الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كراهية المسيحيين لك شرط لصحة إيمانك!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- هكذا قالت التفاسير القديمة.. وردد مشايخنا خلفها، ولندخل إلى الموضوع.. 
قال تعالى فى سورة البقرة: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِى جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}(١٢٠). 
- يقول فضيلة الشيخ الشعراوى مفسرا (يجب أن تستعيذ بالله كمسلم من أن تصنع تصرفًا يرضى عنك اليهود أو النصارى، لأنه معنى أننى والعياذ بالله تصرفت تصرفًا يرضى عنى اليهود أو النصارى أننى بحكم الله فى القرآن قد اتبعت ملتهم، فنعوذ بالله أن نكون من اليهود أو النصارى محل رضا، فإن رضا اليهود أو النصارى عن واحد فليحكم على نفسه بأنه فارق ملة الله، ويجب هنا أن نفرق بين (الرضا) و(التعايش)، والتعايش لا يعنى الحب أبدًا، والود يكون مع من تحب فقط، والمؤمن يستعيذ أن يكون محل رضا من هؤلاء أبدًا، نعوذ بالله أن يرضوا عنا) انتهى كلام الشيخ الشعراوى!!!! 
- وحتى لا نظلمه فقد ردد ما تقوله التفاسير القديمة، التى تخلط بين التاريخى والدينى فى كتاب الله، بين آيات زمن النبى وقومه، وآيات الرسالة العالمية... وتستنبط من التاريخى أحكامًا أضافها على الرسالة!!!!
- فالكتاب مكون من ٦٢٣٦ آية، ويحتوى بداخله (حسب د. محمد شحرور) على خمسة محتويات: ٢ دين و٢ تاريخ، بالإضافة إلى السبع المثانى المعجزة. 
١- الفرقان: هو الصراط المستقيم ومحرماته العشرة. 
التى جاءت من نوح ونزلت على موسى، وعرفت لدى اليهود والمسيحيين بالوصايا العشر.
٢- الرسالة (شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم) (مجموعة الشرائع والشعائر والأخلاق التى تخص المؤمنين، والتى وصفها الله (بالآيات المحكمات)، كما وصفها بأنها (أم الكتاب) 
- قال تعالى: {هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} آل عمران: ٧.
٣- القرآن، هو مجموع الآيات التى نزلت (مقرونة) من اللوح المحفوظ (أسرار الخلق والكون)، والإمام المبين (القصص وأخبار السابقين) لتثبت ألوهية الرسالة التى بين يدى الرسول، قال تعالي:
{وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ} ٤- السبع المثانى 
(١ – الم، ٢ – المص، ٣ – كهيعص، ٤ – يس، ٥ – طه، ٦ – طسم، ٧ – حم). وهى مقاطع صوتية موجودة فى كل لغات أهل الأرض، لذلك قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): «أوتيت جوامع الكلم». 
٥- قصة النبى وقومه:{يا أيها النبي}، التى نتعلم منها ونستخلص العبر كباقى القصص القرآنى. ولا ينبغى أن نستخلص منها أى أحكام، ونقوم بإضافتها على أحكام الرسالة، والدين من هذه المحتويات (الفرقان والرسالة)، أما القرآن وقصة النبى وقومه، فتاريخ 
- والآية التى نحن بصددها من قصة النبى وقومه، جاءت له من مقام النبوة المنتهى والمحدود بزمانه كما هو واضح.
- ولقد وقعت التفاسير القديمة فى فخ استنباط أحكام من التاريخى المنتهى المحلى المحدود بزمن النبى وقومه، وإضافتها إلى أحكام الرسالة 
- فصار التاريخى دينيًا. 
وأصبح المؤقت دائمًا. 
وصار من هم حول النبى من اليهود والنصارى، هم كل يهود ونصارى الأرض. 
- وراح المفسرون يبتدعون أحكامًا ويعطونها صفة الفروض ويضيفونها فوق فروض الرسالة!!!!!
- وابتدع المفسرون (كراهة رضا) أهل الكتاب والتعايش معهم دون ود أو حب، وأصبح على المؤمن أن يكون حريصًا ألا يكون (محل رضا هؤلاء) أبدًا كشرط لسلامة دينه ودقة إيمانه وصحته ونقائه، ولا يزال البعض يردد تلك المفاهيم حتى يومنا هذا (نستعيذ بالله أن يرضوا عنا!!!!)، ليؤلم بها أهل الكتاب، ويمزق بها النسيج الوطنى، ويهدد بها أمننا القومى، ويجرح بها وحدتنا الوطنية وسط صمت مطبق من المؤسسة الدينية، ودون أدنى مراجعة للخطاب الدينى الذى يلح الرئيس فى مراجعته دون جدوى ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!!!!!.