السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"ميادين مصر" تستغيث: ارحمونا من "التماثيل القبيحة"

التماثيل القبيحة
التماثيل القبيحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قبل أن نعرف آراءهم، من المهم الإشارة إلى أن نقوش المعابد المصرية منذ القدم، تؤكد أن الإنسان المصرى فنان بطبعه، ومتذوق للجمال، فكم من معبد مصرى شهد على روعة المصريين، وكم من تمثال وورقة بردى وجدار معبد ومقبرة فرعونية، أكدت بالدليل القاطع أن مصر بلد الفن والجمال والرقى والإبداع.

وامتدادًا لعظمة الأجداد وحرصهم على روح الفن والإبداع، سجل يوم ١٢ مايو عام ١٩٠٨ ميلاد أول مدرسة للفنون الجميلة فى الشرق العربي، وكان هذا حدث تاريخى وعلامة فارقة فى ضروب التعليم، ضروب التعليم النمطية المحدودة الآفاق، ودروبه الضيقة الخانقة للمواهب، والتى كان يحكمها الاحتلال البريطانى بسياسة ماكرة وقبضة محكمة مسيطرة، حتى لا تخرج عن دائرة التخلف المرسومة.

مع ذلك فقد شهد مطلع القرن العشرين عودة الروح إلى كيان مصر مع صحوة ضمير الشعب، هبت معها طلائع التنوير تطالب بالتحرر من إسار التعليم النمطى المغلق والمتخلف، لتفتح الأبواب على الأنماط الرحبة المتنوعة من التعليم، وفى مقدمتها إنشاء جامعة أهلية تتيح التعليم العالى للمواطن المصرى بلا حدود أو قيود، وكذلك تعليم الفنون الرفيعة التى تنقل المجتمع لمستويات أعلى من رهافة الحس ورفعة الذوق والتحضر، فينهض البناء الحضارى للوطن على ركيزتى العلم والفن.

إلا أن ما تشهده ميادين مصر هذه الأيام يعد انتكاسة حضارية، تعبر عن عدم وعى المسئولين عنها بقيمة وتاريخ الحضارة المصرية، مما دفع المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، لإصدار قرار فى 7 سبتمبر 2016، يقضى بحظر ترميم أو وضع تماثيل أو لوحات جدارية، أو أى منحوتات بالميادين العامة بمحافظات الجمهورية إلا بعد الرجوع إلى وزارتى الثقافة والآثار، كل فيما يخصه، وكان آخر هذه المجسّمات ذلك المسخ الجبسى للملك رمسيس الثانى، أشهر ملوك الفراعنة، والذى تم نصبه فى أحد شوارع محافظة سوهاج.

 

طوق نجاة

 

فى البداية، قال خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة: إن قرار رئيس مجلس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، المتعلق بحظر ترميم أو وضع تماثيل بالميادين العامة، إلا بعد الرجوع إلى وزارتى الثقافة والآثار والحصول على موافقة منها على ذلك، جاء فى التوقيت المناسب، ويمثل طوق نجاة للآثار والشكل العام، من أجل الحفاظ على شكل وهيبة وجمال الشارع المصري، مشيرًا إلى أن هذا القرار من شأنه أن يمنع أى شخص من وضع تمثال فى الميادين العامة، إلا بعد الرجوع للوزارة نفسها، وهى التى تقرر وضعه من عدمه، للتصدي للخطر الذى تسببه على الذوق العام.

وأضاف سرور، خلال تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن وضع التماثيل فى الميادين العامة والشوارع كان يمثل خطرًا كبيرًا فى الآونة الأخيرة، مؤكدًا أن القرار كان بمثابة الخطوة الأولى لحماية التراث والحضارة المصرية من التشويه الذى شهدته بعد إقامة النماذج المشوهة للتماثيل الأثرية والتاريخية وغير الخاضعة للتقييم العلمى أو المعايير السليمة.

