رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عملية الحزم الأطلسي بمنطقة البلقان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فوجئ الكثير من مراقبين ومحللين سياسيين وعسكريين بمنطقة البلقان، من اتساع رقعة دائرة مناورات حلف الناتو عملية "الحزم الأطلسي" بمنطقة البلقان والبحر الأسود، بعتاد مهولة لقوات برية وبحرية وجوية، وبأعداد ضخمة. 
وبدأ الحشد العسكري على مدار أسبوعين، حتى تم نقل وتوزيع أكثر من 3500 جندي أمريكي في أوروبا الشرقية وهي سابقة لم تحدث منذ عصر الحرب الباردة.
اللواء 7 مدرعات بقوات برية يتم نقله الآن من قاعدة "فورت كارسن "بولاية كولورادو، 87 دبابة ومدرعة، و44 آلية من طراز برادلي.
وتخطط واشنطن لإرسال 10 طائرات هليكوبتر مقاتلة من طراز "شينوك" و50 أخري من طراز "بلاك هوك" بتشكيلات تصل إلي 1800 من طيارين وأطقم ومساعدين، بالإضافة إلى 24 طائرة من طراز "أباتشي" بوحدة قوامها 400 وذلك من قاعدة "فورت بليس" .
هنا يكمن عنصر المفاجأة في التوقيت وأماكن الانتشار بمنطقة شرق أوروبا في محاولة لاستعراض عضلات حلف «الناتو»، لتعيد للأذهان عصر الحرب الباردة، في محاولة للتأثير على المنطقة بعد أن استطاع الدب الروسي فرض إرادته في الأزمة الأوكرانية، وتمكن من ضم شبه جزيرة القرم في 2014. 
الوضع في أوروبا الشرقية أجبر حلف الأطلسي وقتها لعقد قمة «ويلز» 2014، واتخذ قرارا بإجراء تلك المناورة لطمآنة الدول الأعضاء والحلفاء، في محاولة لإعادة توازن القوى مع روسيا. 
العام الماضي 2016، أيضا شهد مناورات بلقانية بمشاركة 31 ألف جندي في عملية "أناكوندا" بمشاركة 18 دولة و5 أخري من برنامج الشركة من أجل السلام، شارك فيها آلاف مدرعات، و150 طائرة مقاتلة، و122 سفينة حربية.
ونعود لعملية الحزم والتي اخترعت لتبرير بقاء الحلف في دول شرق أوروبا وابتزاز الدول الأعضاء برفع سقف الميزانية العسكرية لجيوشها الوطنية حتي نسبة 3% من إجمالي الناتج الوطني، مع زيادة الحصص المالية السنوية للاشتراك بميزانية الحلف.
عملية الحزم سبقها إنشاء عدة مراكز للقيادة بالشمال والجنوب والشرق والغرب الأوروبي مع نشر قوات تدخل سريع برومانيا، وبلغاريا، وأستونيا، وليتوانيا، وبولندا والتشيك للتنسيق بين الأفرع وقوات الدول الأعضاء المشاركة، بتكلفة مالية تصل إلى 3.4 مليار دولار مولت واشنطن منها 768 مليون دولار. 
الجنرال "بن هودجز" قائد القوات البرية الأمريكية في أوروبا أوضح أن مناورات العملية ستستمر حتي نهاية شهر سبتمبر من العام الجاري، بل ستشهد أيضا نشر وحدات في منطقة الشمال بدول بحر البلطيق، وبالشرق في رومانيا وبلغاريا، مع التشديد علي إجراء تدريبات خاصة للقوات العسكرية الرومانية والبلغارية في شهر يوليو المقبل بمشاركة 30 ألف جندي من 20 دولة، تشمل مناورات بحرية وجوية وبرية. 
وأشار هودجز، إلى أن العملية مخطط لها قبل عامين للرد علي التوغل الروسي في المنطقة، قبل تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة 22 يناير الجاري.
في الحقيقة، هذه العملية جوهرها عقيدة الحرب الباردة وترسيخ التمركز العسكري الأمريكي بالشرق الأوروبي، فقد تحركت أولي المناورات ببلغاريا والبحر الأسود شارك بها 5500 جندي أمريكي مع وحدات عسكرية من كل من بلغاريا، وأذربيجان، وغروزني، وبريطانيا، ومولدافيا وتركيا وأوكرانيا، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف التدريبات القتالية المشتركة بمنطقة شرق أوروبا والبلقان، في خرق عملي للاتفاقات الموقعة بين حلف الناتو وروسيا عام 1997.
فصقور البنتاجون والناتو لن يتخلوا بسهولة عن قعقعة سلاح ولا عن امتيازاتهم العسكرية في دول أوروبا الشرقية.
لنري ماذا تحمل الشهور القليلة القادمة .