المسرح مات وأطالب الدولة بالتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
نقابة المهن التمثيلية لم تتركنى.. وأشرف زكى نقيب بدرجة إنسان
أكد أن أحسن واحد استطاع أن يقلده هو عادل إمام ويكفيه فخرا أنه الوحيد فى مصر الذى يستطيع إضحاك الزعيم، مشيرا إلى أن نقابة المهن التمثيلية تحملت تكاليف علاجه وأن أشرف زكى نقيب بدرجة إنسان. كما أن المسرح مات والدراما تفتقد المؤلف والسينما تشهد انتعاشة حقيقية ويستعد لتجسيد شخصية الفريق سامى عنان فى عمل سينمائى ضخم من تأليف وحيد حامد.
إنه النجم مظهر أبوالنجا صاحب أشهر عبارة «يا حلاوة» التى كانت بمثابة تأشيرة دخوله لكل البيوت وساهمت فى صنع اسمه حيث تحدث لـ«البوابة» فى العديد من القضايا الفنية، فإلى تفاصيل الحوار معه:
■ تعرضت لوعكة صحية شديدة خلال الأيام الماضية أجبرتك على أخذ إجازة ٢٠ يومًا من التصوير، ماذا عن صحتك الآن؟
- أعانى من الأنيميا والإجهاد والإرهاق، ونصحنى الأطباء بالراحة التامة خلال هذه الأيام حتى تتحسن صحتى، لذلك أخذت إجازة ٢٠ يوما من التصوير وأمكث حاليا فى الإسكندرية لقضاء فترة نقاهة والحمد لله أصبحت أفضل، ومن المقرر أن أعود لتصوير مشاهدى فى مسلسل الضاهر إخراج ياسر زايد وبطولة النجم محمد فؤاد خلال الأيام المقبلة.
■ ما الدور الذى قامت به نقابة المهن التمثيلية لمتابعة حالتك الصحية؟
- النقابة لم تتركنى وتحملت مسئولية علاجى كاملة، وأنا بحب أشرف زكى نقيب الممثلين لأن الإنسانيات لديه عالية ويحظى بأصدقاء مستثمرين ورجال أعمال ويتحدث معهم ويستطيع أن يجلب دعما للنقابة وللممثلين، رغم أنه المفروض أن يلجأ للنجوم الذين يتقاضون الملايين من أجل الوقوف بجانب زملائهم المرضى وغير القادرين على العمل.
وأقترح أن يترك كل نجم من النجوم الذين يحصلون على أجور كبيرة مبلغ مليونى جنيه وديعة تظل باسم النجم أو النجمة على أن يترك أرباح هذه الوديعة للنقابة لدعم الفنانين الذين يجلسون فى منازلهم دون عمل بسبب مرضهم.
■ بماذا تشارك من أعمال خلال الماراثون الدرامى الرمضانى المقبل؟
- أجسد دورا مهما فى مسلسل «الضاهر» وهو «معلم الحارة» الذى يتمتع بالوطنية ويحمى أهل حارته الضعفاء من جبروت الأقوياء والعمل من كتابة تامر عبدالمنعم وبطولة محمد فؤاد وعدد كبير من الفنانين منهم حسن يوسف، رغدة، علاء زينهم، أميرة هانى، مادلين طبر، سميرة محسن، وصبرى عبدالمنعم، إخراج ياسر زايد. كما أظهر كضيف شرف مع محمد هنيدى فى مسلسل «عنتر ابن ابن ابن شداد».
■ ظهورك كضيف شرف يعنى أنك تؤمن بنظرية الكيف وليس الكم حتى ولو كان لمشهد واحد؟
- لست ممن يهتمون بكثرة المشاهد، ولكن المهم أن الدور «يعلم مع الناس» حتى لو كلمة واحدة، فمثلا عبارة «يا حلاوة» عاشت مع الجمهور ما يقرب من ٤٠ سنة ولقد قبلت أن أظهر مع النجم محمد هنيدى لأن الدور بسيط وظريف وبقول فيه أربع جمل فقط، لكن أشعر أن تلك الجمل كتبت لى أنا وفيها لون ورائحة مظهر أبوالنجا فالفنان لا يقاس بكم أعماله.
■ بمناسبة عبارة «يا حلاوة» ممكن نعرف إيه حكايتها؟
- هذه الجملة هى «وش السعد» على وكانت بمثابة تأشيرة دخول لى لكل البيوت العربية وساهمت فى صنع اسم مظهر أبوالنجا وقلتها لأول مرة فى فيلم «شياطين إلى الأبد» مع عادل إمام وناهد شريف وصفاء أبوالسعود بداية السبعينيات حيث اقترح على مخرج الفيلم محمود فريد أن يكون لى «لازمة»، وخيرنى بين أن أقول «يا خرابى» أو «يامه» أو «يا لهوى» أو «يا حلاوة» فاخترت الأخيرة ورددتها بالفعل داخل أحداث الفيلم وبعد العرض، الناس خرجت من دور السينما تقول «يا حلاوة» وهذه الكلمة استمرت حتى الآن أكثر من ٤٠ سنة.
