رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

الإمام سعيد بن المسيب..سيِد التَابعين وإمام الفقهاء السبعة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد سعيد بن المسيِّب فى المدينة، ورغم نسبه القرشىّ فى أعرق بطونها ـ بنى مخزوم ـ إلا أنه نشأ فى المدينة، وترعرع وتعلَّم بها وظلَّ فيها طوال حياته لم يفارقها أبداً إلا لحجٍّ أو عمرة أو جهاد.
كانت المدينة وقتها عاصمة الخلافة، ودرة الأمصار الإسلامية، بها جمع من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، وأزواجه، رضوان الله عليهم.
وعاصر الإمامُ سعيد بن المسيِّب عهدَ الخلفاء الراشدين، عثمان وعليّاً، رضى الله عنهما، ومن بعدهما معاويةَ، رضى الله عنه، وجالس الصحابة وعاشرهم، ونال من علومهم، فاستغنى بالمدينة عن غيرها.
وانقطع لمن بها من الصَّحابة والأعلام، فنهل من علومهم، واغترف من معين معارفهم، ولشدَّة اهتمامه بالحديث أحبَّه الصَّحابة جميعاً، وأثنَوا عليه. وزوَّجه أبو هريرة، رضى الله عنه، من ابنته، واصطفاه بالرعاية والعناية، وحمل سعيد بن المسيِّب حديث أبى هريرة كلَّه، وهو الصحابيُّ الأكثر روايةً من بين الصَّحابة، كما اختصَّ سعيد بن المسيِّب بحديث عبدالله بن عمر، رضى الله عنهما، وحمل عنه علمَ أبيه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، خاصَّة أقضيته الشهيرة، حتى برع فيها، وصار النَّاس يسألونه عنها حتى فى وجود ابن عمر نفسه.
كان سعيد بن المسيِّب تقيا ورعا مجتهدا فى العبادة فكان يقول: «ما أذَّن المؤذن من ثلاثين سنة إلا وأنا فى المسجد»، وقال أيضا: «ما فاتتنى التكبيرةُ الأولى منذ خمسين، وما نظرتُ فى قفا رجل فى الصَّلاة منذ خمسين سنة»، أى أنه كان يصلى إماما للناس طوال هذه المدة. كان عمر بن عبدالعزيز لا يقضى بقضاء، حتى يسألَ سعيد بن المسيِّب، وكان رجلا ذا مهابة ووقار وتواضع، وكان يقول: «ما أكرمتْ العباد أنفسها بمثل طاعة الله عز وجلَّ، ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله».
توفى سعيد بن المسيب وهو ابنُ خمس وسبعين سنة، وكان يُقال لهذه السنة التى مات فيها سعيد، سنة الفقهاء، لكثرة من مات منهم فيها.