الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

مصر في عامين| المحاكم.. سلسلة من الأحداث القضائية الساخنة.. و"العدالة البطيئة"

«زلة لسان» تطيح بـ«الزند» ومحفوظ من كرسى الوزارة

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدار العامين الماضيين، شهد سلك القضاء تغييرات كثيرة، أهمها عزل وزيرى عدل هما المستشار محفوظ صابر وأحمد الزند فى واقعتين شهيرتين بسبب تصريح صحفى لكل منهما، إضافة إلى واقعة اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، وإجراءات جهاز الكسب غير المشروع بشأن التحقيقات التى تمت فى قضايا مبارك ورموز عصره، كما كانت أروقة المحاكم شاهدة على العديد من المحاكمات الهامة، أهمها تلك الخاصة بمصرية جزيرتى «تيران وصنافير»، والعديد من قضايا الخلايا الإرهابية والتنظيمات التكفيرية، وقضايا قيادات جماعة الإخوان الإرهابية وقضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجيني.
«هشام بركات»
لعل أشهر ما حدث خلال العامين الماضيين ما كشفه المستشار تامر الفرجانى، المحامى العام الأول فى قضية اغتيال الشهيد الراحل هشام بركات، وأن أبا عمر، ضابط مخابرات الحركة، وأبا عبد الله، القيادى بحركة «حماس»، قاما بتأهيل وتدريب عناصر داخل قطاع غزة، ومتابعة نشاطها لتنفيذ العملية، التى تم على إثرها فى مايو الماضى إحالة ٦٧ متهمًا فى واقعة اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، إلى محكمة الجنايات لمحاكمتهم، وأخيرًا الكشف عن تفاصيل التحقيقات مع أخطر خلية إرهابية ضمت ٢٩٢ متهما خططوا على مدار سنتين لاغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء أدائه العمرة بمكة المكرمة، وكذلك استهداف الأمير محمد بن نايف ولى العهد السعودى وعدد من الشخصيات الأمنية والعسكرية.
«جوليو ريجينى»
لم تشهد الساحة السياسية صخبا مثلما لاقته قضية مقتل الشاب الإيطالى «جوليو ريجينى»، فقد أثارت هذه القضية أزمة سياسية وإعلامية بين مصر وإيطاليا، وامتدت آثارها إلى قطاع السياحة وغيرها من المجالات الاقتصادية، إذ أشعلت مواقع التواصل الاجتماعى الموقف من خلال التركيز على اتهام وزارة الداخلية بالتورط فى قتل الشاب الإيطالى، وقد استبعدت النيابة سبب الشذوذ الجنسى وحادث السير، بعدما تم نفيهما من تقرير الطب الشرعى، وأن أركان الجريمة الجنائية متوافرة فى القضية، فضلًا عن عدم التقاط أى كاميرات مراقبة لوقائع المشاجرة. 
إعدام حبارة المؤجل
أحد أهم وأخطر القضايا التى شهدتها ساحات المحاكم المصرية تلك الخاصة بمحاكمة الإرهابى عادل حبارة و٦ آخرين فى القضية المعروفة إعلاميا بقضية «مذبحة رفح الثانية»، وذلك أنه رغم صدور ثلاثة أحكام بالإعدام بحق المتهمين، واعتراف المتهم على نفسه علنا أمام القاضى والإعلام بارتكاب الواقعة، وتهديد المحكمة بالقتل، فإن حكم الإعدام لم يتم تنفيذه حتى الآن، وهو ما أثار الكثير من علامات الاستفهام حول مبدأ العدالة الناجزة، فى ضوء المقولة الشهيرة «العدالة البطيئة نوع من الظلم». 
وكانت محكمة جنايات الجيزة قضت بالإعدام شنقا على عادل حبارة و٦ آخرين فى القضية، كما قضت بالمؤبد على ٣ متهمين، والسجن المشدد ١٥ عاما على ٢٢ متهما وبراءة ٣ آخرين.
الكسب غير المشروع
