السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بالصور.. أمسية "الطفل المصرى وفنون العمارة" فى المجلس الأعلى للثقافة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقام المجلس الأعلى للثقافة بحضور الامين العام الدكتور حاتم ربيع، أمسية ثقافية ومعرضًا بعنوان "ثقافة العمران.. البيئة المبنية والطفل"، نظمتهما لجنة العمارة بالمجلس، وذلك بحضور مقررها الدكتور سيد التونى.
وأدار النقاش الدكتورة هبة صفى الدين، بمشاركة كل من الأديب يعقوب الشارونى رائد أدب الطفل، والقاصّة الدكتورة هالة الشارونى المتخصصة بمجال أدب الطفل، والمهندسة مروة الأعسر عن مجموعة "الفراغ البيئى" للمعماريين، ومؤسسوا مشروع "الحرفى المُعلم" للمعماريين وتحدث عنهم المهندس باسم أشرف، وطالبة البكالوريوس بكلية الهندسة فرح جندى.
وافتتح الجلسة مقرر لجنة العمارة الدكتور سيد التونى، مؤكدًا على أهمية موضوع الأمسية، حيث أن الانشغال بتشكيل الحس الجمالى والوعى بالعمارة والعمران المتميز للناشئة، يطرح إشكاليات تتمثل فى تحديات عدة، مثل تحديات التواصل، والحوار، وهو ما ينبغى مواجهته بدعم القدرة على التبسيط، ولكن دون الطغيان على إنماء الجانب الإبداعى لديهم، واستكمل حديثه مشيرًا إلى أن الاهتمام بالعقل المصرى، هو السبيل لتنمية القدرة الإبداعية بشكل عام، ولا شك أن عقول هؤلاء الصغار هى بذور العقل المصرى، وهم من سيبنى ويشيد ويصمم مستقبلًا، فعلينا دعم تذوقهم للإبداع والجمال بكافة صوره وأشكاله، فى مناخ من الانفتاح والحب لكل الناس، وكافة الفنون بدون أدنى تعصب.
وانتقلت الكلمة لمديرة الجلسة الدكتورة هبة صفى الدين، التى بدورها قدمت عرضًا لبعض الصور التى تختزل إسهاماتها التى قدمتها من قبل، وما أنجزته من أنشطة، وورش تختص بدعم حاسة الإبداع المعمارى للطفل، بالتعاون مع عدة جهات حكومية وخاصة، وأوضحت المهندسة الدكتورة هبة صفى الدين أستاذة العمارة بكلية الفنون الجميلة، أن ما يقدم من مادة علمية مبسطة فى هذه الورش والأنشطة، يمكن الطفل من تعلم مبادئ المعمار بشكل مبسط، مؤكدًا أن الفن المعمارى يعد حلقة الوصل بين الفن والهندسة.
الأمر نفسه أكدته المهندسة مروة الأعسر عضو مجموعة "الفراغ البيئى"، الذين حرصوا على الحضور، وتقديم عرضًا من الصور الموضحة للأنشطة والورش التى نفذتها المجموعة، التى تعد ثمرة لجهود المشتركة بين بيت المعمار المصرى والمكتب المعمارى، مثل تنظيمهم سلسلة ورش تصميم العمارة، موضحةً أيضًا أن تلك الورش تكسب الطفل مهارة إعادة تصميم الفراغات المحيطة به، بطريقة مبتكرة وبناء على أسس علمية حديثة.
وعقب هذا تحدثت القاصة الدكتورة هالة الشارونى، عضو المجلس العالمى لكتب الأطفال، والتى أوضحت أن تخصصها فى كتابة أدب الأطفال، قربها من عالم الطفولة، إلى أن أصبحت متخصصة فى أعماق هذا العالم المتسع، مشيرةً إلى أنها بجانب مؤلفاتها للطفل، هى متخصصة أيضًا فى صنع العرائس، التى تجسد شخصيات قصص الأطفال، كما أنها ليست مجرد عرائس بالشكل التقليدى، بل إنها تؤدى العديد من الشخصيات مربوطة بالقصة، لتجسيد الفكرة للطفل باستخدام الأسلوب القصصى، الذى تعتبره أفضل وسيلة لتقديم كافة ما نريد من قيم بكل سلاسة للأطفال، واختتمت حديثها مشيدة بموضوع الأمسية، مؤكدةً أن الاهتمام بالجانب الإبداعى، والارتقاء بحس التذوق للطفل هو ما ترقى به الأمم.
