الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

علي التركي يكتب: سعيد شعيب.. رائد الصحافة الإلكترونية

الصحفي علي التركي
الصحفي علي التركي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كم هي قاسية صاحبة الجلالة! تُعطي المجد لمن لا يستحق، وتنزعه عن من يستحق، فمفهوم «العدالة الناجزة» غير موجود في الصحافة المصرية، التي تأثرت هي الأخرى بحالة «العفن» الذي استشرى داخل المجتمع. 
فالنجاح الحقيقي في هذا العالم العربي الصغير مستحيل أن يأتي للأكْفاء دون معاناة مليئة بالتفاصيل المأساوية، أو بالهروب من هذا المستنقع لعالم أفضل يقيم العدالة، وينحاز للمعرفة والكفاءة، ويرسخ مبدأ تكافؤ الفرص، ويُعلِي من شأن المبدعين ويمنحهم حقهم. 
هل نستسلم لهذا الواقع القميء أم علينا التصدي له بكل قوة؟
لا وألف لا، سنقاوم ونصمد، ونبذل الغالي والنفيس من أجل إقرار العدالة في عالم يعبد الفساد والنفاق، هكذا نفعل ولو بكلمة قد لا يقرأ أحد وقد تصبح مادة أرشيفية تؤرخ لعظيم ينضم لقائمة مطولة من مبدعي مهنة الصحافة.
إنه سعيد شعيب، رائد الصحافة الإلكترونية في مصر، وأحد أهم صناعها وأكثر المؤثرين في تطورها، ومن أجله نكتب تلك الكلمات فلا نريد أن يهضم حقه في هذه المهنة مثلما حدث مع «كريم ثابت» رائد الأحاديث الصحفية ومحاور العظماء، أو ننتظر ليأتي باحث ليعطيه حقه.
لم يكن سعيد شعيب، مجرد صانع ماهر للمواقع الإخبارية في مصر، لكنه الوحيد الذي أحدث نقلة حقيقية في تلك الوسيلة الإعلامية المرعبة، وجعل منها أداة سهلة الاستخدام. 
تستطيع بسهولة أن تشتم روح سعيد شعيب في أي موقع إخباري وإن لم يعمل به، فأفكاره انتشرت كالنار في الهشيم من موقع إلى آخر، ويمكنك أن تسمع مصطلحاته يرددها الصحفيون دون أن يعرفوا من صاحبها. 
المواقع الإخبارية قبل سعيد شعيب، كانت مجرد أداة وظيفية تُستخدم لعرض المحتوى الصحفي مجرد «فاترينة» لسلعة «قبيحة ومعقدة» لا شكل ولا جودة ولا جمهور، مجرد وسيلة لعرض الرسالة الإعلامية يتركها الصحفي ويسرع بعيدًا عنها مثلما كان يفعل في الصحافة الورقية. 
لكن سعيد شعيب استطاع أن يبتكر نظامًا قادرًا على استغلال كل إمكانيات الصحافة الإلكترونية من سمات ووسائط متعددة تضمن «نصوص ورموز ودلالات صوتية ومرئية» والارتقاء بها لتلبية احتياجات المتلقي البصرية والسمعية وحقه في الحصول على المعلومات الصحيحة في أسرع وقت ممكن ليخلق التأثير والإقناع. 
«العشوائية» مصطلح لم يعرفه سعيد شعيب، فكل شيء لديه بميزان يحدد المكاسب والخسائر والمخاطر، حتى التفاصيل الدقيقة تمر بدورة كاملة وفقا لمخطط واضح المعالم يعتمد على «تحديد الأهداف والجمهور، وجمع الخلفية، وتصميم الاستراتيجيات» وينتهي بوضع خطة عمل مرنة تتجاوز العقبات، وبيان يوضح طريقة التنفيذ والخطط البديلة. 
النهضة التي حققها سعيد شعيب في الصحافة الإلكترونية غيرت مسار صناعة المواقع الإخبارية، التي شملت «التصميم، والإدارة والتحرير، والتسويق» وجعلت منها وسيلة قادرة على التأثير والإقناع وتغيير اتجاهات الزوار سنرصدها في مقالات لاحقة، في محاولة لاستقراء ما أنجزه في تلك الجوانب، وتوضح لماذا يستحق لقب رائد الصحافة الإلكترونية في مصر. 
وقد يأتي يوم أروي مشاعر كامنة في أعماقي تجاه شخص لم يسعفني القدر لأحتفظ بعلاقات إنسانية قوية، واقتصرت على المهنة ومشاكلها وآليات تطويرها، نتبادل الحديث سويًا عن صناعة نريد لها الرخاء والازدهار.
ورسالة إلى سعيد شعيب: لن أكون مثل القطط تطعمها الخير فتنكره، أو تلميذًا عاقًّا، قد لا أراك وأنت تقرأ ما أكتبه لكني أعرف ما ستقوله.. وأعلم أننا تقابلنا وقد أصبحت قادرًا على منازلة الكبار.. لكنك وحدك تستحق لقب «الأستاذ». 
«تطلق قنابل المدح والإطراء على مقالاتي فتصعد بروحي إلى السماء، وتوجه الانتقادات اللاذعة صوب شطحاتي وتلتقطني قبل أن يصطدم رأسي بالأرض فتتهشم، فكنت كالنخلة الشامخة تُعطي بلا حدود».
«أخاطبك بالألقاب فترد بالصداقة، ألجأ إليك تائهًا فتضيء لي الطريق، تشاركني مستقبلي وأحلامي وتمنحني وقتك.. أتحدث فتنصت، أقاطعك فتعفو عن هفواتي، تتحمل لساني السليط وتهدئ من روعي». 
وأخيرًا: أتمنى لك الشفاء العاجل، وأشتاق إلى لقاء قريب بالقاهرة، وسلامًا على كل تلميذ كان نجيبًا فأعطى أستاذه حقه، وأعاد الفضل لأصحابه. 
علي التركي
مدير تحرير «البوابة نيوز»
للتواصل 
Ali_Turkey2005@Yahoo.com