السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

مبعوث الصين السابق: استقرار منطقة الشرق الأوسط مرتبط بالأوضاع في مصر

المبعوث الصيني الخاص
المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط وو سي كه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد المبعوث الصيني الخاص السابق لمنطقة الشرق الأوسط ونائب رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية وو سي كه أهمية استقرار الأوضاع الداخلية لبلدان الشرق الأوسط في إحلال السلام فيها، معربا عن ثقته بأن ما تشهده مصر، باعتبارها دولة ذات ثقل في المنطقة، من أوضاع داخلية مستقرة سينعكس إيجابا على جميع بلدان المنطقة، ومشددا على أن "استقرار مصر هو استقرار للمنطقة بأكملها".
وقال وو سي كه فى كلمة له خلال جلسة نقاشية حول صنع السلام في الشرق الأوسط عقدت ببكين أمس الأحد ضمن فعاليات الدورة السادسة من منتدى السلام العالمي، أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تجديد الخطاب الديني لإظهار جوهر الإسلام الحقيقى أمر مهم للغاية في ظل قيام البعض بتنفيذ أنشطة إرهابية متطرفة تحت ذريعة رفع راية الدين.
واعرب المبعوث الصينى خلال الجلسة التي أقيمت تحت عنوان "مواجهة تحديات الأمن العالمي: تكاتف الجهود،تحمل المسؤولية، تحقيق الإصلاح "، عن اعتقاده بأن حل الاضطرابات بمنطقة الشرق الاوسط يكمن في الوقوف على أسبابها الجذرية حتى يتسنى تقديم أفضل "وصفة علاجية " لها.
وأعرب عن يقينه بأن مسألة التنمية تحمل أهمية بالغة في حل قضايا الشرق الأوسط شديدة التعقيد، كما رأي بالمثل أهمية عدم تهميش القضية الفلسطينية نظرا لكونها قضية محورية تؤثر منذ أمد طويل على الوضع العام بالمنطقة ولا يزال المجتمع الدولي يشعر بقلق بالغ حيالها.
وأشار السفير السابق إلى أن الصين أكدت في محافل دولية مختلفة موقفها بشأن مكافحة الإرهاب والمتمثل في ضرورة عدم ربط الإرهاب بأمة بعينها أو بدين بعينه، حيث أعرب عن اعتقاده بضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي في القضاء على الإرهاب والعمل بشكل مشترك عبر وسائل مختلفة ومنها تجفيف منابعه،منوها بأهمية فهم الإرهاب فهما واضحا كونه يمثل العدو المشترك للبشرية وعدم ممارسة سياسة الكيل بمكيالين عند التعامل معه.
وقال وو سي كه فى تصريحاته نشرت هنا اليوم الاثنين، إن ثمة علاقة وثيقة بين الاستقرار والتنمية ودورهما في توفير حياة كريمة للإنسان،"فكل منهما يكمل الآخر... فلا استقرار بدون تنمية ولا تنمية بدون استقرار".
ومن ناحية أخرى، ذكر أنه شعر أثناء تواصله مع الباحثين والأكاديميين خلال زيارته للعديد من بلدان الشرق الأوسط في الشهر الماضي أنهم يتحدثون عن مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين بأنها لا تهدف فقط إلى إحداث تطوير في البني التحتية وقطاع التصنيع، وإنما تحمل مفهوم التعاون السلمي والشامل والمربح للجميع، "بل وأكدوا أن ثمة حاجة إلى أفكار كهذه لحل مشكلات الشرق الأوسط".
وشدد وو سي كه على أن وضع حد للاضطرابات والصراعات مسألة تتطلب في حقيقة الأمر بذل الكثير من الجهود، وأيضا التحلي بالمثابرة على تحقيق الهدف.
ووفقا لوكالة شينخوا الصينية الرسمية، شارك في هذه الجلسة النقاشية، الكثير من المهتمين بشئون الشرق الاوسط من ضمنهم الدكتور سعود السرحان الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية وباسكال بونيفاس مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والإستراتيجية وكورتونوف أندري مدير عام المجلس الروسي للشؤون الدولية.
