من البرامج التى حاورت خلالها أهم الشخصيات العامة والفنية والأدبية والعلمية، مثل أحمد زويل، وأنيس منصور، ونجيب محفوظ، مصطفى أمين، وغيرهم من الرموز المصرية التى سطعت خلال الحقب الزمنية الماضية، وأحمد ربنا على ردود فعل الجمهور عندما يرانى فى الشارع، وأشعر بنجاحى حاليا أكثر مما كنت أشعر به أثناء تقديمى لبرامجى، غير أننى قررت دخول عالم التمثيل مؤخرا، واشتركت فى عدد من المسلسلات، بدءا من ٢٠١١، منها «سمارة»، وآخرها كان مسلسل «شطرنج» مع وفاء عامر ونضال الشافعى، وأديت خلاله دورا مختلفا وبعيدا عن شخصيتى، لأن الشخصية كانت شريرة وشرسة، وبالرغم من أن وقت ترشيحى للدور قال المخرج محمد حمدى للمنتج محمد فوزى: «إزاى سهير شلبى الرقيقة تعمل الدور ده»، فقال له فوزى: «ما تقلقش على ضمانتى»، ولكنى فاجأت المخرج أثناء التصوير، وأديت المشهد ببراعة من أول مرة، وحاليا هناك مفاوضات على شغل دراما جديد.
■ لماذا لم ترتبطى بعد وفاة زوجك أحمد سمير؟ 
- عرض علىّ الزواج أكثر من مرة من أثرياء وذوى مناصب، ولا يزال يعرض علي حتى الآن، ولكن أحمد سمير كانت به كل مواصفات فتى أحلامى، ولم أجد فى كل هؤلاء من يعوضه أو يملأ عينى، خاصة أننى لا بد أن أعشق الرجل وأحبه حتى أتزوجه، ولكن قد أكون ظلمت نفسى من قرار عدم زواجى بعد وفاة سمير، فأحيانا أشعر بالوحدة، رغم كل من حولى من أصدقاء وأولاد، وكذلك مشاركتى فى الحياة الاجتماعية.
■ هل نالت منك الشائعات؟
- لم تزعجنى الشائعات، الناس جوزونى كتير، وكنت لا أهتم، ولا أبالى، فأنا دائما أخاف على اسمى واسم والدى جدا، وكذلك أولادى، فتربيت على التدين وأصول الدين.
■ ألم تفكرى فى ارتداء الحجاب؟
- لم أفكر، ولكن أريد أن أعلق على أن ما نراه فى الشارع ليس حجابا، لأن شرط الحجاب هو لبس ما لا يصف أو يشف، ودائما أحرص فى شهر رمضان على اللبس الفضفاض، وأضع فى اعتبارى دائما أن الدين ليس بالمظهر، وإنما بالمعاملة والضمير والأخلاق والالتزام والقيم وغيرها من القيم، فأنا حججت واعتمرت عدة مرات، ولا أفوت أى فرض وعندى يقين بالدعاء قوى جدا، وكذلك بالصدقة.
■ هل تعتقدين فى «الحسد» مثل كثير من المشاهير؟
- بصراحة.. نعم، فقصة حبى أنا وأحمد سمير لن تتكرر، وكنا أشهر قصة حب فى ماسبيرو، فكنا ثنائيًا ناجحًا جدا اجتماعيا ومهنيا، لذلك أعتقد أننا اتحسدنا كثيرا، خاصة لأننا كنا براقين وبندخل أى مكان نلفت الانتباه، وفضلنا ٢٠ سنة بنحب بعض، وكان زملاؤنا وأصدقاؤنا بيتعجبوا إزاى بعد ٢٠ سنة جواز لسه بنخرج مع بعض وبنتقابل فى أماكن هادية، لذلك حزنت على فراقه كما لم تحزن امرأة فى العالم.