كان يحلم بحياة كريمة مليئة بالتفاؤل والمرح كغيره من أطفال المنطقة، إنه "إبراهيم محمد لطفي" صاحب الخامسة عشر ربيعا، كان أبسط طموحاته الذهاب إلى المدرسة، وإنهاء فترة تعليمه ورسم حياة جديدة داخل أسوار الجامعة، أو الخروج مع أصدقائه وقضاء بعض الأوقات الممتعة، ولكن كل هذا اختفى مع بداية ظهور الخلافات بين والديه، اللذين لم يفكر كل منهما سوى في نفسه ومحاربة الآخر للنيل منه، حتى كان الانفصال هو نهاية المطاف بينهما، لتبدأ رحلة جديدة لا تختلف كثيرا عن سابقتها.
فكلا الطرفين يرغب فى هزيمة الآخر، وبعد الانفصال تركت الزوجة الطفل ليعيش مع والده الذي أراد معاقبته علي مع فعلة والدته، فبدأ يفتعل المشاكل التي تنتهي بمشاجرات خاصة إذا تعلق الأمر بالنفقات والمصاريف.
استمر الحال هكذا فترة، وقبل الواقعة بيوم حدثت بينهما خلافات وقام الأب المجنى عليه بالتعدي على المتهم " نجله" بالسب والضرب ونعت والدته بألفاظ بذيئة، وهدده بمنع المصروف عنه، فخرج المتهم وترك المنزل، وعاد ليلا وكان المجنى عليه نائما، وفى صباح اليوم التالى طلب منه المصروف، فرفض فجن جنونه، وقرر أن ينتقم منه، فانقض عليه وضربه بسلاح أبيض فى صدره، ليسقط غارقًا فى دمائه.