السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تركيا تاريخ من الانقلابات العسكرية "5"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ إنشاء الدولة الحديثة فى تركيا فى عام ١٩٢٣، نظمت القوات المسلحة التركية ثلاثة انقلابات عسكرية (فى الأعوام ١٩٦٠ و١٩٧١ و١٩٨٠)، وتدخلت فى عام ١٩٩٧ عن طريق مذكرة عسكرية. وقد اعتبر الجيش نفسه الوصى على الدولة التركية العلمانية المنشأة فى عهد مصطفى كمال أتاتورك. وجرت محاكمات إرغينكون فى السنوات التى سبقت محاولة الانقلاب عام ٢٠١٦، والتى تعتبر محاولة من القادة المدنيين فى تركيا تحت قيادة الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، لفرض الهيمنة على الجيش.
المحاولة الانقلابية التركية فى ١٥ يوليو ٢٠١٦
هى محاولة انقلاب عسكرى فاشلة لمجموعة من ضباط القوات المسلحة التركية، حسب تأكيد رئيس الوزراء التركى، بن على يلدرم، وكان قد دبرها فصيل داخل القوات المسلحة التركية، وأعلن مدبرو الانقلاب إنشاء مجلس السلم من أجل أن تكون الهيئة الحاكمة فى البلد من خلال بيان بث بعد سيطرتهم على قناة «تى آر تى» الرسمية التركية، والذى تضمن خلاله حظر التجول فى أنحاء البلاد وإغلاق المطارات، وحسب المصادر العسكرية التركية فان قائدى القوات الجوية والبرية هما من نفذا الانقلاب على الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، وأن محرم كوسا، وهو المستشار القانونى لرئيس الأركان، هو من خطط للانقلاب. لقد دعا الرئيس أردوغان فى حديث له عبر مواقع التواصل الاجتماعى الناس للنزول إلى الشوارع لصد محاولة الانقلاب، ووفقًا لوكالة أنباء «دوغان» فإن قسمًا من الجنود أطلقوا النار على مجموعة من الأشخاص حاولوا عبور جسر البوسفور احتجاجًا على محاولة الانقلاب، ما أسفر عن وقوع إصابات، فى حين سمع دوى طلقات نارية قرب المطارات الرئيسية فى أنقرة وإسطنبول، وفى مدينة أنقرة قصفت مروحية تابعة للانقلابيين مبنى البرلمان التركى. فى صباح السبت كان أردوغان قد وصل إلى مطار إسطنبول الدولى وسط ترحيب شعبى، وأعلن عن إنهاء محاولة الانقلاب، وتحدث بأن المتورطين سيعاقَبون بغض النظر عن المؤسسات التى ينتمون إليها، وشهدت المدن التركية مظاهرات حاشدة دعمًا للحكومة الشرعية، وللرئيس رجب طيب أردوغان، ورفضًا لمحاولة الانقلاب، وحسب مواقع تركية فقد تم عزل ٣٤ من قيادات الجيش التركى بينهم ٥ جنرالات، واعتقل ٧٥٤ عسكريًا لهم علاقة بمحاولة الانقلاب، وقتل نحو ستين شخصًا وعشرات الجرحى، وحسب النائب العام فإن ٤٢ قتيلا سقطوا فى أنقرة بينهم ١٢ شرطيًا. لاقت محاولة الانقلاب رفضًا من قيادات حزبية وعسكرية وبرلمانية تركية وكذلك رفض قائد القوات البحرية التركية، الأميرال بوسطان أوغلو، وزعيم حزب الشعب الجمهورى المعارض، كليجدار أوغلو، الذى قال إن «تركيا عانت من الانقلابات، وإننا سندافع عن الديمقراطية».
