السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

دكتور الصحة مكتئب.. فقر رواتب أطباء الحكومة يزيد من مرضهم النفسي.. 64 دولارًا راتب الطبيب 2001 مقابل 70 عام 2017.. عددهم 230 ألفًا منهم الثلث فقط داخل البلاد والباقي هاجروا لتحسين دخولهم

الدكتور احمد عماد
الدكتور احمد عماد الدين راضي وزير الصحة والسكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دكتور الصحة مكتئب.. يا ساتر.. حالة ضيق نفسي تضرب صفوف الأطباء العاملين بالمستشفيات الحكومية، المعلومات تقول إن فقر رواتبهم يزيد من هوة مرضهم النفسي، 64 دولارًا فقط كان راتب الطبيب عام 2001 مقابل 70 عام 2017 بعد الزيادات، عددهم في النقابة 230 ألفًا، يعمل منهم الثلث فقط داخل البلاد، والباقي هاجروا لتحسين دخولهم، تقارير أكدت أن مصر في ذيل قائمة أجور الأطباء وأن الأزمة مستمرة.
منظمات عمالية دولية، أجرت بحثًا على أجور الأطباء في العالم وجدت أن أقل رواتب للأطباء فى الدول النامية كانت مصر، والتي احتلت ثاني دولة فى الرواتب المتدنية للأطباء، حيث كان يتقاضى الطبيب عام 2001 "64 دولارا" شهريا فى المستشفى العام، وزاد راتبه قليلا حتى أصبح يتقاضى 70 دولارًا شهريًّا.
وسجلت إحصائيات أن راتب الطبيب في الأردن 750 دينارًا، وهو يقارب الـ 7500 جنيه شهريًّا، وفي السودان يبدأ راتب الطبيب بـ 300 دولار شهريًّا، وفى فلسطين يتراوح راتب الطبيب من 500 دولار وحتى ألفي دولار للأخصائي، وأعلى بكثير من ذلك للاستشاري، وفى زيمبابوى الأفريقية يبدأ الراتب من 200 دولار وحتى 1000 دولار شهريًّا، وفى نيجيريا يصل راتب الطبيب من 11 ألف دولار سنويًا، وفى السعودية يبدأ راتب طبيب الامتياز 7 آلاف ريال شهريا، وبعد التعيين يصبح 8 آلاف ريال، والأخصائي يبدأ من 10 آلاف إلى 27 ألف ريال، بينما الاستشاري يبدأ من 27 ألفًا إلى 34 ألف ريال، بينما فى الكويت، يصل راتب طبيب الامتياز 550 دينارًا شهريا ثم يصبح 1200 دينار بعد التعيين، وفى قطر أقل بقليل حيث يصل راتب الطبيب من 6600 ريال قطري إلى 87 ألف ريال قطري، وفى العراق يبدأ راتب الطبيب من 650 دولارا إلى ألفي دولار شهريا.

هنا يعلق الدكتور هشام شيحة، مساعد وزير الصحة الأسبق، " عندما كنت أتجول بالمستشفيات كنت أجد الطبيب لا يستطيع أن يرتدي زيا جيدا أو يعيش عيشة كريمة، كنت أقع في حرج من الوضع المزري"، مضيفا أن هناك من يعتقد أن كل الأطباء فى مصر يمتلكون عيادات خاصة يعملون بها لكن هذا غير صحيح، فأكثر من 85% من الأطباء الشبان ليس لديهم عيادات خاصة، ولا يستطيعون فتح عيادة خاصة، ولذلك يلجئون للعمل فى مركز أو مستشفى خاص حتى يستطيعون التحسين، وهذا بالتأكيد له تأثير سلبى على الخدمة الصحية المقدمة للمواطنين.
وأضاف شيحة، أن الطبيب يحتاج فى أول عشر سنوات من حياته أن يذاكر ويجتهد حتى يحصل على التخصص، موضحا أنه لو لم يتقاض الطبيب راتبا يكفل له معيشة كريمة فلن يستطيع أن يعطى للمجتمع وللعمل، مضيفا أن كل الأطباء الذين يسافرون للخارج تجدهم يؤدون أفضل ما عندهم لتقاضيهم رواتب عالية، مؤكدا لدينا 70 ألف طبيب مصري فى السعودية فقط بدون الصيادلة وأطباء الأسنان.
تابع شيحة، أن متوسط راتب الطبيب المصري فى السعودية 10 آلاف ريال وهى تعادل 50 ألف جنيه شهريا بينما الطبيب فى مصر والذى قضى أكثر من 30 سنة فى المهنة لا يصل راتبه 5 آلاف جنيه، بينما الطبيب صغير السن يصل راتبه ألفي جنيه وهى تعادل 100 دولار بمعنى أنه يتقاضى 3 دولار فى اليوم، موضحا أنه لا يمكن أن نحسن المنظومة الصحية فى مصر بدون أن نهتم بأجر لطبيب، قائلا: "المنظومة الصحية لها ثلاثة شروط أولها المكان المجهز بالأجهزة، وثانيها الطبيب الذى يؤدى الخدمة، وثالثها نظام العمل"، مؤكدا أن المادة 18 من الدستور تؤكد إلزامية الدولة أن تعطى الحد الأدنى من الخدمة الطبية للمواطن.
أشار إلى أن الكارثة الأكبر هي تقاضى الطبيب بدل عدوى 19 جنيهًا للطبيب صغير السن و30 جنيها للطبيب الكبير، ورغم صدور حكم نهائي بزيادة بدل العدوى للطبيب إلا أن الحكومة لم تنفذه حتى اليوم، مما جعل الأطباء يشعرون أن الدولة تقف ضدهم.