وكشف رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أنه تم تشكيل لجنة من وزارتى الآثار والثقافة لمنع مثل هذه النماذج السيئة من التماثيل، والتى تُعد "مهزلة" كبيرة فى حق التراث الفرعوني، مشيرًا إلى أن قرار رئيس الوزراء يمنح الوزارة الحق فى إزالة أى تمثال يشوّه ميادين مصر العامة، ولاسيما بعد الحملات التى شنها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى، "فيسبوك" و"تويتر"، ضد مسئولي وزارتى الآثار والثقافة، متهمين إياهم بالتهاون فى الحفاظ على الشكل الجمالى للميادين العامة فى مصر، بعد ظهور تماثيل غريبة الشكل، وهو ما حدث على سبيل المثال مع تمثال الأديب الكبير عباس محمود العقاد فى أسوان، وتمثال أحمد عرابي، وتمثال نفرتيتى فى محافظة المنيا، وتمثال الموسيقار الراحل الكبير محمد عبدالوهاب، فى ميدان باب الشعرية بالقاهرة، وغيرها من التماثيل فى أماكن شتى، لتتحول رموز مصر، من قادة وأدباء ومفكرين وفنانين، كان لهم الفضل فى تسطير التاريخ فى مصر فى شتى المجالات ونواحى الحياة، إلى مادة مُبتذلة ورخيصة، والمتهم الرئيسي فيها هم معدومو الفن والذوق والموهبة.

وأشار "سرور" إلى أن جميع فنانى مصر التشكيليين يتعاملون مع وزارة الثقافة من خلال قطاع الفنون التشكيلية، مؤكدًا أن القطاع يمتلك معايير فنية معينة فى التماثيل والنماذج المراد وضعها فى الميادين العامة والشوارع، بالإضافة لدور التنسيق الحضارى، فيما يتعلق بالنحت أو النصب التذكاري، مشيرًا إلى أن مثل هذه التماثيل المشوّهة تمثل إهانة كبيرة فى حق الشعب والشارع المصري.


فساد المحليات وراء الجريمة 

ومن جانبه، قال الناقد والفنان التشكيلى "سيد هويدي": إن السبب الرئيسى وراء انتشار ظاهرة التماثيل المشوهة بميادين مصر، يكمن فى فساد الإدارات الهندسية فى المحليات، والتى سمحت لكل من "هبّ ودبّ" من عديمى الموهبة والفن، بوضع تماثيل وأعمال نحتية فى الميادين والشوارع العامة، مؤكدًا أن التشويه لا يقتصر فقط على التماثيل، ولكن أيضًا على المبانى والعمارات التى تتواجد فى جميع الميدان وأدت إلى تشويه الصورة الجمالية للميادين، حيث تفتقد تلك البنايات الشكل المثالى والجمالى الذى يجب أن تتحلى به تلك البنايات.
وأضاف هويدي، فى تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن التشريعات والقوانين التى تحافظ على جمال الميادين والشوارع تُعد حبرًا على ورق لم تدخل حيز التنفيذ، ولا تُفعل على الرغم من قصورها من الأساس، وعدم وجود فراشات أبنية تماثل فكرة الميادين المشوهة، حيث وجدنا فى جميع الميادين والحوارى عمارات ارتفاعاتها تفوق المسموح به من حيث مساحة الشارع أو الميدان، ولكن فساد المحليات ما زال مستمرًا ولم يتغير كثيرًا، قائلًا: "الفساد فى المحليات ما زال للرُّكب".
وأكد الفنان التشكيلي، أن عدم الاستعانة بالكليات الفنية أو الجهات المتخصصة فى الاستشارة لإقامة التماثيل فى الميادين يُعد جريمة حضارية، مشيرًا إلى أن قدرة البعض على اختراق المجال العام والقيام بعمليات التشويه تلك، يُعد كارثة وجريمة لا تُغتفر، سواء بتماثيل أو إعلانات، قائلًا: "الجمال العام ملك الجميع، ولا يقتصر على أحد".
وأوضح هويدي، أن هناك مُدنًا بالكامل فى العديد من دول العالم المُتحضّر، تمنع أن يكون عدد الأدوار والطوابق فى أى مبنى أكثر من دورين، وذلك للمحافظة على جمال المدينة، مشيًرا إلى أن الجهل أيضًا من أهم الأسباب الرئيسية وراء تشويه الميادين العامة، وتراجع نسبة الجمال فى حياة المصريين، وتعتبر ثقافة الزحام والهجرة من الريف إلى المدن من الأسباب الرئيسة وراء تلك المهزلة.
وأشار هويدي إلى أن التماثيل التى توضع فى الميادين تستغرق شهورًا للعمل عليها، والمتخصصون والفنيون على دراية كاملة بمعايير الفن وأصوله، وليس كل من يفعل شىء يضعه فى الميادين، وليس من حق كل شخص توهم فى قرارة نفسه أنه فنان أن يقوم بتدشين تمثال ووضعه فى الميادين العامة وإيذاء نظر الآخرين، مؤكدًا أن هناك تقصيرًا بشكل كبير من أجهزة الدولة المنوط بها محاسبة المسئولين عن هذا التشويه، مشددًا على ضرورة تغليظ العقوبة على كل من تسوّل له نفسه فعل هذا الخطأ الجسيم مرة أخرى، علاوة على ضرورة صياغة تشريعات وسنّ قوانين فى مجلس النواب، لتجريم فكرة التدخل فى المجال العام بدون اختصاص.
وأشاد هويدي، بقرار المهندس "شريف إسماعيل" رئيس مجلس الوزراء الأخير، بمنع وضع أى تماثيل فى الميادين إلا بالرجوع إلى وزارتى الثقافة والآثار، مؤكدًا أنه على الرغم من ذلك القرار لا يُعد كافيًا، ولابد من تغليظ العقوبة، ومحاسبة المقصرين، مشيًرا إلى أن الجانب البصرى فى حياة الشعب المصرى ينال قدرًا كبيرًا جدًا من الإهمال، حيث اعتاد المصريون على القبح، وانعدمت لديهم النظرة الجمالية بسبب تلك المهازل، مُضيفًا أن ثقافة الوعى من أهم الأشياء التى يمكن أن نعالج بها مثل هذه الظواهر البغيضة. 


