السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"داعش" يعيد سوق "النخاسة"

فى ذكرى إلغاء الرق

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وثائق تؤكد استغلال التنظيم للنساء رغم تجريمه فى أمريكا منذ أكثر من قرنين

 

بعد تحرير مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»؛ تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى وثائق تظهر ارتكاب التنظيم جرائم ضد المواطنين فى المناطق التى سيطروا عليها؛ إذ أظهرت إحدى الوثائق بيع النساء كـ«سبايا».

ويتزامن ظهور هذه الوثائق مع ذكرى إلغاء الرق فى ولاية فيرمونت الأمريكية فى ٢ يوليو ١٧٧٧، بعد عام واحد من إعلان وثيقة استقلال الولايات المتحدة الأمريكية عن إنجلترا ١٧٧٦.

ولعبت «وثيقة الاستقلال»، دورًا كبيرًا فى التمهيد لاتخاذ مثل هذا القرارات التى تعتبر ثورية وحداثية فى عهدها، ورغم قدمها مازالت الدول العربية تعانى منها بسبب أوضاع سياسية أو دينية.

وكتب بنود ومبادئ هذه الوثيقة الشهيرة عدد من الساسة والمفكرين والذين عرفوا بعد ذلك بالآباء المؤسسين للولايات المتحدة؛ وعلى رأسهم توماس جيفرسون الذي يقول فور توليه رئاسة أمريكا: «إننا نؤمن بأن هذه الحقائق واضحة بذاتها، وهى أن الناس قد خلقوا سواسية، وخالقهم حباهم بحقوق معينة هى جزء من طبائعهم لا يتجزأ، منها «الحياة والحرية، والتماس السعادة».

واستمد دستور الولايات المتحدة مبادئه الأساسية من هذه الوثيقة، بعد ذلك بـ11 عامًا فيقول رالف برى أستاذ الفلسفة بجامعة هارفارد: «إعلان الاستقلال والدستور لا يختلفان فى المبدأ، بل فى الأسبقية؛ فإعلان الاستقلال يشمل على المقدمات التي جاء الدستور نتيجة لها، سواء ذكرت ذكرًا صريحًا أو ضمنيًا».

استخلص ساسة أمريكا أو الآباء المؤسسون أفكارهم من الفيلسوف الإنجليزي الشهير جون لوك؛ الذي اعتبر بعد ذلك فيلسوفًا، فيقول الدكتور زكى نجيب محمود فى كتابه حياة الفكر فى العالم الجديد: «إن الفكر السياسى الأمريكى لم يكن إلا تأويلًا لما كتبه «جون لوك».

وفى خطبته الشهيرة بعد توليه منصب رئيس الولايات المتحدة يقول جفرسون: «لقد عاهدت الله أن أكون إلى آخر الدهر عدوًا للطغيان الذى يستبد بعقل الإنسان؛ ولا سبيل إلى تحقيق ذلك إلا بالمحاربة فى ثلاثة ميادين رئيسية وهى السياسة والدين والتعليم».

هذا الثالوث فى رأى جيفرسون هو الأساس للحفاظ على حقوق الإنسان، وهو أيضا السبب الرئيسى فى عبودية الإنسان عبر عصور التاريخ. حرية الإنسان مستندة إلى فطرته وطبيعته فهي لا تعتبر منحة يمنحها إياه ملك أو حاكم.

جاءت هذه الرؤية التي عبر عنها جيفرسون كثيرًا فى مقالاته وخطبه متوافقة مع روح عصره وتحديدًا فلسفة جون لوك المستمدة من علم الطبيعة، والتى نستخلصها بوضوح من نظريات نيوتن وجاليليو.

وفيما يخص الحرية الدينية؛ الحرية هى حق طبيعى للإنسان فكما أنه لا يجوز أن يستبد بها حاكم سياسى فلا يجوز أن ينتقص منها هيئة دينية؛ فيقول جيفرسون: «إن الذكاء الفطري عند الإنسان إذا لم تعطله العوامل الخارجية من دولة أو كنيسة – كاف لوحده أن يهدى الإنسان فى مشكلاته الدينية دون أن يكون فى ذلك بحاجة إلى كنيسة تمسك بزمامه».

ولما كان عقل الفرد هو المرجع الوحيد فى السياسة والدين حسب توماس جفرسون ولا سلطان عليه فى ذلك من حكومة أو كنيسة، كان لابد من الاهتمام بالتعليم فى المقام الأول

فآمن بضرورة وجوب التعليم بين الناس جميعًا لتمكينهم من ممارسة حقوقهم الطبيعية فى تقرير مصائرهم بأنفسهم؛ لا يقر جيفرسون بأن البشر متساوون فى قدراتهم العقلية ولكن مع ذلك ينبغي أن نهيئ أمام الجميع فرصًا متساوية فى التعليم، وللنابغ بعد ذلك أن ينبغ أو للمتخلف أن يتخلف، فلكل طفل الحق فى فرصة تعادل زميله بحيث تنمو مواهبه إلى أقصى حد مستطاع بغض النظر عن حالته المادية من فقر أو غنى. طبق جفرسون هذه المبادئ على أرض الواقع عندما تولى ولاية فرجينيا فأسس التعليم على هذا الأساس كما أنشأ جامعة فرجينيا.