رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ارتياح بالغ للمثقفين حيال "رسائل الأمل والعمل والإنجاز" التي أطلقها السيسي

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أبدت الجماعة الثقافية المصرية شعورا بالارتياح البالغ والاحتفاء حيال رسائل "الأمل والعمل والإنجاز" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الأول "الاثنين" في سياق افتتاح مشروع "بشائر الخير-1" بمنطقة غيط العنب بالإسكندرية فيما يشكل هذا المشروع خطوة هامة وجديدة للقضاء على إشكالية العشوائيات في كل ربوع مصر.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد اكد في كلمته خلال افتتاح هذا المشروع الذي تضمن إنجاز أكثر من 1600 وحدة سكنية ومن شأنه تغيير حياة ما يزيد على 1600 أسرة على أن "مصر بالكامل تتغير الآن و"تتقدم رغم التحديات " و"أن هناك أملا كبيرا بالرغم من التحديات الصعبة" وقال إن"الدولة مسؤولة عن إعطاء الأمل للشباب" و"بلدنا أولى بشبابها ولن نتركهم" مشددا على "تحطيم البروقراطية وإنجاز الأعمال مهما تكن" وانه "ليس لدينا وقت نضيعه" داعيا "لبذل المزيد من العمل لتغيير الواقع الحالي".
ونوه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالانجازات العملاقة التي حققها ويحققها المصريون مثل مشروع الاستزراع السمكي والذي يعد أكبر مشروع على مستوى الجمهورية وسيتم الانتهاء منه خلال شهرين أو ثلاثة ومشروع "المليون ونصف المليون فدان" ومشروع "ال170 ألف وحدة سكنية" و"مدينة الأثاث" في دمياط و"مدينة الجلود" في الروبيكي لافتا إلى أنه يتم التركيز حاليا على المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر.
وفيما أوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي انه بحلول شهر يونيو المقبل سيتم الانتهاء من بناء 600 الف وحدة سكنية مجهزة كما يتم تجهيز 75 ألف وحدة إسكان مخصصة لسكان المناطق الخطرة خلال يونيو المقبل من إجمالي 160 ألف وحدة مخصصة ل300 منطقة خطرة على مستوى الجمهورية ستنتهي بالكامل خلال شهر يونيو 2018. 
وكان السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة قد صرح بأن مشروع "بشائر الخير" الذي يقع على مساحة 12 فدانا بجوار ساحة "غيط العنب" يضم مجمعا سكنيا حضاريا لأهالي المنطقة موضحا أن المشروع تضمن إنشاء مركز للتدريب المهني والتشغيل يضم 17 ورشة تعليمية وست قاعات دراسية فضلا عن 58 محلا تجاريا سيتم استغلالها في المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
وفي الوقت ذاته تتحرك الحكومة بخطى حثيثة لدعم ومساندة الأسر الفقيرة والفئات الأولى بالرعاية فيما تقرر رصد 650 مليون جنيه كمبلغ إضافي للأسر الفقيرة ضمن "برنامجي تكافل وكرامة" بما يعبر عن توجه أصيل لتحقيق العدالة الاجتماعية يشمل أيضا تطوير "القرى الأكثر احتياجا". 
وفي مواجهة مخططات "أهل الشر لإفشال الدولة المصرية" يتكاتف المصريون ومؤسسات دولتهم الوطنية بالأمل والعمل والإنجاز لتغيير أوجه الحياة في وطنهم للأفضل وترتقي الاستجابات لمستوى التحديات مثل إشكالية العشوائيات المزمنة والتي كانت قد تفاقمت في مراحل سابقة.
ولاشك أن مشروع التطوير الحضاري "بشائر الخير-1" بمنطقة غيط العنب في الأسكندرية يشكل خطوة جديدة وهامة لمواجهة هذه الإشكالية وتحقيق الارتقاء الثقافي والاجتماعي والحضاري لفئات عانت من قبل من التهميش بقدر ما يؤكد على اهتمام الدولة بتوفير فرص عمل للشباب وتوفير الخدمات الثقافية .
