لا يمكن أن يكون التتر الغنائى لأى عمل فنى بشيء جانبى لا تأثير له فى جذب المشاهد الفنى للعمل، حيث يشكل التتر الغنائى أهم عناصر النجاح لأى عمل فنى قوى، لدرجة أن هناك أعمالا لم تستطع فعل شيء إلا نجاح تترها.
يتذكرها المشاهد دون أن يتذكر أى مشهد فنى بها، ويكفى أن هناك بعض الأعمال التى عرفها المشاهد على مدار سنوات الدراما التليفزيونية الطويلة حينما يستمع إلى تتر البداية الخاصة بها، فينطق فمه قائلا «الله» دون أن يدرك السبب، غير أن الأغنية نبشت بعض ذكرياته التى لا تنبش بسهولة ولا تأتى على باله إلا من خلال هذا المفتاح السرى الذى يسمى النغمات. ولهذا يتسابق صناع الأعمال الدرامية سواء فى مصر أو لبنان على تقديم تلك التترات، التى طرح أغلبها قبل انطلاق شهر رمضان المبارك، لتكون دعاية مجانية لتلك الأعمال على أثير موجات الإذاعة أو الشاشات التى فازت بعرضها.
ومع طرح تلك الأعمال، اكتشفنا أن الدراما المصرية التى عرفت على مدار تلك السنوات بقوتها قد استخدمت فى أغانى التترات الخاصة بأعمالها اللون الشعبى ليطغوا عليها، حيث سارعت مسلسلات مثل «الحرباية» لهيفاء وهبى، و«وضع أمنى» لعمرو سعد، و«رمضان كريم» لروبى وشريف سلامة، و«طاقة القدر» للفنان حمادة هلال و«الحساب يجمع» للفنانة يسرا فى الاعتماد على اللون الشعبى لتلك الأغانى، وتصدر المشهد الفنان حكيم وبوسى وطارق الشيخ ومحمود الليثى والفنان الشعبى الكبير أحمد عدوية وأحمد شيبة.
والملاحظ أن للموزع أشرف البرنس، نصيب الأسد فى توزيع أغانى أغلب الأعمال، حيث وزع أغانى «طاقة القدر» و«سلام يا صاحبى» للفنان أحمد سعد فى مسلسل «وضع أمنى» و«رمضان كريم» للفنان أحمد عدوية ومحمود الليثى. فى حين اتجهت الأغانى الخاصة بالأعمال اللبنانية والسورية التى تنافس فى الموسم الكريم، إلى اللون الطربى الرومانسى، والذى تصدرته الفنانة نوال الزغبى بأغنية مسلسل «كراميل» الذى يقوم ببطولته الفنان ظافر العابدين وماجى أبوغصن، حيث حققت الأغنية التى كتبها صلاح الكردى، ووزعها مارك عبدالنور، وكانت الأغنية الأكثر شهرة قبل الشهر الكريم. وحققت أغنية «بدى ياكى» والتى كانت تترا لمسلسل «ورد جورى» للفنانة اللبنانية نسرين طافش، وعماد شلق، والتى غناها الملحن صلاح الكردى، الذى أصبح الحصان الأسود لأغانى الأعمال الدرامية فى لبنان نجاحا كبيرا، وهى الأغنية التى كتبها ولحنها أيضا وقام بتوزيعها روجيه أبوعقل.