الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيدي الرئيس: الذهب الأخضر يناديكم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مثلما صنع محمد على باشا من محصول القطن طويل التيلة حكاية مصرية ظلت آثارها قائمة حتى الآن رغم ما علق بها من آثام، فهل يستطيع السيسى أن يصنع هو أيضا حكاية مصرية جديدة؟ لكن هذه المرة يصنعها من محصول «الجوجوبا»! هذا المحصول السحرى الذى يطلق عليه «الذهب الأخضر»، والذى يستخلص منه زيت «الجوجوبا» الذى يستخدم فى العديد من الصناعات المرتبطة بمستحضرات التجميل وغيرها من الصناعات المرتبطة بتحسين زيوت المحركات، هذا المحصول يزداد الطلب عليه عالميا، لدرجة أن هناك فجوة بين الطلب والعرض تصل إلى عجز يصل إلى ٨٥٪!، فالعالم لا ينتج إلا ١٥٪ من احتياجاته فقط، لذلك بدأ العالم ينتبه إلى أهمية التوسع فى زراعة هذا النبات السحرى، لكن أوروبا لا تصلح فيها زراعة هذا النبات، نظرا لمناخها شديد البرودة، وكذلك منطقة آسيا، حيث إن مناخها استوائى تغلب عليه الحرارة الشديدة التى تصاحبها رطوبة عالية، فـ«الجوجوبا» تحتاج إلى مناخ حار جاف يتحمل درجات الملوحة الشديدة للمياه أو التربة على حد سواء! فهى نبتة لا تستهلك مياها كثيرة فى الرى، وهى نبتة معمرة تعيش منتجة حتى ٢٠٠ عام، أما صافى إنتاج الفدان الواحد فيقدر بأكثر من ١٠ آلاف دولار سنويا.
من جميع تلك المعلومات فإن الصحراء المصرية هى الأنسب على مستوى العالم فى زراعة «الجوجوبا»، ولو تخيلنا أن الدولة قررت تخصيص مليون فدان كاملة لزراعة هذا النبات، سيكون صافى الدخل فى حدود ١٠ مليارات دولار سنويا، وإذا قررت الدولة خلق قيم مضافة ستقوم بتحويل البذور المنتجة إلى زيت من خلال إنشاء منظومة متكاملة من المعاصر المتخصصة والموزعة على المليون فدان، وإذا أرادت الدولة أن تتفوق على أعتى الدول النفطية تقوم بتحويل الزيت إلى مستحضرات تجميل وغيرها من الصناعات من خلال إقامة مصانع وفروع لمصانع عالمية متخصصة، يكفى أن نعرف أن برميل زيت «الجوجوبا» يساوى ٧٠ برميلًا من البترول، الحكاية ليست حكاية من الخيال وليست حكاية للتسلية، وإنما هى واقع وحقيقة، هناك فى منطقة الصحراء الغربية منطقة تسمى منطقة المغرة بالقرب من العلمين ومنخفض القطارة، قامت مجموعة من شباب المهندسين الزراعيين بحمل هذه الأحلام وذهبوا إلى الصحراء، حيث قسوة الواقع وصعوبة الحياة، لكنهم نجحوا وقاموا بعمل نموذج مصغر لفكرة المليون فدان جوجوبا، استطاع هؤلاء زراعة ما يقرب من ١٥ ألف فدان من هذا المحصول، واعتمدوا على محطات العصر، ولم يبحثوا عن أسواق لتسويق منتجاتهم سواء بذور أو زيت، لسبب بسيط جدا، أن الأسواق هى التى جاءت إليهم! ودارت منافسات للحصول على توقيعهم لأى من الشركات المتخصصة، لقد قفزت مصر بهؤلاء إلى المركز الخامس عالميا فى زراعة هذا النبات، والسؤال الذى سألته لهؤلاء بشكل مباشر، هل يمكن أن تقوم الدولة بزراعة مليون فدان؟ وكانت الإجابة السريعة نعم، لكن ودون تفاصيل لا بد أن يتبنى الرئيس السيسى هذا المشروع ويتابعه بنفسه حتى يرى النور، وكما يقول هؤلاء ستتحول مصر خلال ست سنوات إلى دولة تناظر الدول النفطية، هؤلاء الشباب لم يتحدثوا إلىّ حديثا به إحباط أو شكوى أو ما شابه، حدثونى عن الأمل والمستقبل المشرق، حدثونى عن إمكانياتنا الهائلة، حدثونى عن أن انخفاض قيمة الجنيه ليس كارثة وليس نقمة بل يمكن ويجب تحويله إلى نعمة، فكل الدول التصديرية تخفض قيمة عملاتها من أجل دفع عمليات التصدير إلى الأمام، حدثونى عن مصر بكرة بابتسامة وصدق وشفافية، لكنهم حدثونى أيضا عن الروتين والبيروقراطية اللعينة، حدثونى عن تشتتهم بين الوزارات والهيئات، حدثونى عن تفهمهم لكل هذه المشاكل الموروثة، لكنهم طالبونى بأن أصل بصوتهم إلى الدولة.. إلى المسئول.. وقالوا مثلما قام الرئيس بتدشين مشروع المليون ونصف المليون فدان من الفرافرة.. نحن ندعوه لتدشين مشروع الحلم مشروع «الجوجوبا»» من المغرة فى الصحراء الغربية، حيث سيجد الرئيس حكاية مصرية فى قلب الصحراء، مزارع «الجوجوبا».. مزارع سمكية فى قلب الصحراء، مجتمع وليد، الطاقة الشمسية هى المصدر الرئيسى للطاقة والإنارة والآبار والرى، هناك حياة.. هناك مصر الحلم، ومن جانبى شعرت بالأمل والتفاؤل، وأدعو السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يتفضل بتبنى مشروع قومى جديد اسمه مشروع المليون فدان من الذهب الأخضر«الجوجوبا»، ربما يغير هذا المشروع وجه الوطن.