السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

قطر تدفع ثمن دعمها وتمويلها واحتضانها للإرهاب والإرهابيين

تميم بن حمد آل ثاني
تميم بن حمد آل ثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان لابد من قطع العلاقات مع قطر وعزلها، كونها الداعم والممول الرئيسي للجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، لكنه التريث واختيار الوقت المناسب هما ما كانا يحولان دون الإسراع فى توجيه هذه الرسالة لعلها تستيقظ من استغراقها في الممارسات والسياسات العدوانية تجاه الدول الشقيقة وتهديدها للأمن القومي العربي واستقرار المنطقة.
وكان لابد من توجيه رسالة شديدة كتلك التي شهدها العالم فجر اليوم الإثنين ضد قطر وسياساتها العدوانية تجاه أشقائها، ولعل هذا التعاضد بين الأشقاء: مصر، السعودية، الإمارات، البحرين، اليمن، ليبيا، يكون جبهة في مواجهة كل من يدعم ويمول التنظيمات الإرهابية ويحاول العبث بالأمن القومي العربي وأمن واستقرار دول وشعوب المنطقة.
إن إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وليبيا والمالديف قطع علاقاتها الدبلوماسية بقطر، واتخاذها قرارات بمنع سفر مواطنيها إلى قطر وإغلاق المجال البحري والجوي أمام الطائرات والبواخر القطرية، جاء رد فعل طبيعيا مرتبطا بمواقف وتصرفات الدوحة العدوانية تجاه شعوب ودول المنطقة.
وإن هذه الدول السبعة قد ضاقت ذرعا بممارسات قطر العدوانية وتدخلها في شئونها الداخلية ومحاولاتها زعزعة أمن واستقرار شعوبها، بل أمن واستقرار المنطقة كلها، ويالتالي أمن واستقرار المجتمع الدولي لأن الدول التي تستهدفها قطر بدعمها للارهاب والارهابيين والتنظيمات الارهابية، هذه الدول هي جزء مهم وحيوي من دول العالم.
لقد انتظرت الدول العربية طويلا أن تستفيق قطر وتخرج نفسها من مستنقع الإرهاب والإرهابيين الذين أجرموا في حق شعوبهم وأوطانهم، إلا أن قطر لم تتوقف عن دعمها للجماعات الارهابية من الإخوان إلى الحوثيين مرورا بتنظيم القاعدة وداعش، وتأييدها لإيران في مواجهة دول الخليج العربي، بالإضافة الى سعيها الحثيث الهادف الى زعزعة أمن هذه الدول وتحريض بعض المواطنين على حكوماتهم كما في مملكة البحرين الشقيقة.
وحاولت الدول العربية على مدار السنوات الماضية، وفي مقدمتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين واليمن وليبيا وحتى المالديف وغيرها من الدول العربية والاسلامية وسائر دول العالم، حاولت هذه الدول مرارا وتكرارا إثناء قطر عن الاستمرار في طريق دعم وتمويل التنظيمات الارهابية المجرمة، وتحذيرها من إمعانها في الإضرار بأمن واستقرار دول وشعوب المنطقة وبالتالي تهديد الأمن القومي العربي، إلا أن صلف قطر واصرارها على إيذاء شعوب ودول المنطقة كان المسيطر على عقلية صناع القرار في الدوحة الذين عميت قلوبهم وخاب سعيهم وانساقوا وراء نزعاتهم العدائية الداعمة للإرهاب وتنظيمات الإرهابيين الذين سفكوا دماء العديد من شعوب دول المنطقة.
وقد كانت مصر واضحة في إعلانها أن قرار قطع العلاقات مع قطر يأتي في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر، بالإضافة إلى ترويج قطر فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية في سيناء، فضلا عن إصرار قطر على التدخل في الشئون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومي العربي، وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية وفق مخطط مدروس يستهدف وحدة الأمة العربية ومصالحها.
وأوضحت المملكة العربية السعودية الشقيقة - في البيان الذي أصدرته اليوم - أن قراراتها بقطع العلاقات وإغلاق المنافذ أمام قطر يعود لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي، بهدف حماية أمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف، مشيرة الى أن قطر دأبت على نكث التزاماتها الدولية وخرق الاتفاقيات التي وقعتها تحت مظلة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتوقف عن الأعمال العدائية ضد المملكة العربية السعودية، والوقوف ضد الجماعات والنشاطات الإرهابية، وكان آخر ذلك عدم تنفيذها لاتفاق الرياض.
