الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أبوالغيط يقود الدبلوماسية العربية بالأمم المتحدة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقوم الأمين العام لجامعة دول العربية أحمد أبوالغيط بجهود مكثفة وكبيرة على هامش أعمال الدورة الـ71 من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي بدأت أعمالها، أمس الأول، وتجري على هامشها عدد من الاجتماعات الوزارية الكبرى واللقاءات.
وقد احتلت القضايا العربية المختلفة والتي تنال اهتمامًا عالميًا من جدول لقاءات أبوالغيط ومقابلاته، خاصة أنها المرة الأولى التي يشارك فيها بأعمال الجمعية العامة أمينًا عامًا للجامعة العربية بعد بدء تسلمه مهام عمله في بداية يوليو الماضي.
ويسعى أبوالغيط منذ توليه الجامعة العربية؛ لأن يخرج مبادرات يكون للجامعة العربية دور عبرها في حل الأزمات العربية العالقة، والتي تحولت بوصلة الحل في أغلبها إلى وجهة أممية ودولية أو حتى إقليمية، خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية التي تدخل عامها السادس في ظل متغيرات أليمة، وكذلك الوضع في ليبيا واليمن، كما تأتي أيضًا القضية الفلسطينية في مقدمة الأولويات العربية وكذلك لدى الأمين العام للجامعة العربية والذي أكد غير مرة على أنها مفتاح الحل لكثير من أزمات المنطقة.
وكان أبوالغيط قد أجرى في نيويورك عددا من اللقاءات في مقدمتها لقاؤه رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة "بيتر طومسن"، حيث جرى بحث أهم الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الدورة، وعلى رأسها الموضوعات المتعلقة بالقضايا العربية أو ذات الأولوية بالنسبة للدول العربية.
وقد أكد الجانبان خلال اللقاء على ضرورة إيلاء القضايا العربي الاهتمام المناسب خلال نقاشات الدورة الحالية، كما أبدى طموسن اهتمامًا كبيرًا خلال اللقاء بالتعرف على رؤية أبوالغيط في هذا الصدد، وهو ما أكده المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية الوزير مفوض محمود عفيفي.
وقد شدد رئيس الدورة الحالية للأمم المتحدة على تطلعه لاستمرار التشاور مع الجامعة العربية، باعتبارها المؤسسة الإقليمية العربية الأبرز والتي يمتد نطاقها في إطار الوطن العربي، بما تشهده من أوضاع راهنة، وذلك على مدار العام الذي يتولى خلاله رئاسة الأمم المتحدة. 
القضية الفلسطينية في أولوية الاهتمامات
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فإت الأمين العام للجامعة العربية يضعها في مقدمة الاهتمامات، ويشدد منذ توليه الأمانة العامة على التزامه القوي والثابت بالعمل من أجل خدمة القضية الفلسطينية كونها القضية المركزية للعالم العربي.
وجاءت تأكيدات أبوالغيط خلال لقاء مطول جمعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تناولا خلاله آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والاتصالات التي تجري حاليًا في هذا الشأن.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية: إن أبوالغيط عرض خلال اللقاء على الرئيس الفلسطيني أهم نتائج الاتصالات التي أجراها مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بشأن مختلف الجهود والمبادرات المطروحة وفي مقدمتها المبادرة الفرنسية والاتصالات التي جرت في هذا الصدد مع المبعوث الفرنسي "بيير فيمون" سعيًا لتفعيل هذه المبادرة وتوفير قوة دفع مناسبة لاستئناف العملية السياسية في ظل وجود أفق سياسي واضح ومحدد يكفل تحقيق التسوية النهائية للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وبدوره أعرب الرئيس عباس عن تقديره للجهود والاتصالات التي يقوم بها أبوالغيط، مشيرًا إلى أهم نتائج الاتصالات التي أجراها بدوره مؤخرًا، وإلى محورية دور جامعة الدول العربية وأمينها العام في التعامل مع التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، وأهمية انخراط الجامعة بفعالية في الاتصالات التي تجري في هذا الشأن.