■ حدثنا عن علاقتك بالزعيم خاصة أنك قدمت معه عددا من الأفلام التى ساهمت فى شهرتك؟
- عادل إمام عِشرة عمر وشاركته فى ١٠ أفلام منذ السبعينيات منها «شياطين إلى الأبد واحنا بتوع الأتوبيس ورجب فوق صفيح ساخن» وغيرها وهو أذكى فنان رأيته فى حياتى، وأحسن واحد قلدنى هو عادل إمام ويكفينى فخرا أننى الوحيد فى مصر الذى يستطيع إضحاكه فهو لمن لا يعرفه لا يضحك على شيء بسهولة، وأذكر مرة أننى كنت قد ذهبت وزوجتى إلى مسرحه لمشاهدة مسرحية «بودى جارد» وقد أرسل لى يدعونى لحجرته بعد المسرحية وجلست معه وكانت معنا زوجتى وفوجئت به يضحك معى ويقلدنى ويقول: «يا حلاوة» وعندما هممنا بالانصراف قال لى «يا مظهر أنا عاوز أضحك مفيش حد بيضحكنى».. فقمت بأداء مشاهد كوميدية لى بعدد من المسرحيات التى لم يشاهدها، ثم ذكرته ببعض المواقف القديمة فما كان منه إلا أن وقع على الأرض ودمعت عيناه من الضحك ومنحنى شرف أن أكون الوحيد فى مصر القادر على إضحاكه كما يضحك هو الملايين.
وأضاف أبوالنجا: أحب أوجه كلمة لمن يهاجمون الزعيم على أجره بأنهم عليهم الإتيان بنجم مثله استطاع أن يحافظ على نجاحه ومتربع على عرش النجومية لمدة ٥٠ عاما وهذا النجاح لم يأت من فراغ فقد تعب كثيرا واجتهد ويعد واجهة مشرفة لجميع الفنانين المصريين والعرب.
■ قدمت إعلانا على عدد من القنوات الفضائية لمنتج تخسيس والبعض يرى أن استغلال الفنانين فى الإعلانات يفقدهم حب وثقة الجمهور فما تعليقك؟
- حينما قدمت إعلانا عن أحد المنتجات التى تساعد على التخسيس لم أنطق باسم المنتج أو رقم التليفون، ورفضت ذكرهما واشترطت ذلك حتى يقوم الناس بتجربته ووافقت على ظهورى بقول جملتين وهما «إحنا هنسافر تايلاند.. يا حلاوة»، وعرضت علي من قبل إحدى الشركات المنتجة للشيكولاتة أن أقدم إعلانا لها فطلبت ٢٥ علبة ووزعتها على أهلى وأصدقائى وجيرانى وطلبت منهم إبلاغى بالحقيقة هل المنتج جيد أم سيئ، فجاء ردهم أنه منتج محترم فقدمت الإعلان ولم أتردد فالحرص مطلوب خاصة أن هناك ممثلين يروجون ويعلنون عن قرى سياحية وحينما يذهب المواطن لرؤيتها يجدونها صحراء فلا بد من المصداقية.
■ كيف ترى حال المسرح والسينما والدراما الآن؟
- المسرح مات ولا بد من استعادته لجمهوره الذى أصبح فى حالة إحجام عن الذهاب إليه نظرا لارتفاع قيمة التذاكر التى بلغت حدا أصبح لا يسمح إلا لطبقات معينة بدخوله، فخفض قيمة التذكرة إلى خمسة جنيهات كحد أدنى، وعشرين جنيها كحد أقصى يؤدى لزيادة عدد رواد المسرح وتوحيد أسعار المشروبات فى البوفيهات داخل المسارح والابتعاد عن الأسعار السياحية لتشجيع الجمهور، الأهم من ذلك البحث عن النص الجيد والاستعانة بنجوم الكوميديا الكبار فرواية «ألف ليلة وليلة» ليحيى الفخرانى كان لها جمهور وحققت إيرادات.
■ ماذا عن السينما؟
- السينما الآن تشهد انتعاشة وأشارك فى عمل ضخم من تأليف وحيد حامد وإنتاج كامل أبوعلى وأحمد أبوهشيمة وأجسد فيه دور الفريق سامى عنان ويقوم النجم أحمد السقا بتجسيد دور المشير عبدالفتاح السيسى والفنان نبيل الحلفاوى يقدم شخصية المشير طنطاوى وأحمد رزق يقوم بدور الرئيس المعزول محمد مرسى وأحمد بدير يجسد إحدى الشخصيات الهامة فى جماعة الإخوان وشخصية سعد الكتاتنى يقدمها الفنان صلاح
عبدالله وكل شخصية من هذه الشخصيات تعيش وسطنا وتقدم باسمها ويراجع العمل المخابرات، وحينما عرض علي الدور وافقت دون أن أعرف اسم العمل حتى الآن.
■ وبالنسبة للدراما؟
- الدراما بعيد عنك مفتقدة المؤلف وللأسف أصبح الآن أى حد يقوم بعملية الإنتاج، زمان كان الفنانون حريصين على الأعمال، لذلك اتجهوا للإنتاج تعالى شوف أفلام الأبيض والأسود «قاعدين لها نشاهدها باستمرار وعايشة إلى الآن. وللأسف أصبح بتاع الكفتة هو اللى بينتج وفاتح مطعم وكل واحد أخذ مهنة التانى، ولكى نقدم عملا جيدا يجب أن تتوافر له كل العناصر المؤلف والممثل والمخرج الجيد، وقتها يكتب للعمل النجاح والاستمرار ولذلك أطالب الدولة بالإنتاج والتدخل لتنقذ ما يمكن إنقاذه.
