السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

مصادر فلسطينية: حماس بدأت دفع تعويضات "ضحايا الدم" لـ"فتح"

إسماعيل هنية- حماس
إسماعيل هنية- حماس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت حركة حماس، في تسوية "قضايا الدم"، الناتجة عن الاقتتال الداخلي مع "فتح"، الذي أصاب فلسطين خلال العامين 2006-2007، في محاولة منها لغلق ملفات الثأر والاحتقان التي يعاني منها قطاع غزة.
عشر سنوات هي عمر الانقسام بين حركتي المقاومة "حماس" وفتح، خلقت مئات الجرحى والقتلى من الجانبين كانوا ثمن المواجهات والاقتتال الداخلي المسلح الذي شهده القطاع، ولم يكف الجانبان خلال هذا العقد عن نشر صور قتلاهم بين تهديد ووعيد بالثأر لهم، ويعم العداء القطاع المنهك بمشكلاته اليومية.
وكشف مصدر بحماس، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن تحركات "حماس" في هذا الملف هي نتيجة تفاهمات ولقاءات تمت في القاهرة بين وفدي الحركتين، واجتماعات مع المخابرات المصرية ومحمد دحلان، النائب المفصول من حركة فتح، مشيرا إلى أن مصر استضافت أعضاء الجهاد الإسلامي، لإنهاء الفرقة والخلافات بين الفصائل الفلسطينية. 
وقال إسماعيل رضوان، القيادي في حركة حماس وممثلها في لجنة المصالحة المجتمعية، اليوم الأربعاء: إن دولة الإمارات العربية استعدت لدفع 10 ملايين دولار بشكل مبدئي لدعم صندوق دفع الديات والتعويضات للقتلى والمصابين إبان تلك الأحداث، مشيرًا إلى إنهم بحاجة إلى 50 مليون دولار لدفع ديات للقتلى الذين يبلغ عددهم 313 قتيلًا، ولتعويض الجرحى الذين يبلغ عددهم ما يقارب الـ800 مصاب بجروح مختلفة، آملًا في أن تحذو الدول العربية الأخرى حذو الإمارات في التبرع للصندوق حتى يتم توفير المبلغ المطلوب.
وأوضح رضوان، في بيانه، أن الحركة تعمل مع الفصائل الفلسطينية لإعادة تنشيط ملف المصالحة المجتمعية من خلال لجنة التكافل الوطنية التي ستتم قريبا إعادة تفعيلها من أجل بدء دفع ديات قتلى أحداث الانقسام، مؤكدًا أن بعض العوائل تلقت مبالغ التعويض بالفعل.
وأشار ممثل الحركة في لجنة المصالحة الوطنية إلى أن الحركة وجدت استجابة كبيرة للصلح من قبل العوائل، في ظل رغبة وإصرار كبيرين من حماس على إنهاء هذا الملف بشكل كامل، وصولًا إلى المصالحة العامة؛ فالحركة تتطلع خلال الفترة المقبلة إلى التوسع في عملية المصالحة المجتمعية، في إطار وطني شامل، وصولًا إلى تهيئة المناخات والأجواء والأحوال لتمكين الصف الفلسطيني في مواجهة مشاريع الاحتلال.
غير أن سامي سامي الأخرس، المحلل السياسي الفلسطيني، قال: إن بعض الأفراد لجأوا إلى تزييف تقارير طبية تفيد بإصابتهم خلال 2007، ليتمكنوا من الحصول على تعويضات مالية من حركة حماس، مشيرًا إلى أنه بمجرد توارد أنباء عن إعادة فتح ملف الدم، وتسوية الأمور مع عائلات المصابين والمتوفيين، بدأت التحركات للبحث عن أماكن توفر تقارير طبية مزورة.
يشار إلى أن عائلة "صقر عنبر"، كانت أول حالة امتثلت للصلح مع حماس ولكن بشكل "فردي" نهاية العام الماضي، حيث توصلت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، في غزة وعائلة الشهيد صقر إسماعيل عنبر الذي كان ضابطًا في جهاز الأمن الوقائي، إلى اتفاق صلح وتراضٍ، بعد اعتراف القسام بقتله في أحداث الانقسام بين حركتي فتح وحماس.
وجاء في "صك الصلح" الذي أبرم نهاية العام الماضي، أن كتائب القسام تدفع الدية الشرعية لعائلة عنبر مقابل اعترافها وتحملها كافة المسئولية وإنهائها لتبعات عملية القتل هذه بهذا الصلح وبعد دفع الدية ومقدارها سبعين ألف دينار أردني، ووقع الطرفان على الصلح وبشهود مخاتير ووجهاء معروفين، ما شجع عائلات أخرى على القبول بالدية والتنازل عن القضايا ضد "حماس".