رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رسالة «الاشتراكيين الأوروبيين» لـ«اليمين» والرئيس الأمريكي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قبل انعقاد قمة قادة الاتحاد الأوروبي في «لافاليتا»، عاصمة مالطا، التي ستستمر خلال يومي الثالث والرابع من شهر فبراير الجاري، بجدول أعمال، يتضمن مُكافحة النزوح الجماعي والهجرة، ومستقبل الاتحاد الأوروبي.

وسبق انعقاد القمة، اجتماع لقيادات الاشتراكيين الأوروبيين بمالطا، بدعوة من البلغاري «سيرجي ستانيشيف» رئيس حزب الاشتراكيين الأوروبيين، و«تجمع أحزاب الاشتراكية الديمقراطية والأحزاب الاشتراكية».

وشارك في هذا الاجتماع، الرئيس الفرنسي هولاند، ورئيس وزراء الدولة المضيفة الاشتراكي «جوزيف موسكات»، ورئيس وزراء البرتغال «أنطونيو كوستا»، ورئيس وزراء إيطاليا «باولو جيتيليوني»، ورئيس وزراء السويد «ستيفان ليوفين»، ورئيس وزراء اليونان «أليكسيس تسيبراس»، ورئيس كتلة الاشتراكيين بالبرلمان الأوروبي «جان بيتليه»، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي الإيطالية «فردريكا موجيني».

«الاجتماع» أرسل رسالة للرئيس الأمريكي «ترامب»، مَفادها عدم التسامح والتهاون إزاء خرقه للقيم الأوروبية، ومناداته بالعمل على احترام أبسط القواعد الإنسانية والديمقراطية.

المشاركون أصدروا بيانًا موجهًا لليمين الأوروبي، قبيل انعقاد القمة، عبروا فيه بشأن قضايا الهجرة واللجوء، بضرورة إغلاق الممرات المائية على البحر الأبيض المتوسط، والعمل على استقرار ليبيا، مع إنشاء قنوات آمنة للهجرة الشرعية نحو أوروبا، وضرورة العمل مع الدول الإفريقية، والتعاون معها، وبالتنسيق مع المفوضية العليا للاجئين، والمنظمات الإنسانية الدولية.

«البيان» انتقد بحدة احتكار اليمين الأوروبي، المُمثل في حزب الشعب الأوروبي، «تجمع أحزاب ووسط اليمين الأوروبي»، على مؤسسات صنع القرار في المجلس الأوروبي، كالبرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية، إذ وصف البيان بالنتائج الكارثية، التي حلت بأوروبا، جراء سياسات اليمين الليبرالي، من مستقبل مظلم، يواجه المواطنين الأوروبيين.

أيضًا طرح الاشتراكيون شعارات المرحلة، أمام الأحزاب الاشتراكية التي تخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية، كـ«السلام والتعاون والتضامن»، والتي تتمثل في «إيجاد فرص عمل»، بالمزيد من ضخ استثمارات، والأولوية الاجتماعية، فيما يتعلق بالمعاشات والمميزات الاجتماعية لأصحاب الدخول الصغيرة والمتوسطة، والتي هي ضد سياسات اليمين الهادفة للمزيد من الإفقار والتقشف.

«البيان» شدد أيضًا على ضرورة اتباع نهج مغاير، بشأن مستقبل الاتحاد الأوروبي، وعودة إلى استراتيجية السوق الأوروبية المشتركة منذ 60 عامًا، وبيانها الأول الصادر في روما، كما أكد على أن الاشتراكيين الأوروبيين لا يمكنهم السكوت على ما وصلت إليه أوروبا تحت سيطرة اليمين الليبرالي، منادين بتغيير جذري في كافة المنظومات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على قاعدة التضامن الاجتماعي.

كل ذلك كان له الأثر في بيان عاجل وسريع من قادة الاتحاد الأوروبي، وهم 28 دولة، المجتمعين حتى كتابة هذه السطور، في اتخاذ قرار بمحاصرة عمليات الهجرة، والنزوح عبر البحر الأبيض المتوسط، وبتقديم المساعدة للحكومة الليبية، المالية والدعم اللوجستي في حراسة الشواطئ المطلة على المتوسط، مع إنشاء معسكرات للنازحين على الأراضي الليبية، في المناطق الآمنة، بل توفير المساعدة لمن يرغب في العودة لموطنه الأصلي، إذ تقول الإحصائيات إن العام الماضي شهد غرق 4500 شخص، وإن عدد المهاجرين إلى الأراضي الإيطالية وصل أكثر من 180 ألف مهاجر ولاجئ.

هكذا يستعد «الاشتراكيون الأوروبيون» لمعركة مع «اليمين الليبرالي الأوروبي»، تحسبًا لصعود المدّ القومي للأحزاب اليمينية القومية والشعبوية، التي تتعاظم فرصها في انتخابات الرئاسة الفرنسية إبريل المقبل، وهولندا في مارس المقبل بالانتخابات البرلمانية، وبلغاريا في نهاية مارس، وكذلك إيطاليا وألمانيا بحلول فصل الخريف .