السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الباحث العراقي قاسم البيضاني في حواره لـ"بوابة العرب": "البغدادي" غادر العراق.. وموجود على الحدود السورية.. وتنظيم "داعش" يعيش مرحلة الصدمة

الباحث العراقى قاسم
الباحث العراقى قاسم البيضانى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يزال الجدل دائرا حول مستقبل داعش فى أعقاب نجاح الجيش العراقى فى تحرير الموصل، وأكد قاسم البيضاني، الباحث فى قضايا الإرهاب وشئون التنظيمات المسلحة، أن داعش يعيش الآن مرحلة الصدمة بعد انهيار دفاعاته فى الموصل، لكنه قال فى حواره مع «البوابة» إنه من المتوقع أن يقوم التنظيم بهجمات فى أوروبا للفت أنظار الإعلام العالمى، مشيرا إلى احتمالات قيام التنظيم بعمليات انتقامية فى العراق.
«داعش» سينفذ عمليات كبرى فى أوروبا بعد خسارة الموصل.. وحرب ضروس مع القاعدة فى ليبيا واليمن
التوحد بين السنة والشيعة سر هزيمة التنظيم.. ومليارات أثرياء قطر ودول خليجية أخرى لتمويل التنظيم
وأضاف، أن التنظيم فى مصر يمتلك خلايا عديدة، بدليل عملياته الكثيرة التى ظهرت مؤخرا، وهو يؤكد أن التنظيم يتلقى دعمًا من جهة كبرى، ودعا مصر إلى ضرب التنظيم فى سيناء بكل قوة، أما اليمن وليبيا فمستقبل القاعدة فيهما كبير، وقد يضطر داعش لمواجهة تنظيم القاعدة هناك للحصول على موطئ قدم على السواحل اليمنية. وقال: «إن أبو بكر البغدادى فى الأغلب غادر العراق منذ بدء عمليات تحرير الموصل، ومنها انتقل إلى سوريا».. فإلى نص الحوار.
■ بداية كيف ظهر تنظيم داعش الإرهابى فى العراق؟
- ظهر داعش فى العراق بعد أن حدثت اعتصامات فى المحافظات الغربية والشمالية، شبيهة إلى حد ما بمظاهرات رابعة العدوية فى مصر، وسرعان ما تدخلت الدول الإقليمية، خاصة تركيا، بدعم تلك الاعتصامات وتغيير اتجاهها من خلال التأثير على قادة الاعتصام، ولم يكن هناك شيء اسمه داعش حينها.
استمرت الاعتصامات وقطع الطرق الدولية بين العراق والأردن والعراق وتركيا، بسب نصب المعتصمين الخيم على الطريق الدولى.
وفى نهاية عام ٢٠١٣ ظهر بالعلن من على المنصات تنظيم القاعدة براياتهم السوداء وأناشيدهم الطائفية، داعين لقطع الرؤوس، مطالبين المتظاهرين بالالتحاق بهم لقتل الجيش والشرطة فى محافظة الأنبار والتسجيل متوفر على اليوتيوب، فسارعت الحكومة بالطلب من المعتصمين بإنهاء الاعتصام وتشكيل لجان لتنفيذ المطالب، غير أن تنظيم القاعدة حينها قد بدأ بعملياته الإرهابية انطلاقا من خيم المعتصمين، وقام بخطف عدد من الجنود وقتلهم، كما شكل قادة الاعتصام مجاميع تحمل السلاح تحت اسم «ثوار العشائر»، للبدء بطرد الجيش والشرطة من محافظات: الأنبار صلاح الدين ونينوى.
وسرعان ما تطورت الأحداث، وقام تنظيم داعش بجذب الشباب من خلال تلك الساحات، ليكونوا خلايا نائمة وبأعداد كبيرة مستغلين الوضع المادى والطائفى لبعض الشباب، حتى قام التنظيم بالهجوم الكبير على محافظة نينوى، مستغلا الوضع الأمنى والاعتصامات فى المحافظة، فأعلن احتلالها، وأعلن توحيد التنظيم بالعراق وسوريا من خلال إعلان دولته المزعومة بالعراق والشام.
■ من يمول داعش من وجهة نظرك؟
- الممول الأكبر حسب اعتقادي، واعتقاد أغلب المراقبين، هى مليارات قادمة من أثرياء قطر.
■ لماذا انتشر داعش فى بعض الدول العربية وفشل فى الانتشار فى دول أخرى؟
- انتشار داعش فى دول معينة يعود إلى الوضع فى تلك الدول على المستوى الداخلي، وأنها دول تمر بمرحلة انتقالية مثل مصر واليمن وليبيا، وهى دول الربيع العربي، أما سوريا فوضعها مختلف قليلا، لأن داعمى الجماعات المسلحة هناك يظهرون بالعلن ويجهرون بدعم الإرهابيين تحت عناوين وأسماء معارضة للنظام، غير أنهم فى الحقيقة يدعمون تنظيم داعش بالمال والسلاح من أجل التغيير فى سوريا، وهناك دول بعينها لا تخفى دعم تلك الجماعات فى سوريا، وبالتالى ساهمت بتقوية التنظيم فى فروعه الأخرى فى مصر والعراق واليمن وليبيا.