وهذا المشروع الذي يأتي ضمن خطة للقضاء على إشكالية العشوائيات بمحافظة الأسكندرية وبلغت تكلفته الإجمالية 1,2 مليار جنيه ويعبر عن "ثقافة التكافل الاجتماعي تحت أعلام مصر الخالدة" يأتي بعد أقل من أربعة اشهر من افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمشروع حي"الأسمرات" بمنطقة المقطم في القاهرة والذي شكل بدوره خطوة هامة ودالة ومعبرة عن تصميم للقضاء على هذه الااشكالية في غضون عامين .
ومن هنا كان الارتياح البالغ والظاهر على مستوى الجماعة الثقافية المصرية حيال هذا التحرك الثوري الانساني بمغزاه العميق وجوانبه المتعددة التي تتضمن "مواجهة العشوائية بكل ما تعنيه من مفاهيم وسلوكيات سلبية" وتؤرق ضمير كل مثقف وطني.
وتجلت مفردات وتعبيرات التفاؤل والارتياح والثقة بالمستقبل في العديد من المقالات والطروحات لمثقفين مصريين حول التحرك الحاسم للقضاء على إشكالية العشوائيات وضرورة تخليص مصر من هذه الآفة التي كانت نتيجة إهمال سنوات طويلة.
وبضمير المثقف الوطني قال الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة :"في وقت قصير من حيث الزمن تغيرت أشياء في حياة المصريين حتى أن البعض يقول لو أن مصر في الأعوام الثلاثين الماضية سارت بهذا الإيقاع وبهذه الإنجازات لتغيرت صورة الحياة ووجدنا أنفسنا أكثر رخاء وعدلا ورفاهية".
وأضاف :"في زمن قليل أصبح لدينا شبكة طرق لم تشهدها مصر من قبل وبلا ضجيج أو حفلات افتتاح كاذبة وجدنا شبكة كهرباء وفرت لنا مصادر جديدة للعمل والإنتاج والحياة وبدأت حشود المهمشين من سكان العشوائيات تجد أملا في بيت نظيف وشوارع مرصوفة وحياة أكثر كرامة".
ولعل الإنجازات المشهودة التي يحققها المصريون ومن بينها الخطوات الحاسمة للقضاء على إشكالية العشوائيات تؤشر إلى أن مصر تسير بثبات وعزم وخطى واثقة نحو ما يصفه المفكر والكاتب الكبير السيد يسين بنموذج "الدولة التنموية".
وقال هذا المثقف الوطني المصري إن الرئيس عبد الفتاح السيسي "يدرك تماما أن التنمية الشاملة والفعالة هي مدخل النهوض للمجتمع المصري الذي يعاني من مشاكل كثيرة" فيما أبرز السيد يسين إشكالية العشوائيات في هذا السياق موضحا أنها بحاجة لتضافر جهود المصريين في مواجهتها .
وفي مقابلة صحفية نشرتها جريدة الأهرام كان السيد يسين قد رد على المشككين في إنجازات المصريين والسير في اتجاه "الدولة التنموية" بعد ثورة 30 يونيو بقوله :" هناك سؤال بسيط أود طرحه في هذا الشأن:ماذا عن مشاريع الإسكان الاجتماعي آلا يلمسون حجم الإنجاز فيها خاصة وأن الإسكان جزء أصيل من برنامج العدالة الاجتماعية والتي تعتبر حسب توصيف علماء الاجتماع هي توسيع فرص الحياة".
وإذ يوضح السيد يسين أن "انتشال سكان من عشوائياتهم وتسكينهم في وحدات سكنية كريمة من صميم العدالة الاجتماعية" فإن هذا المثقف الكبير يلفت إلى أنه "يجب أن تكون هناك نظرة موضوعية وإيجابية لما يتم إنجازه في ظروف بالغة الصعوبة وفي مرحلة تاريخية وفارقة تمر بها البلاد". 
أما الكاتبة والأديبة سكينة فؤاد فكانت قد رأت أنه ليس هناك أجمل وأعظم من إنقاذ سكان العشوائيات ورد آدميتهم واعتبارهم في بيئات إنسانية "وأن تستكمل المهمة والمشروع الإنساني والاجتماعي والأخلاقي والوطني بتوفير شروط ومقومات الكرامة والاحترام".
