الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

النبي محمد و"فيس بوك" و"تويتر"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من يتأمل مراحل تطور الجنس البشري في عصوره المختلفة، بداية من العصر الحجري وصولا للعصر الحديث والثورة التكنولوجية الحالية، يجد أن العديد من الوقائع والأحداث التاريخية، تتشابه وتتكرر بأشكال مختلفة حسب طبيعة كل عصر وأشخاصه.

من هذا المنطلق راودتني بعض السيناريوهات الطفولية الحالمة التي ربما يراها البعض جامحة، ويراها آخرون مُخالفة للقوالب الدينية الجامدة والفهم المتوارث المناهض لأية محاولة للتأمل والتفكير.

باختصار حتى لا أطيل عليكم.. سأطرح عليكم بعض خيالاتي وأفكاري للنقاش من خلال الأسئلة الآتية:

ماذا لو كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم موجودًا في زماننا هذا؟

ما هو الشكل الذي ستكون عليه رسالته؟ 

هل كان سيتعامل مع وسائل التواصل الاجتامعي من "فيس بوك" و"تويتر" و"واتس" ويشاهد القنوات الفضائية، وبرامج التوك شوو؟ وماذا عن دعوته لعبادة الله الواحد؟ 

هل ستجد نفس الصدى والانتشار الذي وجدته في عصره؟

ولا أخفي عليكم أنني تماديت أكثر وأكثر في التأمل، متخيلًا الرسول صلى الله عليه وسلم يكتب "تويتة"، وينشرها على موقع "تويتر" أو "فيس بوك"، يدعو فيها الناس لعبادة الله الواحد، مثلما يفعل السياسيون والشخصيات العامة، الذين يتلقون يوميا وابلًا من الشتائم والسباب من المخالفين في الرأي والمعارضين، وربما يتصل الرسول الكريم بإحدى القنوات الفضائية، أو يحل ضيفًا في برنامج تلفزيوني للوصول إلى أكبر عدد من الناس، ولتصل رسالته إلى أكبر عدد من المتابعين.

أرجوك عزيزي القارئ لا تفهمني خطأ، فالنبي الكريم أرسله الله بمعجزة القرآن الكريم؛ لأن قومه كانوا يحترفون الشعر وفن الكلام، ولأن سُنّة الله جرت على بعث رسله بلسان قومهم، كما أن الرسول الكريم كان يستخدم كل الوسائل المتاحة في عصره، فكان يركب الناقة والفرس ويتاجر ويرعى الأغنام.

فقد سلَّح الله أيضا نبينا موسى عليه السلام بعصاه السحرية؛ لأن المصريين كانوا في ذلك الوقت يجيدون السحر، كما سخَّر الله للنبي سليمان الجن والطير وباقي المخلوقات، وبناءً على ذلك أعطانا ديننا الإسلامي الحنيف الحق في التفكُّر والتدبر، ولم يحجر على تأملاتنا الدينية والدنيوية، مثلما يفعل بعض البشر الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الناس، معتقدين أنهم يملكون الحقيقة الكاملة، وما عداها حرام شرعًا في رأيهم.

وللحديث بقية..