الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"البوابة نيوز" تتجول في مشروعات التنمية في جنوب سيناء

مشروعات التنمية في
مشروعات التنمية في شمال سيناء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المحافظة تنفض غبار التهميش وتنضم إلى ركب «المدنية»
إنتاج 400 ألف طن بلح سنويًا وإنشاء منازل بدوية بديلة
الرحلة إلى جنوب سيناء بدأت من مدينة الإسماعيلية ومنها إلى نفق الشهيد أحمد حمدى حتى إن وصلنا إلى المحافظة وهناك وقع الاختيار على مدينة أبوزنيمة الشاهدة على مشروعات التنمية والتعمير ومن داخل مزرعة وادى تال شاهدنا مجتمع زراعى متكامل يعتمد على مصادر المياه المتاحة بالتجمع وتشتمل على استصلاح وزراعة مساحة مكشوفة بالرى بالتنقيط وصوب زراعية ومشاتل وأشجار مثمرة ونخيل وخزانات مياه ومزارع سمكية وثروة حيوانية وما يتبعها من خدمات آبار ومخازن ومدارس وملعب كرة خماسى ومنافذ توزيع منتجات ومولدات ومحولات كهرباء ومشغل بدوى وذلك لتدريب بدو سيناء على الأعمال والمهارات الحياتية المختلفة.
البركة فى المصريين
فى البداية يقول المهندس أحمد السيد ومدير التنسيق والتشغيل والصيانة بجهاز تعمير سيناء أن مشروع التنمية المتكاملة لأهالى سيناء هو أحد المشروعات الكبرى للجهاز التنفيذى لتعمير سيناء التابع للجهاز المركزى للتعمير بوزارة الإسكان والمرافق بتمويل وطنى كامل وبعقول وبسواعد المصريين، مضيفا أن الجهاز بدأ فى تنفيذ مشروع التنمية المتكاملة لأهالى سيناء من قاطنى الوديان وسفوح الجبال والذين يصعب إمدادهم بالاحتياجات الأساسية بهدف توطينهم فى مجتمعات عمرانية متكاملة وذلك بالتعاون الكامل فى الإعداد والتخطيط والتنسيق مع محافظى شمال وجنوب سيناء.
وأكد أن هذه التجمعات تضم العديد من الخدمات الأساسية المهمة واللازمة لتوطين سكان سيناء، مشيرا إلى أن الزراعة تتم بأحدث الأساليب الحديثة التى تتناسب مع طبيعة الأرض ومصدر المياه المتاحة وعلى خلفية اختيار أنسب الأماكن للتجمعات الأكثر احتياجا وربطها بالطرق والخدمات الأساسية مثل الإسكان والكهرباء وهى الهدف الرئيسى من أهداف تلك التجمعات. 
مزرعة وادى تال
من داخل مزرعة وادى تال شاهدنا أشجار الزيتون والنخيل التى اهتم الجهاز بتنفيذها نظرا لارتباطها التاريخى بأرض سيناء فقد تمت زراعة ٥٠٠ نخلة من النخل البرحى الذى ينتج أفضل أنواع البلح على مساحة ٥ أفدنة ويستطيع النخل إنتاج أكثر من ٤٠٠ طن سنويا ويقدر إنتاج النخلة الواحدة ٦ آلاف جنيه سنويا ويصل إجمالى إنتاج النخيل ٣٠٠ ألف جنيه سنويا. 
وأكد المهندس خالد شوقى، مدير عام مشروعات خليج السويس، أن عملية اختيار موقع المزرعة يتم بناء على عدة معايير أهمها صلاحية الموقع للزراعة والبعد عن مخرات السيول والقرب من تجمع سكنى لتوفير العمالة، حيث تتم الزراعة على مياه الأمطار.
وأكد أن العمل بالمزرعة بدأ فيها منذ ٣ سنوات على مساحة ٢٠ فدانا وتجرى توسعتها إلى ٣٣ فدانا ويعمل بها ٣٠ بدوى بجانب الأشراف الهندسى من جهاز تعمير سيناء وتوفير متخصصين فى كل المجالات وذلك لتعليم البدو أسلوب الزراعة الحديث.
وأشار شوقى إلى أن تجمع أبوزنيمة يضم العديد من الخدمات الأساسية واللازمة لتوطين سكان سيناء مضيفا أنه تم إنشاء مزرعة سمكية على أحدث الطرق العلمية الحديثة ومنها الطاقة الشمسية لتشغيل الطلمبات ويتم استغلالها كأحواض تخزين مياه استراتيجية فى حالة وجود عطل فى الآبار وتستخدم المياه فى رى المزرعة بعد إعادة تدويرها، مؤكدا أنه لا يوجد أى فاقد فى المياه كما تستغل أعلاف السمك بعد تحليلها كسماد للمزروعات، بما يحقق جودة المنتجات الزراعية.
وأضاف أن أعلاف الأسماك صناعة محلية لتسهيل نقلها إلى سيناء بشرط أن تكون مطابقة للمواصفات بنسبة ١٠٠٪ كما يتم توفير الكهرباء من خلال محطات شمسية تمت إقامتها داخل المزرعة. وقال مدير عام مشروعات خليج السويس إن تكلفة إنشاء مزرعة وادى تال لا تقل عن ٤ ملايين جنيه لكن الدراسات التى تمت قبل التنفيذ تؤكد أنه ستتم تغطية التكلفة فى غضون ٤ سنوات بنسبة ربحية تصل إلى ٢٥٪ من التكلفة.