ونوهت هذه الكاتبة الروائية والصحفية الكبيرة بأن "الرئيس ينجز وعدا جديدا من الوعود التي اعلنها وهو يمتثل لإرادة عشرات الملايين ويتولى دفة قيادة هذا الوطن, كان الوعد وضع نهاية لعار وجريمة أن يعيش جموع وآلاف المصريين في ظروف لا آدمية وتحت أقسى درجات الهوان والذل الإنساني في مناطق مهمشة وخطرة".
وأضافت سكينة فؤاد :"شعب وقائد وملحمة عظيمة عاشتها مصر في عامين يراها ويدركها ويحسها كل صاحب ضمير ومصداقية" فيما لفتت لفيض من الحكايات عن الوجوه المصرية الطيبة في تلك المناطق العشوائية والفرحة الغامرة بانتقالهم لحياة جديدة بمعطيات إنسانية في إطار "مواصلة دور الدولة في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الثقافية والحضارية".
وحول تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن سكان المناطق العشوائية هم أصحاب قيم ومباديء خلافا لما حاول البعض تصويره باعتبارهم بؤر لتصدير المشكلات للمجتمع قالت الكاتبة سكينة فؤاد :"رؤية الرئيس يدركها ويتفق معها كل من يقرأ باحترام وبفهم قسوة الواقع الذي عاشته هذه الجموع من المصريين ويدرك أن المعالجة والتناول الأفضل لا تكون بإبراز الجوانب السلبية فقط وضرورة إضاءة الجوانب الإيجابية التي لم تهزمها قسوة ما عاشوه وكابدوه ".
ورأت أن ما يحدث الآن على أرض الواقع المصري للقضاء على إشكالية العشوائيات يستدعي إبداعا أدبيا بقراءة محبة وعميقة لأهمية وروعة هذه التحولات وأبعاد التجربة الإنسانية التي يعيشها الآن الملايين من المصريين" معتبرة أن هذه "المهمة تنتظر جيالا رائعة من المبدعين الشباب".
وكان الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة قد رأى في مشهد "العمارات الجديدة لأهالي الدويقة ومنشية ناصر بداية جديدة وعد بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لنتخلص خلال عامين من عار العشوائيات" فيما ذهب إلى أن "حكاية المسلسلات وأفلام العشوائيات لن يكون لها مكان بيننا لأنها انتشرت حين غابت الرحمة واختفى العدل".
ولفت بعض المعلقين إلى الحقيقة المتمثلة في أن هذه المشاريع الحضارية الجديدة للقضاء على إشكالية العشوائيات ليست مجرد وحدات إسكانية جديدة لسكان العشوائيات أو نقل سكان منطقة عشوائية لمنطقة أخرى أكثر تخطيطا وتحضرا وإنما الأمر يتعلق بفكر ورؤية قائد يسعى للتخلص من العشوائية بكل ما تعنيه من مفاهيم وسلوكيات سلبية".
وهذه الرؤية للقائد الذي اختاره شعب مصر بإرادته الحرة تعيد الأمل للمصريين في مستقبل أفضل بدولتهم المدنية الحديثة فيما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن من قبل أن حجم الاستثمارات التي تم إنفاقها على مشاريع تنموية قومية كبرى يصل إلى تريليون و40 مليار جنيه، وتتضمن هذه المشاريع إقامة مجتمعات عمرانية متكاملة بمفهوم عصري ليعيش فيها سكان المناطق العشوائية والخطرة فضلا عن إيجاد مصدر دخل دائم للأسر الفقيرة.
والعشوائيات قد تكون أكثر حصاد الماضي مرارة وأكثر ملامح الأزمة العامة وضوحا عندما أغمضت الدولة عينيها على مدى عشرات الأعوام وتظاهرت بأنها لا ترى ملايين البشر وهم يعيشون في مناطق خطرة وغير آمنة وتفتقر للحد الأدنى من معايير الحياة الإنسانية فيما مضت العشوائيات تنتشر كالبثور على جسد الوطن ولم تعد تنحصر أبدا في "الدويقة" او "منشية ناصر" و "اسطبل عنتر" و"عزبة خير الله" .