■ نعود إلى داعش فى العراق.. كيف ترى مستقبل التنظيم بعد خسارته فى الموصل؟
- داعش سينقسم إلى مجموعتين، مجموعة تعود تحت خيمة الظواهرى وتنظيم القاعدة الإرهابي، ومجموعة أخرى ستبقى محافظة على بيعتها للبغدادى والتحول نحو الهجمات الإرهابية النوعية، وأتوقع أن يتوجه التنظيم نحو الاختباء والخلايا النائمة ومجموعة كبيرة من الذئاب المنفردة التى ستتجول فى أوروبا وتركيا.
■ هل تتوقع ردًا داعشيًا على تحرير الموصل؟
- داعش الآن يعيش فى مرحلة الصدمة بعد انهيار دفاعاته فى الموصل، وخسارة أهم معاقله، لكن من المتوقع أن يقوم التنظيم بهجمات فى أوروبا للفت أنظار الإعلام العالمى نحو التنظيم مجددا، بعد الخسارة التى تلقاها على يد أبطال الجيش العراقي، كما أعتقد أيضا أن تكون هناك عمليات انتقامية فى العراق، ولكنى أثق فى قدرات الأمن العراقى للتصدى لمثل تلك الهجمات.
■ ماذا عن سوريا؟.. هل تتوقع أن ينتهى داعش فيها على غرار الموصل؟
- الوضع فى سوريا مختلف من حيث محاربة الإرهاب، ففيها تخضع محاربة داعش لتدخلات سياسية ومؤامرات دولية، وهناك من يستخدم داعش للضغط على النظام السوري، ولكن من المتوقع فى نهاية الأمر أن تحرر الرقة وغيرها من المدن السورية من داعش، وصعود جماعات إرهابية أخرى إلى المشهد السوري، وستكون الساحة مهيئة لظهور تنظيم القاعدة لملء الفراغ على الجبهة السورية.
■ ماذا عن باقى الدول العربية التى ظهر فيها داعش؟
- مستقبل التنظيم فى مصر مثلا، أرى أن المعركة لا تزال فى بدايتها، وأصبح التنظيم يمتلك خلايا عديدة، بدليل عملياته الكثيرة التى ظهرت مؤخرا، وهذا يؤكد أن التنظيم يتلقى دعمًا من جهة كبرى، هى من تساعده على التحرك وتمول نشاطاته، وأدعو الأمن المصرى إلى ضرورة ضرب التنظيم فى سيناء بكل قوة، لأنها الحاضنة الأساسية للتنظيم، والتى بتطهيرها سيقضى على التنظيم شيئًا فشيئًا وستنتهى خلاياه.
أما اليمن وليبيا فمستقبل القاعدة فيهما كبير، وقد يضطر داعش لمواجهة تنظيم القاعدة هناك من أجل الحصول على موطئ قدم على السواحل اليمنية.
■ هل هناك مناخ مناسب لظهور ونشأة تنظيم داعش الإرهابي؟
- داعش يبحث دائما عن إيجاد البيئة الحاضنة، وتلك البيئة هو وجود معارضة للأنظمة داخل الدول المختلفة، ويقوم التنظيم دوما بالبحث عن المعارضة للأنظمة للتواجد فى مناطقهم والتحرك بحرية فى تلك المساحات.
■ نعود مرة أخرى إلى العراق.. كيف نجح العراقيون فى تكبيد داعش هزيمة كبرى؟
- راهن داعش وقبله تنظيم القاعدة على تمزيق المجتمع العراقي، والاقتتال الطائفي، غير أن الواقع أثبت فشل مخططاتهم، فأصبح سنة العراق وشيعتهم يدا واحدة، وشاركوا سويا مع الجيش العراقى والحشد الشعبى فى تحرير صلاح الدين ونينوى والأنبار، وأبناء العشائر السنية قدموا قوافل من الشهداء فى مدينة الصمود كى لا تسقط المدينة فى يد الإرهابيين.
كذلك الشيعة بالعراق قدموا دماءهم وتصدوا لمفخخات الموت بصدورهم لتحرير مناطق السنة، ومساعدة إخوانهم العشائر هناك فى القضاء على داعش، فأرى النجاح الذى تحقق، والذى شهد به العدو قبل الصديق دليلًا على مدى تلاحم العراقيين عند الصعاب، فدول الحضارة -مثل العراق ومصر- لا تهزها هذه العصابات لتدمير نسيجها الحضارى الممتد لآلاف السنين.
■ أين أبو بكر البغدادى الآن؟.. وهل قتل كما رددت بعض وسائل الإعلام؟
- لا أعتقد ذلك، وعلى الأغلب أنه غادر العراق منذ بدء عمليات تحرير الموصل بداية هذا العام، ومنها انتقل إلى سوريا، وبالتحديد عند المدن الحدودية السورية مع العراق، وأعتقد أن مصيره ليس ببعيد عن الزرقاوى أو أبى عمر البغدادى وأبى أيوب المصرى قيادات ومؤسسى الإرهاب فى العراق.