ضع يدك في جيبك، أخرج جنيهًا معدنيًا، ستجد وجهًا يحمل وجه الملك الفرعوني توت عنج آمون في المنتصف، وسط إطار دائري من زهور اللوتس، وفي الوجه الآخر مكتوب عليه واحد جنيه، داخل إطار مدون عليه جمهورية مصر العربية.. هل تعرف من هو صاحب تصميم الجنيه بهذا الشكل؟ إنه الفنان حامد العجمي الذي رحل عن عالمنا منذ أكثر من أسبوع في هدوء تام دون أن يشعر به أحد؛ على طريقة وفاة ابنة الكاتب العالمي نجيب محفوظ التي ماتت وتم دفنها في غيبة الوسط الثقافي كله، إلى أن تم الكشف عن الخبر بالصدفة البحتة بعد وفاتها بثلاثة أسابيع.
وتوفى الفنان التشكيلي حامد العجمي، في أواخر شهر رمضان الماضي ومنذ أكثر من أسبوع، دون أن يعلم الوسط أو ينتشر الخبر أو حتى يصدر قطاع الفنون التشكيلية أو نقابة الفنانين التشكيليين أي بيان تنعي فيه الفنان الراحل، الذي يجب على كل مواطن في مصر أن يتذكره كلما أمسك بجنيه من الجنيهات المعدن التي قام بتصميم شكلها النهائي.
الدكتور حمدي أبو المعاطي نقيب الفنون التشكيلية؛ أكد في تصريحات خاصة أنه علم بوفاة "العجمي" مصادفة، لأن أسرته لم تتصل بالنقابة وقد جاءت الوفاة في أيام الإجازة السنوية وزحمة العيد، ومن المفترض أن نتدارك ذلك يوم السبت المقبل بعد انتهاء الإجازة، مشيرا إلى أن "العجمي" كان من الفنانين المميزين لأنه أسهم بشكل كبير في تطوير شكل العملات والميداليات.
وأضاف أنه قابله خلال رمضان بأحد المعارض الفنية، خلال شهر رمضان بأحد المعارض الفنية ولذا تعجب عندما علم بوفاته.
أما الفنان التشكيلي محمد عبلة فأكد أن الكثير من مصممي العملات والطوابع مجهولين لأنهم لا يدخلون في صميم الفن التشكيلي وجمهورهم قليل، وهذا ليس عيبًا في المجتمع أو الوسط التشكيلي، لأنهم موظفون في مصلحة صك العملات بوزارة المالية ولا يحتكون بالوسط كثيرا وكان يجب على وزارة المالية أن تقوم بدورها وتلقي الضوء على إبداعاتهم بالشكل اللائق كما يحدث في كل دول العالم، وكان هذا يحدث في العهود السابقة بمصر.
وأضاف عبلة: لقد تعلمت فن الجرافيك في سويسرا على يد فنان كان يصمم العملات السويسرية، وكان نجما ومشهورا في المجتمع هناك، مشيرا إلى أن مصممي طوابع البريد الآن لم يعودوا من الفنانين التشكيليين كما كان يحدث في الماضي وإنما باتوا موظفين إداريين ولذا بتنا نشهد الأخطاء الكارثية التي تقع منهم مثلما فعلوا في طابع بريد قناة السويس، حيث وضعوا صورة قناة بنما بدلا من قناة السويس.
"العجمي" تخرج في كلية الفنون التطبيقية عام 1972 قسم معادن وهو القسم الذي درس فيه تصميم العملات والميدليات، ثم بدأ العمل في مصلحة سك العملة عام 1975 وكانت أول عملة قام بتصميمها عملة ثورة التصحيح 15 مايو في فترة حكم الرئيس السادات وتداول منها في الاسواق فئة الـ10 قروش لفترة طويلة وكان منها جنيه ذهب وجنيه فضة كعملات تذكرية لثورة التصحيح.
