الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

"فتح الشام" على حافة الهاوية.. انفصال القيادات يشق صف التنظيم.. خبراء: الانشقاقات هدف استراتيجي.. اختلاف المصالح الشخصية والبحث عن زعامات تعصف بحليف "القاعدة"

زعيم تنظيم القادة
زعيم تنظيم القادة أيمن الظواهري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد جبهة فتح الشام "النصرة سابقًا"، من أكبر التنظيمات المتطرفة في سوريا بعد تنظيم الدولة الإسلامية داعش، رفضت اندماجها مع داعش، وبايعت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وشكلت الجبهة امتدادًا في بدايتها لتنظيم القادة في العراق، ولكن دارت المعارك العنيفة بين جبهة النصرة سابقًا وتنظيم القاعدة، انتهت بانشقاق جبهة النصرة عن القاعدة.
وأثارت خطوة انفصال جبهة النصرة عن القاعدة جدلًا واسعًا داخل صفوف جبهة النصرة سابقًا، انتهت هذه الخطوة بتغيير اسمها من جبهة النصرة إلى جبهة فتح الشام، تعلم جبهة النصرة يقينا أن تغيير اسمها وفك ارتباطها بتنظيم القاعدة لن يغير من الموقف الغربي والروسي، ولا حتى من مواقف النظم العربية منها قيد أنملة، ولكن لم تكن تعلم أن في هذه الخطوة أثر بالغ لإضعافها وضرب الانشقاقات داخل الجبهة.
وبالفعل على خلفية فك ارتباط جبهة فتح الشام ارتباطها بتنظيم القاعدة، ظهرت الانشقاقات وأعلن اثنان من أبرز قيادات جبهة فتح الشام "النصرة سابقا"، انشقاقهما عن التنظيم بعد أربع سنوات من العمل، بسبب فك ارتباطه بتنظيم القاعدة، وهم إياد الطوباسي والملقب بـ"أبو جليبيب الأردني"، وبلال خريسات والملقب بـ"أبو خديجة الأردني". 
وقال إياد الطوباسي، الملقب بأبي جليبيب الأردني، وهو أحد مؤسسي جبهة النصرة، إنه انفك عن فتح الشام، وقطع علاقته بها تنظيميًا وعضويًا؛ وعزا ذلك إلى رفضه فكرة فك ارتباط الجبهة عن تنظيم القاعدة، مضيفًا عبر حسابه على موقع تويتر: "وقد علم الجميع وضوح موقفي من قضية فك الارتباط بالجماعة الأم، وهو الرفض التام والقاطع، إلا أن ظهور المشاريع الجديدة، والتسارع فيها، ألزمني بتحديد موقفي من جبهة فتح الشام بشكل واضح وبَيِّن".
وتابع قائلًا: "وإني ومن هذا المنبر الكريم أبين موقفي من جبهة فتح الشام، وهو الانفصال التام، وقطع كل الروابط التنظيمية والعضوية معها"، مؤكدًا تجديد بيعتي لأمير تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري.
وفي هذا السياق قال أحمد عطا، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن إعلان انفصال قيادات بارزة عن "جبهة فتح الشام"، ليس بجديد ولكن الإعلان عنه جاء متأخرًا لهدف إستراتيجي من خلال الصراع بين التنظيمات المسلحة الموجودة على ساحة القتال، وذلك لارتباط كل تنظيم بجهاز استخباراتي ولا يتحرك بشكل منفرد.
وأكد عطا، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، اليوم الخميس، أن هذه الانشقاقات التي تمت داخل تنظيم جبهة النصرة سابقًا، تمت بالتنسيق مع النظام السوري الذي يفتح اتصالا غير معلن مع كل قيادات جبهة النصرة، مضيفًا أن الهدف من هذا التنسيق هو إضعاف جبهة النصرة.
ولفت إلى أن داخل مسرح العمليات الروسي، تتم عمليات تباديل وتوافيق لصالح ما يجري من مستجدات وحسابات مرتبطة بأجهزة استخباراتية أجنبية، لتجيد الصراع بشكل مستمر وبدعم طرف عن آخر، وهذا ما تسعى إليه الآن الجهات الأجنبية.
وفي سياق متصل علق الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على انفصال قيادات داخل جبهة فتح الشام، أن أي التنظيمات التي تظهر بغطاء ديني، يجمع بينهم دائمًا مصالح مشتركة بين أعضائها، وحين تختلف هذه المصالح تظهر الانشقاقات، إما بسبب الميل إلى تكوين زعامات شخصية أو اختلاف في الأدوات والأساليب، أو من خلال الاستقطابات لصالح جهات أخرى.
وأوضح سلامة، أن مثل هذه التنظيمات تتعرض لاختراقات بأكثر من صورة، وبالتالي حالة الانشقاق داخل هذه التنظيمات، تكون من خلال نوازع شخصية من المنشقين أو بفعل فاعل نتيجة لاستقطاب هذه العناصر وضرب هذه التنظيمات في الصميم.
ولفت إلى أن هذه التنظيمات لا تؤمن بفكر بقدر ما لها من دور في تنفيذ أجندات معينة، وهي صنيعة أجهزة معينة، فليس غريبًا أن تشهد هذه الانقاسامات، وذلك يرجع إلى انتهاء الحاجة إليها ويظهر الحاجة إلى كيان جديد أو أشخاص جدد.