الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ترامب والجماعة الإرهابية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جماعة الإخوان المسلمين، فى تقديرى، ليست إرهابية فحسب، بل هى أم الإرهاب، والرحم الذى أنتج التأسلم السياسى العنيف منذ تأسيسها عام ١٩٢٨، ثم أفرزت بدورها فيما بعد جميع الحركات الإرهابية بلا استثناء، التى اتخذت من النصوص الإسلامية المقدسة مبررًا للعنف والإرهاب وتجنيد الإرهابيين.
الجماعة الأم، وكذلك بعض مفرزاتها، سبق أن استخدمتها المخابرات الأجنبية ابتداءً من الاستعمار الإنجليزى فى مصر لتنفيذ اغتيالات سياسية، كما استخدمها الرئيس الأمريكى ريجان فى الثمانينيات من القرن الماضى فى حرب أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتى. كذلك استخدمها الرئيس المصرى أنور السادات فى مواجهاته مع من يُسمون فى السبعينيات من القرن المنصرم «مراكز القوى» الاشتراكية. بمعنى أن تلك الجماعة كانت بمنزلة البندقية المعروضة للإيجار، من حملها على كتفه استعملها ضد مناوئيه. وتاريخهم منذ نشأتهم فى مصر، يؤكد أنها كانت آلية سياسية متأسلمة للعنف، تُسخر المفاهيم الإسلامية كالجهاد لتحقيق الأهداف السياسية؛ سواء لخدمة طموحاتهم السياسية، أو خدمة آخرين.
الرئيس دونالد ترامب، وكثير من أركان إدارته، صرحوا فى أكثر من موقف بأنهم ينوون تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية»، ومن المرجح أن يقوموا بالعمل على استصدار قانون من الكونجرس بهذا الخصوص، تمامًا مثلما حصل لمنظمة «حزب الله» الإرهابية فى لبنان. ويبدو أن جماعة الإخوان استشعرت مبكرًا الخطر، وبدأت كوادرها، خاصة فى أمريكا وأوروبا، فى التظاهر بالتبرؤ من جماعة الإخوان، ومن انتمائهم لها، حتى إذا ما صُنفت الجماعة أمريكيًا منظمة إرهابية، تظل لها أذرع تعمل فى الخفاء؛ ما يجعل تصنيفها كمنظمة إرهابية لن يؤتى أكله كما ينبغى.
وهذا صحيح إلى حد ما، لكنه ليس صحيحًا تمامًا؛ فمثلاً جرى تصنيف الجماعة فى مصر بلد المنشأ، وكذلك فى المملكة والإمارات، بهذا التصنيف، فأثّر عليها تأثيرًا عميقًا، وقيّد كثيرًا من قدراتها، خاصة قدرتها على التموّل والتمويل، كما أثر بشكل واضح وجلى على من يتعاطفون معها، وينافحون عن معتقداتها، فقد كان شكل وصفهم بالإرهاب رسميًا عقبة كأداء فى طريق انتشارها، لكنه لم يقضى عليها قضاء مبرمًا. وهذا ما سيتم على المستوى العالمى فيما لو تم تصنيفها كمنظمة إرهابية، حيث سيشل هذا التصنيف كثيرًا من قدراتها، ويضطر كثيرون للابتعاد عنها كى لا تلوثهم بالإرهاب؛ كما أن المصارف والبنوك العالمية ستعتذر أغلبها من التعامل معها، رغبة فى السلامة من العقوبات التى تفرضها الحكومة الأمريكية على المنظمات الإرهابية، مثلما حصل مع حزب الله فى لبنان. كما أن تصنيفها بالإرهاب سيُسوغ تصنيفها بذات التصنيف فى بريطانيا؛ وإذا ما سيطر اليمين، وبالذات اليمين المتطرف، على السلطة فى أوروبا، وخصوصًا فى فرنسا وألمانيا، فليس لدىّ شك فى أنهم سينضمون إلى أمريكا.
كل ما أريد أن أقوله هنا: إن فوز الرئيس ترامب بالرئاسة الأمريكية، وتعهده بالقضاء على محاضن من حوّل الإسلام من «دين» إلى «أيديولوجيا» سياسية عنيفة، يعنى أنه سيقضى على جماعة الإخوان حتمًا.
إلى اللقاء