صورة مخزية أمام العالم
طالب الدكتور صلاح المليجي، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، ورئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق، بضرورة وجود لجنة من نقابة الفنانين التشكيليين وقطاع الفنون التشكيلية، تضم فى تشكيلها خبراء على مستوى عالٍ من الخبرة والدراية الفنية، من أجل اختيار مجموعة من النحاتين المتميزين فى صنع التماثيل التى توضع فى الميادين العامة لضمان الحفاظ على شكلها الجمالي، على أن تقوم اللجنة المُشكّلة بإعداد مسابقات بين النحاتين المُختارين لتحديد أفضل تمثال ووضعه فى الميادين العامة. وأضاف المليجي، فى تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، على ضرورة أن يساهم الفنان بالعمل فى التمثال بشكل محدد على أن تقوم الدولة بالمساهمة فى تحمل باقى النفقات، على أن تتحمّل المحافظة التى يتم وضع التمثال فى حيزها بالنفقات الخاصة بالمواد الخامة اللازمة لإعداد التمثال، مؤكدًا أن دور قطاع الفنون التشكيلية مهم للغاية فى تنظيم هذه العملية، وأيضًا الهيئة العامة لقصور الثقافة والمحافظات والمحليات أيضًا.
وأكد المليجي أن وزير الثقافة الحالى مُطالب بتوجيه خطاب رسمى لكل المحافظين، يقضى بعدم التعامل مع أى شخص لا ينتمى لقطاع الفنون التشكيلية، ودون موافقة الوزارة، مؤكدًا أنه لا يجوز أن تبقى الأمور بهذه العشوائية المُذرية.
وأشار المليجى إلى أن المؤسسات المسئولة فى مصر تفتقد لفكرة ثقافة الوعي، مطالبًا جميع الهيئات والمؤسسات، سواء أهلية أو حكومية، بضرورة أن تسعى لإظهار مصر بصورة حضارية، مشددًا على ضرورة أن تكون هناك محاكمة عاجلة لرؤساء المدن والأحياء على الإهمال الشديد فى المحافظات وتشويه الصورة الجمالية للشوارع والميادين، قائلًا: لا أعرف ما وظيفة رؤساء الأحياء الجالسين على مكاتبهم!.
وأكد المليجي أن هناك تقصيرًا كبيرًا من الدولة فى مواجهة مثل هذه الأزمات، علاوة على السلوك العام للشعب المصري، والذى يُعد من أهم الأسباب الرئيسية أيضًا لتشويه صورة مصر، قائلًا: "لا بد أن نتخلص من الأمراض الموجودة فى الشارع أولًا"، مشيرًا إلى أن الصورة والذوق العام فى مصر فى تراجع مستمر، والصورة العامة تسوء يومًا بعد يوم أمام العالم الخارجي، قائلًا: لو كل مسئول يقوم بدوره بأمانة لتوقفت هذه المهازل.