لقاءات مكثفة بوزراء خارجية الدول الغربية
وقد أجرى أبوالغيط عددًا من اللقاءات مع وزراء خارجية الدول الغربية، كما أن جدول أعمال زيارته لا يزال حافلًا بالعديد من الزيارات، وكان من بين من التقاهم سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، وشهد تبادل وجهات النظر بين الجانبين حول مستجدات الأوضاع في المنطقة العربية، خاصة فيما يتعلق بكل من القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، بالإضافة إلى تناول كيفية العمل على تطوير الحوار العربي/ الروسي في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
كما التقى أبوالغيط أيضًا وزير الخارجية الألماني "فرانك والتر شتاينماير" وشهد اللقاء شهد تبادل وجهات النظر حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية والأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن، أيضا كما، حيث اتفق الجانبان على ضرورة العمل على تكثيف الجهود من أجل معالجة هذه الأزمات، وذلك في ضوء تداعياتها السلبية الواسعة خاصة على المستويين الأمني والإنساني.
وقد بحث لقاء أبوالغيط وشتاينمار أيضًا الموضوعات المرتبطة بتصاعد ظاهرة الإرهاب وبالزيادة غير المسبوقة في تدفقات اللاجئين والمهاجرين، سواء داخل منطقة الشرق الأوسط أو المتجهين من المنطقة إلى أوروبا، وأهمية قيام تنسيق وتعاون بين مختلف الدول بهدف التعامل مع هاتين الظاهرتين بشكل مناسب.
وكما التقى أبوالغيط أيضًا "جوزيه سيرا" وزير خارجية البرازيل في لقاء شهد تناول كيفية العمل على تطوير علاقات التعاون بين الجانبين العربي والبرازيلي خلال المرحلة المقبلة، وسبل تطوير العلاقات الجيدة والقائمة بين الجانبين والارتقاء بالتعاون التجاري على وجه الخصوص.
كما التقى أبوالغيط "بورج برينده"، وزير خارجية النرويج، حيث بحثا أخر تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، خاصة في الدول التي تشهد نزاعات مسلحة، كما تناول اللقاء بمزيد من الاهتمام الوضع الفلسطيني، حيث أعرب أبوالغيط عن تقديره للجهود النرويجية الرامية لتعبئة الجهود الدولية لمعالجة الأزمة الإنسانية التي يواجهها أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك من خلال تولى النرويج لرئاسة اللجنة الدولية للمساعدات للفلسطينيين، مؤكدًا أهمية تكثيف هذه الجهود والعمل على توفير المزيد من الدعم للفلسطينيين في ضوء تفاقم معاناتهم الإنسانية والمعيشية مع استمرار الاحتلال.
وطالب أبوالغيط، الوزير النرويجي بضرورة دعم القضايا العربية الأخرى ذات الأولوية، خاصة في المحافل الدولية متعددة الأطراف، آخذًا في الاعتبار العلاقات التاريخية الجيدة التي تربط الجانبين العربي والنرويجي.
الاتحاد الأوربي وسبل التعاون المشترك
وبحث أبوالغيط أيضًا سبل التعاون المشترك مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشئون السياسية الخارجية والأمنية "فديريكا موجريني" وأكد الوزير المفوض محمود عفيفي المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية بأن اللقاء شهد تناول أبعاد التعاون الحالي بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وكيفية العمل على الارتقاء بمستوى هذا التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، مع تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك من بينها القضية الفلسطينية، والأوضاع في عدد من الدول العربية التي تواجه أزمات تؤثر على أمنها واستقرارها، وملفات الهجرة واللاجئين ومكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي والتجاري.
وتم الاتفاق خلال اللقاء على ضرورة قيام تواصل وثيق بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي في إطار المرحلة المقبلة، خاصة في إطار التحضير لانعقاد المؤتمر الوزاري العربي/ الأوروبي قبل نهاية العام الجاري.
وفيما يتعلق بالوضع السوري أيضًا فقد التقى أبوالغيط بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا "ستفان دي مستورا"، جرى خلاله استعرض خلال اللقاء آخر نتائج الاتصالات التي يجريها بشأن تطورات الأزمة السورية، بما في ذلك ما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق مستقر لوقف إطلاق النار، وفرص استئناف المفاوضات بين الأطراف السورية.