وحسب تقارير وتحقيقات صحفية توالت في الآونة الأخيرة فان هناك نحو ثمانية ملايين مواطن يعيشون في مناطق عشوائية يصل عددها لنحو 1200 منطقة بكل أنحاء البلاد من بينها 350 منطقة خطرة فيما تتركز أكبر نسبة من سكان العشوائيات حول "القاهرة الكبرى".
وجاءت الملحمة الوطنية التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعلي من معنى "الحياة سويا تحت سماء واحدة في وطن واحد " لتنهي هذه الملحمة سياق "الإهدار الممنهج لحقوق ملايين المصريين وتشوهات طبقية نالت حتى فئات عديدة من الطبقة الوسطى فضلا عن نزيف سكاني من الريف للمدن أفضى لمزيد من الكتل المهمشة في أحزمة البؤس وأحياء الصفيح".
من هنا لا مبالغة في وصف ما يحدث الآن على أرض الواقع المصري "بالملحمة الثورية ذات الوجه الإنساني بمشاريع تضمن تحويل سكان العشوائيات السابقة لقوة إنتاجية ودمجهم بصورة طبيعية في كل الأبنية المجتمعية ومن أجل أن يعيش كل المصريين معا بكرامة".
وهذه الملحمة الوطنية المصرية التي تكفل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بل وحق الحياة لملايين المصريين ديمقراطية بالضرورة لأنها في صالح ملايين المصريين كما انها نافذة لجوهر ومعنى حقوق الإنسان بعيدا عن الرطانات الأيديولوجية والشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فيما قد يتاجر بعض أصحاب هذه الشعارات بآلام المهمشين والبؤساء من أجل مزيد من الرفاهية والامتلاء السمين!.
وقد يكون ذلك أيضا هو الرد الحقيقي على صحافة الشمال الاستعماري المتربص بمصر والقصص الملفقة التي تتوالى في فضاء التدفق الإعلامي الغربي اللامتوازن.
ولعل هذه الملحمة التي يقودها عبد الفتاح السيسي ومعه كل وطني مصري بحاجة لإبداعات عديدة ومتنوعة ترصد خارطة حركتها وفضاء تدفقها ومغالبتها للتحديات الجسام والمعضلات التاريخية وموروث الماضي وتركة الترهل وما تفرزه وستفرزه هذه الثورة من تغيير في الواقع المصري وتحليل متبصر للمتغيرات وصراع التحولات واستبصار مفاهيم الحياة الجديدة.
إنها ملحمة تفرض تلقائيا الفرز بين من يقف مع مصر والمصريين ومن يقف ضد مصر والمصريين..ملحمة بوصلتها موجهة ضد أهل الشر الذين يسعون لدفع مصر لهاوية الدول الفاشلة ودوامة بلا قرار و"الثقب الأسود" أو مايعرف "بالعالم الرابع".
هذا "العالم الرابع" الذي تفضلت العولمة بتخصيصه للدول الفاشلة وأشباه الدول لتعيش شعوبها في ظل نوع من الإقصاء الجماعي والحجر المعولم من بقية دول العالم وكأنها تحولت لعشوائية معولمة مكانها "الثقب الأسود" الذي لا يجوز أن تخرج منه حتى لا تهدد العالم المتمدين أو تجرح مشاعره بسحنتها المؤذية وتعوق فضاء التدفق المعولم!.
لكن ها هي مصر كعادتها تصنع التاريخ والمعنى وتقدم "الهوية المقاومة" بثورة إنسانية يقودها زعيمها بفهم عميق لحركة التاريخ وطبيعة الأزمة وتناقضات المرحلة وصراعات العصر..إنه "إبداع مصري مركب ومتراكم ومتعدد المستويات ونبت من الأرض المصرية الطيبة ونسغها النيلي..ها هو الوطن يمدد شراعه لنبحر معا نحو الغد الأفضل تحت أعلام مصر الخالدة.