تحطيم تمثال رمسيس استهانة بتراثنا
كما أكد الفنان التشكيلى صلاح عنانى، على تفشى حالة من الانخفاض فى الذوق العام لدى الشعب المصري، والتى زادت بشكل كبير فى الآونة الأخيرة "على حد وصفه"، مضيفًا: "إزاى مصر هى اللى اخترعت التماثيل ويكون دا حالنا فى الآخر".
وأضاف عنانى، خلال تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنه يمكن الاستعانة بكل المحافظات من تماثيل فرعونية، فنحن نمتلك أكبر كمية تماثيل فرعونية، فلماذا لا تتم الاستعانة بها فى الميادين العامة بالشكل الحضاري، مشيرًا إلى أن التمثال يمثل صورة مصر على المستوى العالمى، وليس المحلى فقط.
وأكد عنانى أن الفراعنة قاموا بنحت مثل هذه التماثيل لإرسال صورة للعالم فى الخارج بأن لدينا حضارة عريقة، مضيفًا أن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى قام بتكسير تمثال رمسيس ووضعه فى المخازن دون الاستفادة منه بشىء، قائلًا: "إحنا ليه بنستهين بتراث بلدنا للدرجة دي".
وأشار عنانى إلى أن ما يحدث فى ميادين مصر "ابتلاء"، قائلًا: "مش كل واحد لسه متخرج يروح يعمل تمثال، حافظوا على الذوق العام وخلى الشغل دا لمتخصصين،.
أبرز هذه الأعمال التى تركت أثرًا سيئًا فى نفوس رجل الشارع المصرى والمتخصصين فى أعمال النحت، وأساتذة الفنون التشكيلية الذين عبّروا عن أسفهم لوجود مثل هذه الأعمال على أرض مصر فى القرن الواحد والعشرين، بعد أن كانت مصر رائدة النحت فى العالم منذ قدم التاريخ وعلى مر العصور.


          تمثال نفرتيتي

كان تمثال نفرتيتى المشوّه بمدخل مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، واحدًا من التماثيل التى أثارت حالة كبيرة من الجدل حول الحال الذى وصل إليه تجميل الميادين العامة، مما يمثل حالة من التردى الواضح فى الفنون والإبداع وتشويه كبير للحضارة المصرية التى برعت فى فنون النحت والرسم وانتهت الأزمة بإزالة التمثال ومحاسبة المسئولين عن ظهوره بهذه الصورة المسيئة.

مجسَّم الحصان

تأصيلًا لعراقة محافظة الشرقية وشهرتها بالخيول العربية الأصيلة، عرضت المحافظة مجسمًا لحصان بمدخل مدينة بلبيس، الذى تم تصميمه بشكل سيئ، لا يعبّر عن مدينة بلبيس العريقة ومحافظة الشرقية التى تعتبر المحافظة الأولى على مستوى الجمهورية، التى تشتهر بالخيل العربى الأصيل.

التمثال المجهول بجامعة المنصورة

تمثال مجهول بجامعة المنصورة، أثار حالة واسعة من الجدل، لعدم معرفة السبب من إنشائه، وما يرمز إليه، واعتبره البعض إنفاقًا لا طائل من ورائه، ولا يعبر عن أى مظهر جمالى أو حضاري، فيما قال البعض الآخر أنه لطائر الحكمة لدى قدماء المصريين.

تمثال نفرتيتى الثاني

تمثال نفرتيتى الثاني، وهو تمثال مشوَّه لرأس نفرتيتى، وضع بميدان التجنيد بمحافظة المنيا، وهو يعد التمثال الثانى المشوه لنفرتيتى بنفس المحافظة، بعد التمثال الأول الذى أثار أزمة كبيرة.

تمثال قطونيل 

شهدت مدينة الإسماعيلية تمثالًا آخر مشوَّهًا بمدخلها، أثار حالة من السخرية، وسماه العديد من المواطنين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى بـ«الإله قطونيل»، تهكمًا على حالة الفراغ الإبداعى والجمالى التى وصلت إليها ميادين مصر.

تمثال السيسى ومصر

فى يونيو عام ٢٠١٤، تداول النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى صورًا تظهر تمثالًا للرئيس عبدالفتاح السيسى فى ميدان التحرير، وبجانبه تمثال آخر لسيدة ترتدى زيًا أخضر اللون، فى إشارة إلى مصر. ووضع هذان التمثالان احتفالًا بتنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلا أن عدم التناسق بين طول تمثال الرئيس والسيدة التى تمثل مصر كان ما يعيبهما.


