الجمعة 14 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

هدى شعراوي في عيون نساء مصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لهدى شعراوي فضل في فتح باب للمرأة للمطالبة بحقوقها في المشاركة بجميع الأنشطة مجتمعية وسياسية، لكن هل صورة هدى شعرواي وما قدمته للمرأة تدركه سيدات مصر؟

وهنا تحدثنا عن هدى شعراوي مجموعة من سيدات مصر:

نفين عبيد، عضو مؤسسة المرأة الجديدة، ترى أن هدى شعراوي هي مسيرة نضال نسائية جبارة، في عهدها أخذنا الكثير من الحقوق الكاملة للمرأة، مثل المشاركة السياسية والمشاركة الاجتماعية، وغيرها من الحقوق التي كانت المرأة المصرية محرومه منها.

نحن الآن في زمن ضاعت فيه حقوق النساء، نحتاج أن نأخذ من هدى شعراوي إصرارها ووضوحها في إعلان قضية المرأة، وفي كيفية معالجة تلك المشكلات، نحن بحاجة إلى منهج هدى شعراوي، بغض النظر عن الحقوق.

هالة عبد القادر، الناشطة النسوية، قالت: إن هدى شعراوي هي من فتحت الباب أمام المرأة لتقف أمام العادات والتقاليد البالية، وأعادت للمرأة الإحساس بذاتها وبقيمتها في المجتمع.

إن مسيرة سيدات مصر مستمرة على نفس الدرب حتى وإن كانت الطرق مختلفة، حتى وإن كنا كنساء وكمجتمع فقدنا الثقة بغد أفضل بسبب ما نتعرض له، إلا أننا -ورغم هذا- لم نفقد إصرارنا على الدفاع عن حقوقنا وحرياتنا، وأكبر مثال وأقرب مثال هو المناضلات اللاتي يتصدرن المشهد السياسي في الدفاع عن النفس، وفي التظاهرات، أمثال نفين موسى ورشا عزب.

إن عظمة دور هدى شعرواي تكمن في عدة نقاط، أولها أنها كانت تعمل وحيدة في مجال تحرير المرأة، حتى لحقت بها عدد من النساء المصريات المدافعات عن الحقوق، أما الآن فإن هناك العديد من الجهات النسوية التي تعمل على تنمية المرأة في جميع المجالات بشكل تكاملي.


أماني سعيد محفوظ قالت:كان لهدى شعراوي دور بارز ومؤثر في حياة المرأة المصرية.. دور فعال ترك أثره في حياة المرأة المصرية إلى الآن، حتى وإن لم تكن تعرفه النساء المصريات الآن.. إلا أنها أول من دعت لرفع سن الزواج عند الفتيات ليصل للسادسة عشرة، وأول من رفع الغطاء عن وجهها، مما اعتبره بعض الناس -إن لم يكن الكل- انحلالاً.. لكنها بذلك كانت تقول إن وجه المرأة لا يجب أن يسجن وراء سواتر؛ فوجهها ليس عورة..

نشاط زوجها السياسي جعلها تتأثر به وتخرج في مظاهرات نسائية تدعو لها وتنظمها، وذلك لأول مرة في تاريخ مصر.. كانت قادرة أن تقنع الجامعة المصرية بأن تخصص قاعة محاضرات نسوية.. وبالطبع أيدت تعليم المرأة، وشجعتها على أن يكون لها دور سياسي.. فهذه الأمور ليست حكرًا على الرجال..

كانت تحضر مؤتمرات عديدة جدًا داخل وخارج مصر تطرح فيها رؤيتها، وتطرح أفكارها، وتؤكد على أن للمرأة المصرية صوت لا يستهان به.. دعت أيضًا النساء للتطوع بالتمريض.. ودعت إلى تثقيف البنات.. وترأست الاتحاد النسائي المصري..

وناهضت الاستعمار البريطاني في مصر.. ولُقبت برائدة النهضة النسائية بمصر.. وبالألقاب الحديثة تعد ناشطة سياسية في مجال حقوق المرأة..

بشكل واضح نستطيع القول إن القيود التي وضعت على المرأة، والتي سجنها فيها المجتمع في ذلك الوقت، كان لها أثر بالغ في تشكل وعي وحياة هدى شعراوي، وكان دافعًا أساسيًّا لمضيها في هذا الطريق.. فقد صرخت في وجه الرجعية، وناهضت التخلف والجهل والأمية، ورفضت أن تتحول المرأة لقطعة أساس لا تتحرك من المنزل ولا تتفاعل مع المجتمع..


ولنعد إلى ظاهرة خلع الحجاب.. إنها أول من خلعته، ودعت النساء لخلعه وكشف وجوههن، وكان هذا الحدث البارز المؤثر في حياة المصريات في "ميدان التحرير"، والذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى تحرير المرأة الذي دعت له هدى شعراوي..

