السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الضفدع المسحور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الاعتراف بالحق فضيلة وكذلك تقييم النفس فضيلة والاعتراف بالمشكلة نصف الحل.
كلها كلمات قد تفسر بأشكال مختلفة ولكنى اليوم سأنظر لها من خلال تقييم النفس ومعرفة بعض من الطاقات الكامنة داخل أنفسنا ولا نراها ولا نستخدمها وقد تكون هى الباب الحقيقى لتحقيق ما نسعى له، ولكننا لا نستطيع أن نحقق منه إلا القليل لعدم معرفتنا بمهارات كامنة داخل أنفسنا، وتلهينا الحياة عن البحث بعمق داخل ما نعتقد أننا ندركه ألا وهو أنفسنا.
قد نرى نفسنا بشكل نتمناه ونحن فى الحقيقة بشكل آخر قد لا نتمناه ولكنه ذو قوة من نوع آخر لا نعرفها وقد يكون مصدرا لراحة البال والسعادة.
كذلك قد نتمنى أشياء ليست لنا ولكننا نراها فى أيدى الآخرين ونعتقد أنها مصدر سعادتهم ولكنها إن قدرت لنا ربما كانت مصدر تعاسة وجالبة للهم. النفس البشرية وما تحمله من معجزات جديرة منا بأن نجعل منها موضوع بحث وأن نخصص لها من الوقت اليومى لدراسة أنفسنا ومعرفة جوانب قدرتنا سواء كانت فى عقولنا أو أجسادنا.
عودة مرة أخرى للحديث عن الموارد البشرية وهى سر ازدهار الأوطان والمجتمعات المتصالحة مع نفسها، والموارد البشرية طاقة يمكن أن تستخدم للبناء وهى أيضا طاقة يمكن أن تهدم وتدمر والفرق بين الطاقتين فى كيفية إدارة تلك الطاقة وما نراه من رموز ونجعلها أبطالا نخطو على خطاها ففى العهد الحديث نلاحظ أن الأمثلة العليا للشباب شخصيات فنية ولا نتعجب من ذلك فهناك شخصيات فنية قديرة وتستحق الاحترام ولكن نشعر فى كثير من الأوقات بالأسى حينما نرى أن الأعمال الفنية المؤثرة مستوحاة من خارج مجتمعاتنا وأن النسخ للموضوعات أصبح أساسيا فى نجاح تلك الأعمال، وبالتالى أصبح الفنان صاحب المثل الأعلى مسخا منسوخا من آخرين بالخارج وليس من بنات أفكار مبدعين يستوحون الأفكار من واقع الحياة داخل مجتمعاتنا.
أيضا تخطت السيطرة الفكرية القنوات التليفزيونية والأعلام وأصبح العالم قرية صغيرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى وأصبحت الأفكار لا تنتظر من يقتبسها لعرضها على شباب المجتمع الأشبه بالإسفنج الممتص لكل ما يطرح عليه نتيجة لجفاف منابع الإبداع داخل الأوساط التى تبهره من خلال أناس منا ومبدعين من أجيالهم، وكانت تلك المواقع ملجأ لكل من يريد أن يتفكر بفكرة من الممكن أن يلام عليها إن حاول أن يعرضها على من حوله والأسئلة الممنوعة أصبحت مصدر الثقافة والمعلومة وأبهرت الشباب لتجعل لهم أبطالا من طرازات أخرى وأصبح كل ما يراه فى حياته اليومية أقل بكثير مما يراه فى العالم الافتراضى فأصبح ناقما على كل شىء وغير راض بما قسم له ولا يستطيع أن يقيم ذاته؛ لأنه اعتقد أنه أصبح خارج التصنيف. قد نعتقد فى تلك الأشياء التى تعطينا كثيرا من الوهم أن الحياة فى ذلك العالم الافتراضى أكثر سعادة ونحن على وشك أن تأتينا الأميرة المسحورة لتنتشلنا إلى المملكة التى ستصبح فيها ملوكا وأمراء وأغنياء ولكن واقع الأمر أكثر مرارة ولن نخطو خطوة إلا بالمجهود والبحث وإصلاح الذات قالت ضفدعة، تحمل تاجًا على رأسها، لسيِّد: «قبِّلنى، من فضلك»، فكّر السيِّد: «هذا الحيوان مسحور، من الممكن أن يتحولَ إلى أميرةٍ جميلة، وريثة عرش ما، فنتزوج وأصبح ثريا». قبَّلَ الضفدعة، فوجد نفسه وقد تحول على الفور إلى ضفدعٍ لزج. صرخت الضفدعةُ بسعادة: «يا حبّى، منذ مدة طويلة وأنت مسحور، لكنّنى تمكنتُ من إنقاذك أخيرا».