مجسَّم "البزازة"
فى سبتمبر عام ٢٠١٤، سخر رواد مواقع التواصل الاجتماعى من صورة لمجسم خرسانى موضوع فى مدخل مدينة بورسعيد الجنوبي، ووصفوه بأن ذاك بالبزازة، نظرًا للشكل غير المعروف للمجسَّم أو الهدف منه، كما أنه كان أقرب ما يكون من "البزازة".

تمثال عروس البحر
ومن التماثيل التى أثارت ردود أفعال متباينة بين الغضب والسخرية فى نوفمبر عام ٢٠١٥، ذلك التمثال بميدان عروس البحر بمدينة سفاجا، ووصفه العديد من المتابعين للحركة التشكيلية فى مصر بأنه يفتقد الشكل الجمالى لعروس البحر، وبلغت سخريتهم، لأنهم وصفوه بأنه يُشبه الراقصة الاستعراضية صافيناز.

تمثالا يوسف شاهين وسيد درويش
فى أغسطس عام ٢٠١٤، انتابت رواد محطة الرمل بالإسكندرية حالة من الغضب من وضع تمثالين ليوسف شاهين، وسيد درويش، ووصف رواد محطة الرمل، تلك التماثيل بأنها تماثيل غير معلومة وغير واضحة، وأنهم لم يعرفوا شخصية التمثال إلا بعد قراءة اللافتة التى تم وضعها أسفله.


تمثال محمد عبدالوهاب
فى فبراير الماضى أثارت أعمال تجديد تمثال الفنان الراحل محمد عبدالوهاب، بحى باب الشعرية، سخرية كبيرة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعى بسبب الألوان الغريبة والتصميم السيئ، التى تم اختيارها للتمثال، ووصفوه بأنه يشبه الرئيس السابق حسنى مبارك، وشبهه آخرون بالإعلامى عمرو أديب.


تمثال مصطفى كامل
فى مارس الماضي، أثار مجسم لتمثال للزعيم الراحل مصطفى كامل، عند مدخل قرية دنشواى بمركز الشهداء فى محافظة المنوفية، حالة كبيرة من السخرية، حيث يظهر فيه وهو يرتدى بالطو بنى اللون وبدلة وطربوشًا، ويشير بيديه إلى الأمام، ويعد التمثال بمثابة إهانة للزعيم الراحل، نظرًا لرداءة تصميمه وتنفيذه.


تمثال أحمد عرابى "الرجل الأخضر"
أثار تمثال الزعيم أحمد عرابى بمسقط رأسه، بقرية رزنة بالزقازيق، حالة من الغضب والسخرية لدى رواد مواقع التواصل بعد عملية الترميم التى شوهته من خلال دهانه باللون الأخضر، مما دفع المتابعين للسخرية مما قام به مسئولو الترميم، واصفين التمثال بالرجل الأخضر.


تمثال أم كلثوم بدون معالم
ومن المعالم الفنية المثيرة للسخرية، تمثال كوكب الشرق أم كلثوم، والمنصوب بمتحف أم كلثوم بالمنيل، وهو تمثال صغير الحجم، غير واضح المعالم، ولا يوجد به أى تعابير للوجه، ولكنه يشير إلى أنه للسيدة أم كلثوم، ونصب التمثال فى مدخل المتحف، إلا أنه أصبح محل سخرية لكل من يزور المتحف، ليقف منحنيًا يلتقط الصور بجواره تاركًا بعض التعليقات الساخرة على حجم التمثال ومعالمه غير الواضحة.
هذه الأعمال ينطبق عليها المثل القائل: «جه يكحلها.. عماها».. أرادوا تزيين الميادين بالتماثيل، فظهرت نماذج لا علاقة لها بفن النحت، دون أن يدرى القائمون عليها أنها تسيء إلى سُمعة مصر الفنية، وميادينها المختلفة، وأثارت هذه الظاهرة ضجة كبيرة فى الفترة الأخيرة فى الشارع المصري، الذى بدا ساخطًا على المسئولين عنها، مما جعل البعض يظن أنها متعمدة بقصد الإساءة إلى تاريخ مصر ومعالمها الأثرية، خاصةً أن مصر تُعد مركز الإبداع للأعمال الفنية منذ عصر الفراعنة وحتى زمن قريب، ولعل ما ميز مصر وحضارتها عن مختلف بلدان العالم، ما تركه لنا الأجداد من أعمال نحتية تتزين بها ميادين مصر والعالم، مثل تماثيل الملوك والنبلاء من قدماء المصريين، وكذا المسلات الفرعونية.