فتح جهاز «الكسب غير المشروع» فى عهد المستشارين يوسف عثمان والمستشار عادل السعيد الرئيس الحالى للجهاز، باب التصالح مع رموز النظام السابق، وتلقى منذ فبراير الماضى وحتى الآن ٢٥ طلبًا للتصالح وتسديد المبالغ المالية، مع الغرامة المماثلة التى حددها قانون الجهاز، وذلك إثر الدعوة التى أطلقها أحمد الزند، وزير العدل السابق، وقام بها رجل الأعمال حسين سالم مع الجهاز نظير التنازل عن ٢١ أصلًا من الأصول المملوكة لهم لصالح الدولة المصرية بقيمة ٥ مليارات و٣٤١ مليونا و٨٥٠ ألفا و٥٠ جنيهًا، والتى تمثل ٧٥٪ من إجمالى ممتلكاتهم داخل مصر وخارجها، كما تم تحصيل مستحقات الدولة نتاج التصالح مع رجال الأعمال وفقًا للمادة ١٨ مكرر من قانون الإجراءات الجنائية، التى بلغت ما يقارب ٧٠٠ مليون جنيه.
مرسى وبديع
كان نصيب الأسد فى الأحكام القضائية للرئيس المعزول محمد مرسى ولمحمد بديع على مدار السنتين الماضيتين، حيث حصل مرسى على ٨٥ سنة سجنا وحكم بالإعدام فى ٤ قضايا من بين ٥ قضايا يحاكم فيها، ففى ١٨ يونيو ٢٠١٦ حكم عليه بالسجن المؤبد فى قضية التخابر مع قطر، وكذلك حكم آخر بالسجن ١٥ سنة بتهمة تسريب مستندات الأمن القومى، وفى ٢١ إبريل ٢٠١٥ حكم عليه بالسجن ٢٠ سنة فى قضية أحداث الاتحادية، وفى ١٦ مايو ٢٠١٥، حكم عليه بالإعدام شنقًا لاتهامه بالتخطيط لاقتحام السجون والمنشآت الأمنية وقتل الضباط والمساجين أثناء ثورة ٢٥ يناير، و١٦ مايو ٢٠١٥ حكم عليه بالسجن المؤبد للتخابر مع حركة حماس والحرس الثورى الإيرانى، أما محمد بديع فقد حصل على المؤبد فى ٤ قضايا، ففى ٢٨ فبراير الماضى حصل على حكم بالمؤبد له ولنائبه خيرت الشاطر و١٢ آخرين من قيادات الجماعة فى قضية «أحداث مكتب الإرشاد»، مع تأييد الإعدام لأربعة متهمين آخرين، وفى «أحداث البحر الأعظم» تمت معاقبة بديع و١٤ من قيادات جماعة الإخوان بالسجن المؤبد وألزمتهم المصاريف، وفى ٣٠ إبريل ٢٠١٤ حكم عليه وعلى ٢١ آخرين بسنة مع الشغل بعد إدانتهم بإهانة القضاء خلال محاكمتهم مع الرئيس السابق محمد مرسى فى قضية «اقتحام السجون» عام ٢٠١١.
تيران وصنافير
أما عن قضية تيران وصنافير، فمن خلال الوثائق والأدلة التى استند إليها القضاء لبطلان التنازل عن تيران وصنافير للسعودية، ومنها مستندات وزارة الحربية والبحرية التى قامت بتوصيل قوة عسكرية لتيران وإنشاء محطة إشارات بحرية بالجزيرة ١٩٥٠، وكذلك وزارة المـالية التى قامت بعمل سجل «مسح لمصر» بأسماء الأماكن سنة ١٩٤٥، واتفاقية انسحاب إسرائيل من سيناء التى تضمنت الاتفاق بين البلدين على حق الملاحة والعبور الجوى عبر مضيق تيران، وبيان الداخلية الذى أكد على إنشاء نقطة شرطة مستديمة تتبع سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء تسمى نقطة شرطة جزيرة تيران، ويشمل اختصاصها الجزيرتين عام ١٩٨٢، وبيان من السياحة الذى اعتبر المنطقة من طابا شمالا حتى رأس محمد جنوبًا والجزر الواقعة داخل المياه الإقليمية منطقة سياحية ضمنها الجزيرتان عام ١٩٨٢.
٣ وزراء للعدل
وخلال العامين الماضيين تم تغيير ثلاثة وزراء فى منصب وزير العدل، بداية من المستشار محفوظ صابر، الذى تم عزله من منصبه بسبب حوار تليفزيونى صرح فيه بأن «ابن عامل النظافة لا يمكن له الالتحاق بالسلك القضائى، واستحالة اشتغال أبنائهم فى سلك القضاء لانحدارهم من أوساط فقيرة»، مما تسبب فى غضب عارم بين الشعب المصرى على مواقع التواصل الاجتماعى أدى لاستقالته، وتولى المنصب عقبه المستشار أحمد الزند، الذى ترك أيضًا المنصب بسبب زلة لسان فى إحدى اللقاءات التليفزيونية، ثم تولى بعده المنصب المستشار حسام عبد الرحيم.