الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ألبانيا العظمي الكبرى.. علي الطريق!!.

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هل عاد عصر القوميات بديلا عن العولمة التى اخترعتها الليبرالية الجديدة منذ ربع قرن؟! أواخر العام الماضى فى خطاب له، ادعى أردوغان العثمانى بتركنة المناطق البلغارية، التى يقطن بها أبناء الأقلية البلغارية من أصول تركية.
بهذا يتملص العثمانى الجديد من اتفاقية سان ستيفانو الموقعة بين روسيا والإمبراطوارية العثمانية فى 3 مارس 1878 عقب انتصار روسيا.
العثمانيون احتلوا بلغاريا لمدة 5 قرون من عام 1396م. من السمات الرئيسية لمنطقة البلقان تموجها وتنوعها العرقى والثقافى بداخل كل دولة بلقانية.
تصدرت الأزمة السياسية المقدونية اهتمام الإعلام البلقانى والأوروبى، بل تعدتها للأطروحات فى التناول السياسى المتجدد لتشكيل ألبانيا الكبرى والعظمى على كافة مساحة الجزء الغربى من منطقة البلقان.
مقدونيا طيلة عامين مضيا فى عدم استقرار وأزمة سياسية، ففى ديسمبر الماضى أجريت الانتخابات البرلمانية بعد تأجيلها لمرات متعددة.
حاز فيها الحزب القومى المقدونى على 51 مقعدا من إجمالى عدد مقاعد البرلمان 120 مقعدا، بينما حصل منافسه الحزب الاشتراكى الديمقراطى على 49 مقعدا، والاتحاد الديمقراطى الألبانى على 10 مقاعد، بينما توزعت بقية المقاعد على أحزاب ألبانية صغيرة.
لم ينجح رئيس الوزراء المكلف دستوريا زعيم الحزب القومى المقدونى "نيكولا جريوفيسكى"، فى الموعد المحدد حتى 30 يناير الماضى بتشكيل الحكومة الائتلافية إثر فشل المفاوضات مع القوى السياسية الألبانية.
يليه دستوريا الحزب الاشتراكى الديمقراطى فى التكليف بمهمة تشكيل الحكومة، لكن ظروف نجاحه باتت ضعيفة للغاية، بل تبدو فى الأفق دوامة عدم الاستقرار وانتخابات أخرى جديدة! الثابت أن النخبة السياسية الألبانية قد فهمت أهمية دورها كلاعب توازن وأساسى فى تشكيل حكومات متعاقبة.
من هنا كانت أهمية الاجتماع لزعماء الأحزاب الألبانية المقدونية، بالعاصمة الألبانية تيرانا أوائل الشهر الماضى تحت رعاية رئيس الوزراء الألبانى الاشتراكى "ايدى راما" الذى شارف على وثيقة الاتفاق بين زعماء هذه الأحزاب بمطالبهم التى تمثلت فى جعل اللغة الألبانية لغة رسمية ثانية بمقدونيا، تغيير العلم والنشيد الوطنى ليضما مكونات عرقية بالبلاد، والأهم ضم الوفد الرسمى المقدونى عناصر ألبانية ضمن المفاوضات الأوروبية والدولية لتحديد اسم البلاد بعد الفيتو اليونانى الشهير.
وعودة للتاريخ، ففى عام 2001 بمدينة أوخريد اتفقت النخبتان الألبانية والمقدونية على استخدام اللغة الألبانية فقط بالنطاق المحلى مع رفع الأعلام الألبانية.
لكن سرعان ما تنصل الحزب القومى المقدونى إلى أن حدث الصدام والاقتتال العرقى بين الألبان فى أكبر مدينة لهم "كومونيفو" وبين قوات الأمن والجيش المقدوني.
من الشاهد أن النخبة السياسية الألبانية تسعى للحصول على المزيد من التنازلات من الأغلبية المقدونية الأصل وإلا فالصدام العرقى جاهز وتكرار لسيناريوهات ماضية.

محور التنازلات فى حكم ذاتى للمناطق الغربية التى تقع على حدود ألبانيا، وهى خطوة على طريق انفصال محتم والانضمام لجمهورية ألبانيا التى ستصبح بعد انضمام كوسوفا التى تأسست عام 2008 أيضا –غير المعترف بها من الأمم المتحدة على أثر الفيتو الروسى والمعارضة الصربية واليونانية- بكوسوفا فى مناهج الجغرافيا لطلاب المراحل الابتدائية والإعدادية قد تم ضم مناطق الجنوب الصربى الذي تقطن به أقلية ألبانية، كذلك الجزء الشرقى بجمهورية الجبل الأسود، والجزء الشمالى من اليونان، واضعو المنهج أطلقوا عليهم حدود ألبانيا العظمى!!