ونوهت الوكالة بالرؤية التي عرضها الدكتور سعود السرحان خلال المناقشات، حيث أشار إلى وجود ثلاث مشكلات رئيسية هامة تواجهها منطقة الشرق الأوسط، يتمثل أولها في الصراع العربي- الإسرائيلي، مضيفا أن الوقت قد حان لإيجاد حل لهذه المشكلة التي طال أمدها.
وتابع بقوله: إن أفضل سبيل إلى حل هذا الصراع هو مبادرة السلام العربية التي طرحت عام 2002، لافتا إلى أنه بعد مرور نحو 15 عاما على طرح هذه المبادرة الشاملة والعادلة دون تلق أي رد عليها من إسرائيل سواء بالقبول أو الرفض، فإن المجتمع الدولي يتحمل مسئولية ممارسة مزيد من الضغوط على إسرائيل لحملها على الجلوس إلى الطاولة لمناقشة المبادرة.
وأوضح السرحان أن ثاني المشكلات التي تواجهها المنطقة تتمثل في ضعف الدولة القومية في ظل وجود العديد من اللاعبين الذين يقومون بأدوار مختلفة من المفترض أن تقوم بها الدولة القومية وهم أشبه بميليشيات ضاربا مثالا على ذلك بالحوثيين في اليمن وبميليشيات فى دول أخرى، مضيفا أن هؤلاء اللاعبين لديهم جناح عسكري وأحزاب ممثلة في البرلمان لهذا فإنه من الأهمية بمكان تدعيم دور الدول القومية في المنطقة لأن ذلك من شأنه وقف الكثير من الصراعات الحاصلة الآن. "أما المشكلة الثالثة فتكمن في الإرهاب الذي يعد عرضا من أعراض الضعف التي تعترى الدولة القومية، فمجرد أن تكون هناك دولة قومية قوية كما نرى في بعض الدول العربية الكبرى، يصبح الإرهاب ضعيفا للغاية"، هكذا أوضح السرحان.
وذكر أن ثمة العديد من السبل لمكافحة الإرهاب، أولها وسيلة عاجلة وملحة تتمثل في مكافحته عسكريا لإلحاق الهزيمة بعناصره وتقديمهم للعدالة، وثانيها مكافحة الأيديولوجيا التي تقف وراء الإرهاب والتطرف.
وشدد السرحان على ضرورة حماية المدنيين في جميع أنواع الصراعات، قائلا "إذا تحدثنا عن سوريا على سبيل المثال، فإن أهم شيء الآن يتمثل في وقف عمليات إراقة الدماء وحماية المدنيين حيث ينبغي أن يكون ذلك أول ما يطرح على الطاولة قبل الحديث عن أي حلول سياسية".
أما الباحث الروسي كورتونوف أندري، فيرى أن ما يعاني منه هذا الجزء من العالم ليس أزمة إقليمية، وإنما أزمة عالمية خطيرة للغاية سيكون لها تأثير واسع على المدى الطويل، قائلا إن الأزمات في المنطقة متعددة ومتشابكة.
وأعرب عن تأييده للرأى القائل بأنه لا يوجد حل واحد بالنسبة لهذه البؤرة الساخنة من العالم، وأن إتباع مبدأ الشمولية يمكن أن يقود إلى إحلال السلام في المنطقة مع ضرورة أخذ جميع أصحاب المصالح في الاعتبار بحيث تشارك جميع الجهات المعنية في إيجاد حلول وتحقيق السلام المنشود.
وفي ختام كلمته، عرض كورتونوف من وجهة نظره أفضل الحلول لإحلال السلام في الشرق الأوسط والمتمثلة في وضع نظام للأمن الجماعي يتضمن آليات تنفيذ ملموسة يشرف عليها مجلس الأمن الدولي، قائلا إنه لا يرى خيارا أفضل من هذا.
جدير بالذكر ان المنتدى الذي دام ليومين واختتم اعماله امس نظمته جامعة تسينغهوا الصينية المرموقة بالتعاون مع معهد الشعب الصيني للشئون الخارجية.