ثم جاءت كلمة مؤسسو مشروع "الحرفى المعلم"، وألقاها عن المجموعة المهندس المعمارى باسم أشرف، بمشاركة زميلته الطالبة فرح جندى، وهى فى العام النهائى بكلية الهندسة قسم عمارة، فى البداية تحدث المهندس باسم أشرف الذى تخرج من قسم العمارة بكلية الهندسة العام الماضى، مقدمًا عرضًا لبعض الأفلام القصيرة تختصر فكرة مشروعهم، التى تدور حول ما قاموا بابتكاره من مجلة تعليمية للطفل، تحتوى أشكالًا مجسمة من مواد جمعت من البيئة المحيط كالقش والأخشاب، لإضفاء الإحساس مع القراءة، ومخاطبة حاسة اللمس، وهو ما يساهم فى إطلاق خيال الطفل المتلقى، مؤكدًا أنه يعمل هو وزملاءه بالمجموعة فى هذا المشروع، بهدف تقديم شيء نافع لأطفالنا، يزيد من قدرتهم الإبداعية، وبغرض الاستعاضة عن ألعاب الحاسوب التى سيطرت على عقول أطفالنا، بما تحتويه من جوانب سلبية ضارة.
كما أوضحت زميلته بالمجموعة، طالبة كلية الهندسة فرح جندى، أنهم قاموا بابتكار شخصية خيالية، تلعب دور البطولة، تدعى "كرفتيانو"، حملت المجلة اسمه، وهو يلعب دور الربط فى توصيل المعلومة للطفل فى صورة مغامرة، أو قصة بسيطة تتألف من عناصر وأماكن مصرية خالصة، مثل النوبة، التى وقع عليها اختيارنا فى العدد الأول لمجلتنا "كرافتينو"، لنقدم للطفل جزء أصيل من تراث مصر، بشكل ثلاثى الأبعاد، فنقدم مثلًا نماذج للبيوت النوبية ثلاثى الأبعاد داخل صفحات المجلة، مع وضع نموذج للتجربة، يقوم الطفل بإتباع الإرشادات لتكوينه بنفسه، وفى ختام كلمتهم أكد المهندس باسم أشرف على حصولهم على المركز الأول محليًا فى إحدى المسابقات بهذا المجال، كما أشار إلى توجيه اختيارهم من قبل لجنة دولية لمسابقة ستعقد فى كوريا الجنوبية، لتمثيل مصر فى حدث عالمى سيعقد فى عاصمتها سيول، حيث يتم اختيار 51 عملًا تمثل مكتبة متنقلة للطفل العالمى، واختتم حديثه حول موعد إصدار مجلة "كرافتينو" فى الأسواق المصرية، موضحًا أنهم يقوموا بالتنسيق حول هذا الأمر، ولكنهم حتى الآن لم يتوصلوا لأى ااتفاق مع أى ناشر بعد.
وفى الختام تحدث رائد أدب الطفل الأديب يوسف الشارونى، مصرحًا بانطباعاته التي كونتها خبرات عمرها خمسة وسبعون عامًا، مشيرًا إلى القيم الجمالية التى غابت عن الواقع المعمارِّى، واصفًا البيوت المصرية قديمًا بالبديعة من حيث المظهر الخارجى والداخلى، ومن أبرز تلك الاختلافات التى رصدها حول المعمار المصرى بين الماضى والحاضر، هو غياب الحدائق التى كانت تحيط بكل بناية أو بيت مصرى، وتحول المبانى لما يشبه الكتل أو العلب الخرسانية منزوعة الروح، متعجبًا من مدى التدهور المعمارى والجمالى الذى وصلنا له بعد ما كنا يوم ما رواد العمارة الجميلة فى العالم أجمع، وانتقل الشارونى لأدب الطفل وبالتحديد قصة "سندريلا" الشهيرة، التى أسهمت فى تشكيل وعيه المعمارى بشكل غير مباشر،.
وأشار الشارونى إلى أن الكثير لا يعرف أن قصة "سندريلا"، هى قصة مصرية قديمة بالأساس، وقد مثلت القصة فى العديد من أفلام الكرتـون وقصص الأطفال، دون ذكر مصدرها أو حتى القصة المستوحاة منها، بينما أصل القصة يرجع للبرديات المحفوظة بالمتحف البريطانى، والتى تعود لعصر الدولة الحديثة بمصر القديمة، وتمت ترجمتها لعدة لغات ووجدت لها عدة نسخ تعود للعصر المتأخر، موضحًا أن بطلة القصة فى الأصل هى "رادوبيس".
واختتم الشارونى حديثه مطالبًا بتوسيع جهود بيت المعمار المصرى.