ولفت الدكتور عبدالعال محمد البهنسي، مؤسس المبادرة المصرية الوطنية لإصلاح القطاع الصحي، إلى أن الطبيب في مصر يعمل فى ظروف غاية القسوة بداية من تدني المرتبات والأجور، وتابع أن متوسط أجر الطبيب حديث التخرج في مصر حوالي 70 دولارا شهريًا في حين أن متوسط أجر الطبيب في الدول الغربية 40 دولارا في الساعة الواحدة.
وأضاف البهنسي، أن متوسط عدد الأطباء بالمقارنة بعدد السكان في مصر 0.7 طبيب لكل 1000 نسمة بينما المتوسط العالمي 3 أطباء لكل 1000 نسمة، رغم أن عدد الأطباء المسجلين بنقابة الأطباء يزيد عن 230 ألف طبيب ويزداد عددهم سنويًا بمقدار 10000 خريج جديد من كليات الطب المختلفة والعدد المسجل للعمل بوزارة الصحة حوالي 60 ألف طبيب، والعدد المتعاقد خارج مصر يزيد عن 70 ألف طبيب، ويزداد هذا العدد شهريًا بعد قرار تعويم الجنيه المصري أمام الدولار نظرًا لارتفاع المرتبات بالخارج، وبحسبة بسيطة جدًا فإن مرتب الطبيب خلال عام واحد بدول الخليج يعادل مرتبه داخل مصر لمدة 36 سنة، وهذا يدل علي التدني الرهيب في مرتبات الأطباء ومدى المعاناة التي يعيشونها.
أكد البهنسى أن مصر أصبحت دولة طاردة للأطباء، ويلجأ الأطباء للهجرة للدول الأجنبية وعلى رأسها لندن وأستراليا وكندا وألمانيا بحثًا عن نظام تعليمي قوى، ورواتب تُمكنهم من ممارسة المهنة والتطوير.

وقال الدكتور خالد سمير، أستاذ القلب بجامعة عين شمس، إن مصر تخطت مرحلة الأجور المتدنية بكثير، فالطبيب فى مصر يتقاضى رواتب هزيلة جدا لا تصل لربع حقه، مضيفا أنه إذا نظرنا للدول التي حولنا سنجد أن متوسط أجر الطبيب يصل إلى 10 آلاف دولار حتى فى دول ليبيا وسوريا والعراق، بينما الطبيب المصري يتقاضى الـ 70 دولارًا شهريا، وهذا يؤكد أن الطبيب المصري يعمل بدون أجر.
وأضاف لدينا تدهور كبير فى المنظومة الطبي، وأكمل قائلا: "إن بدل نبطشية الطبيب فى وزارة الصحة 20 جنيها وبالليل بـ 40 جنيها، وهى لا تكفى أجر المواصلات وسندوتش، بينما فى القطاع الخاص تصل النبطشية إلى 400 جنيه، وبالتالى فقد يلجأ البعض أن يذهب للعمل بالقطاع الخاص بعد عمله الحكومى فيأتي إلى المستشفى الحكومي وهو نائم من كثرة التعب والإجهاد.
وأوضح أن الطبيب يدفع أكثر من 7 آلاف جنيه فى العام الواحد فى الدراسات العليا رغم أن القانون يجعل هذه المصاريف على وزارة الصحة إلا أن الوزارة لا تنفذ ذلك ويتحملها الطبيب على نفقته الخاصة.