الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"سيرة أبناء الورد".. مجموعة شعرية خامسة لعمر شبانة

سيرة أبناء الورد
سيرة أبناء الورد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صدر مؤخرًا، مجموعة شعرية جديدة بعنوان "سيرة أبناء الورد"، للشاعر عمر شبانة، عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع بعمّان، وتضم ستّ قصائد، وتتوزع كل منها منها في مجموعة من المقاطع.
وجاءت عناوين القصائد على النحو الآتي: اسْمي الذي يَليقُ بي، وأريدُ هذا الثوبَ بيتًا، الولادةُ والمَلاذْ، نَهْرُ الحياةْ، نَدَمْ، وقصائد أخيرة. ووقعت المجموعة في 152 صفحة، وهي الخامسة للشاعر بعد "احتفال الشبابيك بالعاصفة" (1983)، "غبار الشخص" (1996)، "الطفل إذ يمضي" (2003)، و"رأس الشاعر" (2013).
في هذه المجموعة، التي يهديها إلى "معشر الصعاليك، أحفاد عروة بن الورد، أبناء الحياة؛ الحرية والحبّ والجمال"، كما في تجربته كلّها، يواصل شبانة استحضار عالم أسلافه الصعاليك، ممثّلين هنا في عروة بن الورد".
كما يواصل بحثه وأسئلته في اتجاهات متعدّدة، ذات الطابع الإنسانيّ؛ اليوميّ والوطنيّ والوجوديّ، أسئلة ذات طبيعة حُلميّة أيضا، حيث اللغة والعوالم الالتي تمزج الحلم بالواقع، والذات الفردية بالجمعية، ليقف القارئ على "ذات" ممزّقة ومهزومة حينًا، وحالمة حينًا، ومتأملة تنظر إلى الآتي بقدر كبير من الأمل في كلّ الأحيان. 
وكما في مجموعاته السابقة، يطلّ الشاعر على عالمه القائم، و"يرى- من الرؤية والرؤيا" كما لا يرى الآخرون، محاولا أن يصوغ أسطورته الشعرية الخاصة والمختلفة. وهذه الأسطورة التي يريد تشكيلها لا يمكن فصلُها عن اللحظة التي كان فيها العالم مؤنثا، وإعادته إلى سيرته الأمومية الأولى، وهو ما يقوله في كثير من قصائده هذه المجموعة وسابقاتها، هذه الأسطورة التي لا تنفصل عن الشعر، بل إنها تنهض به ومعه.
المجموعة الجديدة تحفل بالأجواء والعوالم والأسماء التي تحيل على "دواخل" الشاعر التي تحتشد الكثير من "الحياة"، بآلامها وبكل ما فيها من جمال وحبّ. 
ومن قصيدة "اسمي الذي يليق بي"، هذا المقطع:
عَرَفْتُ الدَّرْبَ نَحْوَ اسْمي
عَرَفْتُ: الرّيحُ تَحْمِلُني إلَيهِ،
عَرَفْتُ أشْلاءَ المُغَنّي في دَمي،
وعَرَفْتُ أنّي سَوْفَ أجْمَعُها،
لِأكْتُبَ سِيرَتيْ الأولَى،
وأجْمَعَ مِنْ شَظاياها..
حُروفَ اسْميْ
عَرَفْتُ الدَّرْبَ 
نَحْوَ حَفيدَتي الأولى،
قَرَأْتُ طَريقَها ومَشَيْتُ،
كانَ القَلْبُ مِصبــاحي
رأيتُ دَمًا عَلى الطُّرُقاتِ،
ظِلّي كانَ مَشْنوقًا 
على الحِيطانِ..
كان اسْمي 
حُروفًا مِنْ غُبارٍ بَعْثَرَتْها الرّيحُ، 
في مُدُنِ الصّفيحِ،
وفي الخِيامِ، 
وفي قِطاراتِ الغُروبِ،
وفي شِتاءاتٍ بِلا نارٍ،
وشَمْسٍ دونَما مَأوى..