إنتاج الأصواف واللحوم
وأضاف المهندس محمود عبدالرحيم، نائب منطقة تعمير جنوب سيناء أنه تم تجهيز مزرعة للأغنام ضمن مزرعة وادى تال تضم ٢٠ رأس من الأغنام من أنقى السلالات لإنتاج اللحوم والأصواف وهى من الأنشطة المهمة ومن تراث البدو الأصيل وتستهدف تلك المزرعة إنتاج ٥٠ رأس وتحقيق مكسب بنسبة ٢٥٪ سنويا، موضحا أنه يتم توفير أعلاف الأغنام من البرسيم الحجازى وبقايا الخضروات من إنتاج المزرعة كما يتم توفير طبيب بيطرى للإشراف على المزرعة.
وأكد أنه تمت زراعة «وادى تال» بنظام التحميل بمعنى تحميل شتلات الخضار مع شتلات الفاكهة للاستفادة من كمية إنتاج كبيرة على مساحة صغيرة كما استطاع جهاز تعمير سيناء إدخال زراعات جديدة على المجتمع السيناوى للاستفادة من العائد الاقتصادى وكذلك إمداد البدو بالخبرة حيث تخدم مزرعة وادى تال ما يقرب من ١٦٠ أسرة من قبيلة عرب السواعدة، حيث يتم حاليًا إنتاج الفلفل والخيار والطماطم والكابوتشى والباذنجان والكانتلوب وأشجار الزيتون والرمان والتين والنخيل البرحى والفاصوليا والقرنبيط والفول البلدى، هذا بالإضافة إلى إنتاج الأسماك من البورى والبلطى والأغنام، ويتم توزيع تلك المنتجات مجانا على المواطنين هناك ويتم بيع الجزء الآخر خارج سيناء بتخفيض يصل إلى ٤٠٪ ليعود ربحه لأهالى سيناء فى صورة خدمات.
«عبدالرحيم» أكد الانتهاء من تصميم ٤ منافذ بيع لإنتاج المزرعة وجار إنشاء ٤ آخرين على الطراز السيناوى ومن المخطط إنشاء مفرخات للأسماك ومزرعة دواجن وتوفير ثلاجات لحفظ إنتاج المزرعة، إضافة لتجهيز منحل عسل ومصنع لعصر الزيتون.
ولم يتجاهل جهاز تعمير سيناء الشباب فقد قام بإنشاء ملعب خماسى لكرة القدم بجوار مركز الشباب والرياضة بمدينة أبوزنيمة، بتكلفة ٢٥٠ ألف جنيه.
كما أنشأ الجهاز ٣٠ منزلا ريفيا يتكون كل منزل من غرفتين وصالة ومضيفة للرجال ومضيفة للنساء ومطبخ وحمام على مساحة ١٣٠ مترا ويتم توفيره للأسر البدوية بشروط ميسرة، وتكلفت تلك المنازل ٤.٥ مليون جنيه.
فى ضيافة أسرة بدوية 
بدون أى ترتيب طرقنا باب أحد المنازل البدوية ليتسنى لنا أن نعيش لحظات فى ضيافة أسرة سيناوية ونستمع كيف تغير بهم الحال بعد الاستفادة من مشروعات التنمية والتعمير وكان لقاؤنا مع عودة سالم رب الأسرة التى تتكون من زوجته و٤ أطفال فى مراحل سنية مختلفة ويقول أنا مزارع ولم أخرج من سيناء منذ ولادتى واعتدت على ظروف الحياة هنا لكنى كنت أعانى وأسرتى من الحياة البدائية خاصة فى ظل التطور بباقى محافظات مصر وكان أهالى سيناء فى عهد مبارك يستشعرون وكأنهم مواطنين درجة عشرة، بعدما اعتادت الحكومات السابقة على تهميشنا.
وأضاف كنت زعيش سابقا فى بيت سيناوى بسيط بدون سقف ولا كهرباء ولا ماء وسط صحراء جرداء ننتظر موسم المطر لنعيش عليه ومنه لكن الآن الحمد لله، استطاعت الدولة استعادة سيناء من قبضة الإرهاب بمشروعات التعمير وعلى أهل سيناء مشاركة الدولة فى القضاء على الإرهاب وعلى الدولة تأمينهم فكفى قيود على المصريين الذين حاولوا التعمير ليكونوا خط الدفاع الحقيقى عن سيناء فالمجتمع العمرانى دائما حائط صد ضد عناصر الشر والإرهاب.
ويضيف حمدان مغنم، كنا نعانى من عدم توفير الكهرباء منذ ٤٠ سنة وفى شهور قليلة قام جهاز تعمير سيناء بتوفير كل احتياجات المدينة من الكهرباء، كما وفر لنا حياة كريمة فلأول مرة نشوف الزرع وكنا نعيش فى جفاف دائم.
وعلى بعد ١٥ كيلو تقريبا تم تجهيز مشغل بدوى للفتيات، حيث تقول حميدة مدخن، مشرفة المشغل إن الجهاز يقوم بالاتفاق مع متخصصين من كلية الفنون التطبيقية واختيار مجموعة من البدويات الراغبات فى التدريب وتعلم الحرف البدوية يتم تدريبهن على أعمال الحياكة والتطريز وأعمال الخياطة والتريكو وشغل الخرز والكليم وذلك بمقابل مادى لتحفيزهن على التعلم، وتحصل المتدربات فى نهاية الدورة على شهادة اجتياز الدورة وتقوم المتدربات بعد ذلك بتدريب العديد من الفتيات البدويات بأنفسهن، كما يتم الاهتمام بمحو الأمية للمتدربات من خلال تنظيم دورات لمحو الأمية بالتنسيق مع الإدارة العامة لمحو الأمية بحافز مادى للمشاركين.