تفاصيل الأحداث
احتجز عدد من ضباط الجيش التركى رئيس الأركان التركى، خلوصى آكار، حيث كان مصيره مجهولًا، وتم تحريره فيما بعد، بينما توقف التلفاز التركى الرسمى عن البث بعد فترة من إعلان الانقلاب رسميًا، وأعلن الجيش التركى منع التجوال فى جميع أرجاء تركيا، وقد نقلت قناة الجزيرة عن توجه أردوغان من أنقرة إلى إسطنبول، وتم إجراء مكالمة عبر برنامج فيس تايم معه، حيث طمأن المواطنين وطلب منهم الخروج إلى الشوارع والمطارات لرد الانقلاب. وسادت حالة من الغموض بشأن الوضع فى تركيا بعد أنباء تحدثت عن محاولة للانقلاب العسكرى فى البلاد. وقد ذكر بيان منسوب للجيش التركى أنه تولى السلطة فى البلاد، فيما أكد رئيس الوزراء، بن على يلدريم، أن هناك «محاولة غير شرعية» تقوم بها «مجموعة» داخل الجيش، فى وقت ذكرت فيه مصادر إعلامية أن جماعة فتح الله غولن تقف وراء هذه المحاولة الانقلابية، وأضاف بيان الجيش أنه تولى السلطة «للحفاظ على الديمقراطية»، وأن جميع العلاقات الخارجية الحالية للبلاد ستستمر، لكن مصدرًا بالرئاسة التركية قال إن البيان الذى صدر باسم القوات المسلحة لم يكن مصرحًا به من قيادة الجيش التركى، ومن جهته قال رئيس الوزراء، بن على يلدريم، فى تصريحات لمحطة «إن تى فى» القناة التلفازية الخاصة «إن بعض الأشخاص نفذوا أعمالًا غير قانونية خارج إطار تسلسل القيادة.. وإن الحكومة المنتخبة من الشعب لا تزال فى موقع السلطة. وهذه الحكومة لن ترحل إلا حين يقول الشعب ذلك». يأتى هذا، فيما أفاد مراسل قناة الجزيرة بقطع حركة المرور فوق جسرى البوسفور بين قارتى آسيا وأوروبا، فيما كانت مقاتلات تحلق على علو منخفض فوق أنقرة، وأظهرت لقطات نشرتها وكالة «دوغان» للأنباء عمليات تحويل السيارات والحافلات فوق الجسرين، فيما أظهرت محطة قناة «سى. إن. إن. تورك» مركبتين عسكريتين ومجموعة من الجنود يصطفون عند مدخل أحد الجسرين فى كبرى مدن البلاد، لكن وكالة «سى. إن. إن» الأمريكية أعلنت فى خبر عاجل اختباء الرئيس التركى أردوغان، وأنه فى مكان آمن. وانتشرت الآليات ومئات من الجنود فى الطرقات ومداخل المدن. ولا تزال المناوشات وإطلاق النار يُسمع فى مناطق مختلفة، وأصدرت السلطات التركية قرارًا بحجب موقعى «فيس بوك وتويتر» عن البلاد، كما أعلنت وكالة رويترز الإخبارية عن وقف الرحلات المدنية من وإلى مطار إسطنبول، وفى وقتٍ سابق قالت صحيفة «ينى شفق» التركية فى يوم الجمعة ١٥ يوليو ٢٠١٦، إن جماعة غولن المعارضة تحاول الاستيلاء على رئاسة الأركان التركية، ولقد شوهدت طائرات تحلق فى سماء العاصمة التركية فيما سمع إطلاق نار متقطع فى مناطق مختلفة، كما أطلقت مروحيات النار على مبنى المخابرات التركية، وقال شاهد من وكالة رويترز الإخبارية، مساء الجمعة، إنه سمع دوى إطلاق نار فى العاصمة التركية أنقرة، إضافة إلى انتشار مكثف لقوات الأمن والجيش فى شوارع العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول. وأظهرت لقطات نشرتها وكالة دوجان للأنباء عمليات تحويل السيارات والحافلات، فيما تحلق طائرات حربية وطائرات هليكوبتر فى سماء أنقرة، وظهر أردوغان فى خطاب تلفازى يوم ١٦ يوليو صباحًا، وقال: إن «التحرك العسكرى خيانة». وتعهد أردوغان بتطهير الجيش قائلا: «هؤلاء الذين قادوا الدبابات عليهم العودة من حيث أتوا». ووصف قادة الانقلاب بـ«الخونة».