هدى شعراوي ظلت تناضل حتى اللحظة الأخيرة من عمرها، وهي على فراش الموت تكتب مقالاً تدعو فيه العرب لتحرير فلسطين، لكن قلبها سكت عن النبض فأسكت لسانها وأناملها عن الكتابة.. وبلا شك أنها كانت الشرارة الكبرى التي أخرجت طاقات النساء المصريات من القمقم والكهف الحالك، الذي طالما حُبسن فيه وحُرمن من ممارسة حياتهن بشكل طبيعي.. واليوم نرى نساء مصر وقد غلفتهن الشجاعة والقوة والهمة للخروج للشارع في المظاهرات والتفاعل معها، والاحتكاك بالرجل جنبًا إلى جنب في كافة مجالات العمل، بل إن هناك أعمالاً لم يكن يتخيل الرجل أن تقوم بها امرأة أو مجالات لم يخطر على باله أن المرأة ستقتحمها يومًا لكنها فعلت وبجدارة..

تتقدم المرأة يومًا بعد يوم، ويعلو صوتها أكثر فأكثر، ويبهر العالم قبل أن تبهر ذويها من الرجال.. هدى شعراوي لم تدع للفجور ولا للنشوز عن حدود الأزواج، وإنما فتحت أعين النساء على أن لهن من الطاقات والأصوات المحترمة والكيانات الجادة في العمل والنضال خارج حدود البيت باعًا طويلاً لا يجب أن يستهان به..

المرأة زينة ولكن ليست لعبة.. المرأة كالجوهرة، ولكن ليس ليلبسها الرجل ويدفنها بعيدًا عن الأنظار.. المرأة زوجة وأم وربة منزل، لكنها قادرة على أن تفعل كل هذا بداخله وأكثر بخارجه، وهذا ما لا يستطيع الرجل أن يقوم به.. فللمرأة أدوار وأشكال حياتية مختلفة وصور متعددة.. المرأة مبهرة ومكافحة.. وكما قلت من قبل المرأة فاعل وليست مفعولاً به من أجل الرجل..

صوت المرأة ثورة.. وجه المرأة ليس بعورة.. المرأة كلها كيان مشرف طالما أنها لا تخرج عن النطاق الذي حدده لها الدين والأخلاق المتفق عليها.. أما الفهم الخاطئ للحرية التي حصلت عليها المرأة بكفاحها ونضالها فلم تكن السبب فيه لا هدى شعراوي ولا غيرها؛ إنما الخطأ كان استعمارًا فكريًّا قبل أن يكون سياسيًّا..

نحن اليوم في زمن كلنا فيه (أي النساء) هدى شعراوي، ولسنا بحاجة إلى هدى شعراوي جديدة، فلم نعد قاصرات ولا جاهلات ولا مكبلات بسلاسل وجنازير الرجال المتشددين، ولا عاجزات عن الصراخ في وجه الكيانات محدودة الفكر.. ولن أذكر أمثلة؛ لأنها كثيرة ومتعددة ومعروفة من أصغر سيدة إلى أكبرهن سنًّا ومقامًا ومقالاً..

نسرين بخشونجي:هدى شعراوي هي رمز الثورة على من تعمدوا تجنيب المرأة وإبعادها عن الحياة السياسية والاجتماعية. النموذج الذي أردت دائمًا أن أكون مثله. شخصية استثنائية تمثل لنساء مصر الكثير؛ لأن ما فعلته ما زال مؤثرًا حتى الآن، رغم تعاقب الأجيال وفرق السنين.


أفكر كثيرًا في المجهود الذي بذلته من أجل عودة حقوق المصريات والحرب التي واجهتها في البداية حين خلعت البرقع، بالمناسبة هي لم تخلع "برقع الحياء"، كما يشير لها البعض، وإنما خلعت رمز الخضوع لسلطة عادات وتقاليد لا تمثل الإسلام في شيء.. هي ابنة الطبقة الثرية، التي لم تشغلها الموضة وجلسات الثرثرة، وإنما حقوق المرأة كانت شغلها الشاغل.

ربما علينا الآن القول إن خلف سيدة متمردة مثل هدى شعراوي رجال مستنيرون وقفوا وساندوها دعمًا لقضيتها.. سيظل التاريخ الحديث يذكر زوجها علي شعراوي، الشيخ محمد عبده، قاسم أمين، وسعد زغلول، كلما ذكرت سيرة هذه المناضلة العظيمة.


أعتقد أننا جميعًا مدينون لهذه السيدة باعتذار على ما يقال عنها من بذاءات من أشخاص لم يستوعبوا أفكارها، وشكر جزيل على ما قدمته لنا على مدى تاريخها النضالي المشرف.