وشددت السعودية على أنها صبرت طويلا رغم استمرار السلطات في الدوحة على التملص من التزاماتها والتآمر عليها، حرصا منها على الشعب القطري الذي هو امتداد طبيعي وأصيل لإخوانه في المملكة.
ويأتي قرار الرياض الحاسم هذا، نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، سرا وعلنا، طوال السنوات الماضية، بهدف شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة والمساس بسيادتها واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها جماعة الإخوان المسلمين وداعش.
بدورها، أكدت الإمارات أن قراراتها جاءت بناء على استمرار السلطات القطرية في سياستها التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة والتلاعب والتهرب من الالتزامات والاتفاقيات، وأنه قد تقرر اتخاذ الإجراءات الضرورية لما فيه مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي عامة والشعب القطري الشقيق خاصة.
وشددت على التزامها التام ودعمها الكامل لمنظومة مجلس التعاون الخليجي والمحافظة على أمن واستقرار الدول الأعضاء، وتأييدها لقرارات السعودية في هذا الشأن.
ونوهت الإمارات بأنها اتخذت هذا الإجراء الحاسم نتيجة لعدم التزام السلطات القطرية باتفاق الرياض لإعادة السفراء والاتفاق التكميلي له عام 2014، ومواصلة دعمها وتمويلها واحتضانها للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وعملها المستمر على نشر وترويج فكر تنظيم داعش والقاعدة عبر وسائل إعلامها المباشر وغير المباشر، وكذلك نقضها البيان الصادر عن القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض بتاريخ 21-5-2017 لمكافحة الإرهاب الذي اعتبر إيران الدولة الراعية للإرهاب في المنطقة إلى جانب إيواء قطر للمتطرفين والمطلوبين أمنيا على ساحتها وتدخلها في الشئون الداخلية لدولة الإمارات وغيرها من الدول واستمرار دعمها للتنظيمات الإرهابية، مما سيدفع بالمنطقة إلى مرحلة جديدة لا يمكن التنبؤ بعواقبها وتبعاتها.
وأوضحت البحرين أيضا أن قرارها بقطع العلاقات مع قطر نابع من إصرار الدوحة على المضي في زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين والتدخل في شئونها والاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي، ودعم الأنشطة الإرهابية المسلحة وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران للقيام بأعمال التخريب ونشر الفوضى في البحرين، في انتهاك صارخ لكل الاتفاقيات والمواثيق ومبادئ القانون الدولي، من دون أدنى مراعاة لقيم أو قانون أو أخلاق أو اعتبار لمبادئ حسن الجوار أو التزام بثوابت العلاقات الخليجية والتنكر لجميع التعهدات السابقة.
وشددت على أن القرارات تأتي حفاظا على أمنها الوطني، مضيفة أن الممارسات القطرية الخطيرة لم يقتصر شرها على مملكة البحرين فقط، إنما تعدته إلى دول شقيقة، أحيطت علما بهذه الممارسات التي تجسد نمطا شديد الخطورة لا يمكن الصمت عليه أو القبول به، وإنما يستوجب ضرورة التصدي له بكل قوة وحزم.
وأكدت مملكة البحرين أن حكومة قطر تستمر في دعم الإرهاب على جميع المستويات والعمل على إسقاط النظام الشرعي في البحرين.
وقد توالت ردود الأفعال الدولية حيال قرار الدول السبعة قطع العلاقات مع قطر على خلفية دعمها وتمويلها للجماعات الإرهابية والمتطرفة وايواء عدد من عناصر وقيادات الجماعات الإرهابية التي سفكت الدماء.
فقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن من مصلحة روسيا أن يكون الوضع في الخليج مستقرا وسلميا، وإن موسكو تأمل ألا يؤثر الخلاف الدبلوماسي الحالي مع الخليج على العزم المشترك في الحرب على الإرهاب الدولي.
وقال البيت الأبيض - في تصريح مساء اليوم - إن الرئيس دونالد ترمب ملتزم بالعمل على تخفيف التوترات بالخليج بعد أن قطع عدد من الدول العلاقات مع قطر، وقال وزير الخارجية ريكس تيلرسون إن القرار لن يؤثر على محاربة الإرهابيين، مشيرا إلى أن واشنطن حثت حلفاءها الخليجيين على حل خلافاتهم.
وقال إدوين سموأل المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا " نأمل أن يتم التوصل إلى حل قريبا، وأن يستعيد مجلس التعاون الخليجي وحدته وإنه من مصلحة المملكة المتحدة أن يتم التوصل إلى حل للخلافات التي نشأت بين دول مجلس التعاون الخليجي حتى نتمكن من مواجهة تحديات المستقبل معا".