رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكراه.. على محمود طه رائد الحركة الرومانسية في الشعر

على محمود طه رائد
على محمود طه رائد الحركة الرومانسية في الشعر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الخميس الموافق 17 نوفمبر الذكرى السابعة والستون لوفاة الشاعر المصري الكبير علي محمود طه.
ولد في عام 1902 في مدينة المنصورة، محافظة الدقهلية، وقضى معظم شبابه فيها، تعلّم في الكتّاب كسواه من أبناء جيله، ثمّ انتقل إلى المدرسة الابتدائية، ولما تخرّج فيها انتقل إلى مدرسة الفنون والصناعات التطبيقية، وقد تخرّج فيها سنة 1924 مساعد مهندس معماري، وعُيّن في هندسة المباني بالمنصورة، ثم اتصل بعد ذلك ببعض رجال السياسة، فعمل في سكرتارية مجلس النواب، وصار وكيلًا لدار الكتب المصرية.
أحبّ في مطلع شبابه فتاة يونانية ثرية في المنصورة، ولكنه لم يوفّق في هذا الحبّ، ثم أحبّ بعد ذلك امرأة ألمانية متزوجة، ولكنه عاش ومات دون أن يتزوج، وعرف مجالس الشراب واللهو والطرب، وهذا ما أثر في شاعريته الفياضة، بل كان شعره صدى لتجاربه في الحياة.
كان كثير الزيارات والسفر إلى أوربا، وبخاصة في رحلاته الصيفية التي بدأت منذ سنة 1938، فزار عددًا من بلدان أوروبا، فأحدثت زياراته إلى تلك البلاد انقلابًا في نفسه، وفتحت أمامه آفاقًا شعرية جديدة، فلما زار مدينة فينسيا في صيف 1938، وحضر الاحتفال السنوي نظم قصيدته "أغنية الجندول" التي غنّاها مطرب الملوك محمد عبد الوهاب، فجلبت له شهرة واسعة.
أُصيب في نهاية صيف 1949 بشلل نصفّي مفاجىء، فدخل إلى المستشفى في القاهرة، ولما أخبره الطبيب أنه يستطيع العودة إلى بيته ارتدى ملابسه، وحاول الخروج، ولكنّ منيته عاجلته قبل أن يتخطّى باب المستشفى، ودفن بالمنصورة.
علي محمود طه من أعلام مدرسة أبولو التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي، كان التغني بالجمال أوضح في شعره من تصوير العواطف، وكان الذوق فيه أغلب من الثقافة، وكان انسجام الأنغام الموسيقية أظهر من اهتمامه بالتعبير.
صدر علي محمود طه خلال عمره القصير نسبيًا ستّ مجموعات شعرية وكتابًا من النثر الخفيف ومسرحية غنائية،ومن أبرزها "الملاّح التائه"، صدرت 1934، ومن أهم قصائد هذه المجموعة قصيدة "ميلاد شاعر" التي افتتح بها المجموعة، وقصيدة "الملاّح التائه"، وقصيدة "البحيرة" للشاعر الفرنسي الرومانسي لامارتين، وقد اختتم بها هذه المجموعة، ومجموعته الثانية هي "ليالي الملاح التائه"، صدرت سنة 1940، ومن أهم قصائدها أغنية "الجندول" التي افتتح بها المجموعة، وقصيدة "مصرع الربان" وقصيدة "التمثال" التي استلهم فيها أسطورة بيغماليون. وثالثها "أرواح وأشباح"، صدرت في سنة 1942، وهي عمل يعتمد على بعض الأعلام الأسطورية، وهو يقيم فيما بينها حوارات مختلفة، ليبدو العمل في موضوع واحد، وإن كان متعدد العنوانات الجزئية.